من اين يستخرج العنبر وما هي صفات العنبر الطبيعي
جدول ال
من اين يستخرج العنبر الذي يعتبر من المواد غالية الثمن، حيث يعتبر العنبر مكون أساسي في العديد من الصناعات عبر التاريخ، مثل صناعة العطور باهظة الثمن، وصناعة البخور وغيرها من الصناعات الباهظة، وفي هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن العنبر، كما وسنوضح من أين يستخرج، وما هي أنواعه.
ما هو العنبر
العنبر (بالإنجليزية: Ambergris)، هو مادة صلبة شمعية قابلة للإشتعال ذات لون رمادي باهت أو أسود، ويستخدم العنبر في تحضير وتصنيع أفضل وأغلى أنواع العطور والبخور، وتتميز هذه المادة برائحة عطرية فواحة، وقد إستخدم البشر العنبر منذ ما يزيد عن الف عام قبل الميلاد، ومنذ ذلك الوقت كان يتم تصنيف العنبر وجودته حسب لونه، حيث يتغير لون العنبر مع الأكسدة، والتي تحدث عند تعرض العنبر للبحر والهواء لفترات طويلة من الزمن، حيث تتراوح ألوان العنبر الطبيعي من الأسود إلى الأبيض، ويمكن أن يقضي العنبر سنوات وهو عائمة في المحيط قبل العثور عليه، وكلما طالت فترة تعرضه لماء البحر، كلما ستصبح جودته أفضل.[1]
من اين يستخرج العنبر
في الواقع يتم إستخراج العنبر من حوت العنبر فقط، وإن ذكر حوت العنبر هو الوحيد الذي ينتج العنبر، ويعتقد الكثير من الناس أن العنبر هو تقيؤ الحيتان أو مخاط الحيتان أو حتى براز الحيتان، وكل هذه الأمور غير صحيحة، حيث يتكون العنبر في أمعاء حوت العنبر، وذلك بسبب أن النظام الغذائي الرئيسي لحوت العنبر هو الحبار العملاق أو الحبار الضخم، والذي يحتوي على مناقير حادة على مخالبه، وإن مناقير الحبار غير قابلة للهضم وتسبب تهيجاً شديداً لأمعاء الحيتان، وبسبب هذا التهيج من مناقير الحبار داخل الأمعاء، ينتج حوت العنبر إفرازاً طبيعياً لحماية الأمعاء، مما يؤدي إلى تحطيم مناقير الحبار، وبالتالي يتكوين العنبر بفضل هذا السبب، ومع مرور الوقت يخرج العنبر من أمعاء الحيتان بشكل طبيعي، ويعتمد حجم العنبر المتكون على وقت خروج العنبر من الأمعاء.
وفي الحقيقة في بعض الحالات ينمو العنبر إلى درجة لا يستطيع فيها الحوت أن يخرجه من جسمه، وبالتالي سيموت هذا الحوت، ويغرق في قاع المحيط ويتحلل بشكل طبيعي، ومع مرور الوقت وبسبب كثافة العنبر مقارنة بكثافة ماء البحر، فإنه سيطفو على سطح الماء، ويبقى كقطعة واحدة عائمة أو يتفتت إلى قطع صغيرة بسبب شدة أمواج المحيط.[2]
شاهد ايضاً: زيت كبد الحوت للاطفال
صفات العنبر الطبيعي
يأتي العنبر بالعديد من الألوان والأشكال والقوام، وغالباً ما يكون العنبر أبيض أو رمادي أو أسود أو بني اللون أو مزيجاً من هذه الألوان، وعادة ما تكون الوان العنبر باهتة وترابية، كما وإن للعنبر ملمس صلباً، مثل الصخور أو الطين الجاف، وفيما ما يلي صفات العنبر الأساسية:[3]
شكل العنبر
يتم تشكيل العنبر عندما بطفو على سطح الماء، حيث يعمل الماء على دحرجة العنبر، مما يجعله ذو ملمس ناعم وأملس، وفي أغلب الحالات يكون شكل العنبر مثل قطع مستديرة أو بيضاوية الشكل، وذلك بسبب حركة التدحرج والتنعيم على الماء، والتي يمكن أن تستمر لسنوات عديدة.
لون العنبر
إن قطع العنبر التي كانت تطفو في المحيط لفترة طويلة تشكل طبقة بيضاء على السطح الخارجي للعنبر، وذلك بسبب عملية الأكسدة، وتكون هذه الطبقة هشة أو حتى سميكة وصلبة، وفي الداخل يكون العنبر غالباً ذو لون بني أو رمادي اللون، ويمكن أن يكون لونه أسود داكن، ونادراً ما يكون أبيض أو كريمي.
رائحة العنبر
في الواقع يتميز العنبر برائحة يصعب تفسيرها لأي شخص لم يشتم رائحته من قبل، ولكن غالباً ما يوصف العنبر بأنه مسك ذو رائحة ترابية حلوة على عكس أي عطر آخر، وسيختلف رائحة العنبر إختلافاً كبيراً وذلك إعتماداً على جودة قطعة العنبر، وبشكل عام إن العنبر ذو الألوان الفاتحة يكون له رائحة لطيفة وممتعة وقوية، وإن العنبر الأبيض والرمادي يمتلك رائحة خفية وحلوة.
خصائص العنبر
إن للعنبر العديد من الخصائص الكيميائية والفيزيائية، وفي ما يلي بعض هذه الخصائص:[4]
الخصائص الفيزيائية للعنبر
يوجد العديد من الأشكال والأحجام للعنبر، وغالباً ما تزن قطعة العنبر حوالي 15 جرام إلى 50 كيلو جرام أو أكثر، كما ويمتلك العنبر ثقلاً نوعياً يتراوح من 0.780 إلى 0.926، ويذوب عند حوالي 62 درجة مئوية أي ما يعادل حوالي 144 درجة فهرنهايت إلى سائل دهني أصفر، وعند 100 درجة مئوية أي 212 درجة فهرنهايت يتطاير العنبر على شكل بخار أبيض.
الخصائص الكيميائية للعنبر
إن العنبر لا يتفاعل مع الحمض، ويمكن فصل بلورات التربين البيضاء والمعروفة بإسم أمبرين عن العنبر عن طريق تسخين العنبر الخام في الكحول، ثم يتم تبريد المحلول الناتج من هذه العملية، وينتج عن ذلك تكسير الأمبرين عديم الرائحة نسبياً من خلال الأكسدة لينتج الأمبروكسان والأمبرينول، وهما المكونات الرئيسية لرائحة العنبر، وفي الحقيقة يتم الان إنتاج الأمبروكسان صناعياً ويستخدم على نطاق واسع في صناعة العطور.
إستخدامات العنبر
اشتهر العنبر في الغالب بإستخدامه في صنع العطور والبخور، ولكن يمكن إستخدم العنبر ايضاً في الطعام والشراب، ويقال إن وجبة البيض والعنبر كانت الطبق المفضل لدى الملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا، كما ويوجد العديد من وصفات المشروبات التي تحتوي على العنبر، مثل وصفة مشروب شجيرة الروم والتي كانت مشهورة في منتصف القرن التاسع عشر، وهي عبارة عن خيط من العنبر واللوز والقرنفل والكاسيا وقشر البرتقال، وتم إستخدام العنبر ايضاً كعامل منكه في القهوة التركية، وفي الشوكولاتة الساخنة في أوروبا في القرن الثامن عشر، وكان قدماء المصريين يحرقون العنبر كبخور، بينما في مصر الحديثة يستخدم العنبر في تعطير السجائر، وفي خلال العصور الوسطى، إستخدم الأوروبيون العنبر كدواء للصداع ونزلات البرد والصرع.[4]
شاهد ايضاً: ما هو الباتشولي وما استخداماته
فوائد العنبر الصحية
إن إستخدام العنبر له بعض الفوائد المختلفة على الصحة، والتي تتلخص في ما يلي:
- التخفيف من ألم التسنين عند الأطفال.
- الحفاظ على البشرة.
- يستخدم في علاج مرض الشقيقة.
- يعزز من صحة الجهاز الهضمي.
- يساعد على التخفيف من آلام التهابات المفاصل والروماتيزم.
- فتح الشهية وزيادة الوزن.
- يقلل من ألم الأعصاب.
- يحافظ على صحة الدماغ.
- يزيد من الراحة النفسية.
- يقلل من مشكلة العصب السابع.
- يساعد على علاج إرتفاع ضغط الدم.
- يساعد على التخلص من الغازات والبلغم.
ويجب التنويه بأنه لا ينصح بإستخدام العنبر دون اللجوء إلى الطبيب وإستشارته، وذلك قبل تناوله.
وفي ختام هذا المقال نكون قد عرفنا من اين يستخرج العنبر، كما ووضحنا ما هو العنبر، وذكرنا بالتفصيل ما هي صفاته وما هي خصائصه الكيميائية والفيزيائية، وحدننا إستخدامات هذه المادة باهظة الثمن، وذكرنا بعض فوائده الصحية.
المصدر: السعادة فور