خفض وفيات الطرق.. إنجاز سعودي كبير حققته استراتيجية متكاملة
انخفضت وفيات حوادث الطرق في السعودية بنسبة 50%.
شبكة الطرق بالسعودية تُعد الأولى عالمياً من حيث الترابط، ما يُسهم في تعزيز التنمية المستدامة للأفراد والبضائع، وفق أعلى معايير الأمن والسلامة.
نجحت السعودية خلال الأعوام الأخيرة في تحقيق إنجاز ملحوظ تمثل بخفض عدد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق.
نجاح المملكة هذا يأتي بفضل استراتيجية متكاملة جمعت بين تطوير البنية التحتية، واستخدام التكنولوجيا، والتوعية المجتمعية، وتطبيق القوانين الصارمة.
وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي صالح الجاسر، كشف في كلمة ألقاها بمؤتمر السلامة واستدامة الطرق 2024 في العاصمة الرياض يوم الأحد 3 نوفمبر الجاري، عن أن بلاده حققت انخفاضاً في معدلات وفيات الطرق بنحو 50%.
الجاسر أوضح أن المملكة بهذا الإنجاز “تجاوزت الأهداف المحددة في الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية؛ ما يعكس التزامها بتعزيز مستوى السلامة المرورية عبر مشاريعها المتطورة”.
وأشار إلى أن شبكة الطرق بالسعودية تُعد الأولى عالمياً من حيث الترابط، ما يُسهم في تعزيز التنمية المستدامة للأفراد والبضائع، وفق أعلى معايير الأمن والسلامة.
وأكد أن السعودية أول دولة في الشرق الأوسط “نفّذت عدداً من الابتكارات العلمية في قطاع الطرق، مثل تقنية تبريد الطرق واستخدام الطرق المطاطية، ما أسهم في تقدمها إلى المركز الرابع بمؤشر جودة الطرق بين دول مجموعة العشرين”.
استراتيجية الطرق
تبذل المملكة جهوداً كبيرة لتوفير أعلى مستوى من الأمان على الطرقات، تنفيذاً لمستهدفات رؤية 2030، علماً بأن استراتيجية قطاع الطرق ترتكز على السلامة والجودة والكثافة المرورية.
وتستهدف الاستراتيجية خفض الوفيات إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول عام 2030، مع رفع مؤشر جودة الطرق؛ للوصول إلى المركز السادس عالمياً.
ومما حققته السعودية في مجال الطرق والسلامة التي أدت إلى خفض وفيات الحوادث المرورية:
-
تسجيل نمو بأكثر 10% على مؤشر “جودة البنية التحتية للطرق” وهي الأعلى بين دول مجموعة العشرين، بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023، الذي نشر في فبراير الماضي.
-
تحقيق المركز الرابع عالمياً بين دول الـ “G20″، بعد تسجيل ارتفاع في مؤشر جودة البنية التحتية من 5.2 إلى 5.7.
-
تحقيق الترتيب 32 بين 118 دولة سجلت انخفاضاً في معدل وفيات الطرق.
-
بلغت نسبة وفيات حوادث الطرق 13.6 وفاة لكل 100 ألف شخص في 2023 مقارنة بـ28.41 وفاة لكل 100 ألف شخص في عام 2016.
-
إصابات حوادث الطرق بلغت 70.87 لكل 100 ألف شخص في 2023 مقارنة بإصابات بلغت 74 لكل 100 ألف شخص في 2016.
-
شكلت الطرق التي تفي بمعايير السلامة المرورية نسبة 77%.
-
نسبة المركبات التي تتوافق مع متطلبات ومعايير الفحص الدوري المحدثة بلغت 46%.
-
تحويل الهيئة العامة للطرق عقود صيانة الطرق إلى عقود تعتمد على الأداء لضمان جودة أفضل في تنفيذ الأعمال.
-
طورت هيئة الطرق نظاماً متقدماً لإدارة الجسور ومراقبة جودة بنيتها التحتية بدقة، مع القدرة على التنبؤ بالإصلاحات اللازمة لتعزيز سلامة مستخدميها.
-
تجاوزت نسبة مستوى الالتزام بتنفيذ مشاريع الطرق نحو 90%، نتيجة الاهتمام بإنجاز المشاريع بسرعة وكفاءة عالية.
أسباب ارتفاع عدد الحوادث
على الرغم من الإنجازات التي حققتها المملكة في خفض عدد وفيات الطرق، عبر مجموعة من الخطط، لكن ما زالت هناك العديد من المشاكل التي تتسبب بوقوع حوادث تؤرق السعوديين الذين يطالبون بوضع حلول لها.
يتحدث الكاتب أحمد الجميعة، في مقال بعنوان “أزمة مرور ومواقف في الرياض” نشره موقع “العربية نت”، عن الأزمة المرورية التي تشهدها العاصمة الرياض.
ويقول إن هذه الأزمة وصلت إلى “الجانب النفسي للسائق الذي ينشغل بالجوال أثناء القيادة لمشاهدة مقاطع الفيديو لتخفيف هذا الضغط، ونتيجة لذلك تزايدت حوادث السير بسبب الجوال”.
بدوره ينبه الكاتب عبده خال، في مقال حمل عنوان “فوبيا الشاحنات”، بصحيفة “عكاظ”، من شاحنات النقل، مبيناً أنه في معظم الحوادث المرورية تكون سيارات النقل قاسماً مشتركاً في تلك الحوادث؛ جراء التهور أو التخلي عن قواعد السلامة.
يضيف خال: إن “مارثون سباق الشاحنات في الطرقات يجب أن يثير اهتمام المرور من خلال تكليف رجاله الراجلين والراكبين بتتبع ظاهرتين أصبحتا من سمات الشاحنات وسيارات النقل، وهما السرعة وعدم توفير وسائل السلامة”.
أسباب “الإنجاز الكبير”
ما حققته السعودية من إنجاز في تقليل عدد الوفيات إلى النصف، لم يأت من فراغ، بل كان هناك عملاً كبيراً تقف خلفه العديد من مؤسسات الدولة.
ووفق ما يقول علي آل شرمة، في مقال بصحيفة “المدينة” حمل عنوان “إنجاز سعودي جديد.. لضمان أرواح المواطنين وسلامتهم”، فإن تحقيق هذه النتيجة الباهرة جاء بعد جهود متواصلة، شملت أكثر من محور؛ مثل:
-
الرصد الآلي للمواقع الخطرة، والجهود الميدانية من رجال المرور.
-
استخدام مخرجات التقنية الحديثة، واللجوء إلى خيارات الذكاء الاصطناعي للمخالفات المرورية.
-
رفع مستوى الضبط والوعي المروري، والسلامة المرورية، والحد من السلوكيات الخاطئة لقائدي المركبات.
-
تنوير قائدي المركبات بأحدث المستجدات العالمية والتأكد من احتواء سياراتهم على كافة عناصر السلامة.
-
اتبعت إدارة المرور نهجاً عملياً يتمثل في إقامة المعارض التوعوية، والمؤتمرات العلمية ونشر الرسائل التوعوية، وتكريم المثاليين في قيادة المركبات من خلال لجان السلامة المرورية في المناطق.
-
رفع مستوى مهارات قائدي المركبات، وزيادة معدلات السلامة المرورية عن طريق تطبيق مهارات تعليمية وتدريبية متطورة في مدارس تعليم القيادة.