تريندات

الفرق بين القصة والمذكرات الادبية

جدول ال

الفرق بين القصة والمذكرات الأدبية من أكثر الأمور التي تهم كل قارئ، حيث تتعدد أشكال الكتابات الأدبية بين شعر ونثر وقصة وسيرة ذاتية ومذكرات ومقالات وغيرها من صور الكتابة المختلفة التي يضع لها الأدب قواعد وأصول تميز كل منها عن الأخرى، وفي مقالنا هذا سنتناول الفرق بين نوعين من الكتابة الأدبية ألا وهما القصة والمذكرات.

الفرق بين القصة والمذكرات الادبية

يعتبر كل من الشخصية الرئيسية والأحداث هما الفرق الجوهري بين القصة والمذكرات، حيث أن الشخصية الرئيسية للقصة هي بطلها الذي قد يكون واقعي أو خيالي، أما المذكرات فشخصيتها الرئيسية هي كاتب المذكرات نفسه.

من حيث الأحداث

فإن أحداث القصة تدور حول بطلها أو أبطالها، فتتفرع وتتشابك ثم تعود لتنتهي واحدة تلو الأخرى وتحل، وقد تكون تلك الأحداث وقعت بالفعل أو لم تقع، أما أحداث المذكرات فيسرد فيها صاحب المذكرات أهم ما مر به في حياته وأثر به على نحو شخصي، فهو يروي وقائعه.

من حيث العناصر

عناصر القصة

تتكون القصة من سبع عناصر رئيسية هي كالتالي:

  • الشخصيات: وتتمثل هذه الشخصيات في أبطال القصة وشخصيات ثانوية، وقد تكون هذه الشخصيات حيوانات أو غير ذلك مما ينتجه خيال الكاتب.
  • الصراع: ويتمثل في التوترات أو التعارضات بين أحداث وشخصيات القصة، وقد يكون صراع بين شخصية ومجتمع أو بيئة، أو شخصية وشخصية أخرى، أو حتى الشخصية ونفسها.
  • الزمان والمكان: إن ربط الشخصيات والأحداث بزمان ومكان معين له أثر واضح في منطقية القصة ومصداقية الصراع الذي يريد الكاتب توصيله في قصته، كما توضح بشدة أثر الزمن والمكان على شخصيات القصة سواء من حيث نموها وتقلباتها وغيرها من الأمور، وهذا العنصر بدوره يلفت نظر القارئ إلى أثر الوقت والمكان عليه.
  • الموضوع: هو أساس القصة ومعناها الحقيقي الذي أنشأت من أجله القصة، وعادة ما يعرض تدريجيًا داخل القصة من خلال الصراعات الدائرة بها.
  • الحادثة: وهي تمثل مجموعة الأحداث الجزئية التي تتضافر واحدة تلو الأخرى لتكون هيئة القصة وتوضح الفكرة والمغزى منها.
  • السرد: هو الطريقة التي تكتب بها القصة، وتتحول إلى الهيئة اللغوية التي يقرأها القارئ.
  • بناء القصة: وهنا يجمع الكاتب فيه بين الأحداث المختلفة في القصة وشخصياتها، أو إظهار تطور الأحداث، وشخصية البطل.[1]

عناصر المذكرات الأدبية

قد تتشابه بعض عناصر المذكرات الأدبية مع عناصر القصة، لكنها بالتأكيد تختلف في المضمون، فعناصر المذكرات الأدبية هي كما يلي:

  • الشخصيات: ويقصد بهم الأشخاص الذين تدور حولهم المذكرات بأن كانوا مؤثرين في أحداثها بأي شكل من الأشكال أو الراوي لها نفسه.
  • الأحداث: هي الأشياء والوقائع التي عاشتها الشخصيات وشكلت مجرى المذكرات.
  • الزمان: هو ببساطة الوقت أو الفترة التي وقعت بها أحداث المذكرات.
  • المكان: هو أيضًا المكان الذي وقعت فيه أحداث المذكرات وعاشت به الشخصيات.
  • الحقائق: هي الأمور الهامة التي يسعى كاتب المذكرات لإبرازها والإشارة إليها في مذكراته لأثرها عليه شخصيًا وعلى مجرى حياته، وهي التي من أجلها كتب المذكرات.

شاهد أيضًا: ادوات قارئ النص الادبي .. النص الادبي تحليله وبناؤه

خطوات كتابة المذكرات الأدبية

توجد خطوات محددة يجب على كاتب المذكرات الأدبية أتباعها حتى تخرج مذكراته بصورة معبرة مرتبة وشيقة للقراءة في نفس الوقت، وهذه الخطوات بالترتيب كما يلي:

  • تحديد الزمان أي الفترة الزمنية التي ستدور فيها أحداث المذكرات.
  • كتابة جميع الأحداث المهمة التي حصلت في تلك الفترة بشكل محدد وواضح.
  • استبعاد الغير مهم من الأحداث حتى لا تتحول المذكرة إلى ثرثرة تبعد عن الموضوع الأساسي للمذكرة.
  • بالطبع يجب ترتيب مجرى الأحداث وفقاً للزمن وتأثيرها والعواطف المصاحبة لها.
  • يجب اتباع طريقة سرد للأحداث واضحة سليمة خالية من الغموض والألغاز، كما يجب التعبير عن المشاعر والانفعالات المصاحبة لتلك الأحداث.

  أنواع القصة

تتعدد أنواع العمل القصصي تبعًا لطوله وبعض الخصائص التي تميز نوع عن آخر، ومن أنواع القصة ما يلي:

  • الرواية: هي أطول أنواع العمل القصصي حيث لا يقيد فيها الكاتب بعدد صفحات معين، فالرواية هي القصة التي تزيد عن 70 صفحة، ويهتم فيها الكاتب بتفاصيل كل محور من محاورها سواء أكان فترة زمنية أو شخصية أو مكان معين، فيصفه وصفًا دقيقًا ليعطي القارئ فكرة شاملة عنه، ومن أمثلة الروايات العالمية: رواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي، ورواية البؤساء لفيكتور هوجو وغيرها.
  • القصة: يتراوح طول القصة بين 20 إلى 70 صفحة، وفيها يهتم الكاتب بذكر تفاصيل مرحلة معينة أو حدث ما واقعي أو غير واقعي إلا أنه لابد لها من نقطة بداية ونهاية تتميز بحل العقدة التي تنشأ في الأحداث، وعلى الرغم من أن القصة تستند على التصوير والوصف إلا أنها يجب أن لا تخلو من التشويق والإثارة الذي يجذب القارئ لإنهائها والاستمتاع بها.
  • القصة القصيرة: يقل طول القصة القصيرة عن 20 صفحة، حيث تتناول حدث معين أو مشهد بعينه في زمن ومكان واحد غالبًا بشيء من التفصيل دون وجود سلسلة طويلة من الأحداث المتصاعدة، فهي تتمحور حول فكرة واحدة في سطور قليلة.
  • الأقصوصة: تكون الأقصوصة عادة أقصر من القصة حيث تدور حول منظر واحد، وقد يعتبرها البعض نفس القصة القصيرة حيث لا تختلف عن سماتها كثيرًا.
  • المسرحية: هي عمل قصصي يتم فيه وصف المكان والزمان والمناظر التي تتم فيها الأحداث للقارئ كأنه يراه، ثم يبدأ بسرد الأحداث في صورة حوار بين شخصيات المسرحية، ومن أشهر أمثلة المسرحيات مسرحيات شكسبير: الملك لير، روميو وجوليت.. إلخ.[2]

 خصائص القصة

يتميز نص القصة بالعديد من الخصائص عن أنواع الكتابات الأدبية الأخرى منها:

  • الوحدة: بمعنى أن تدور القصة حول فكرة بعينها أو هدف واحد ويسودها اتجاه واحد سواء أكان اجتماعي، أم رومانسي، أم حركة وإثارة.
  • التكثيف: والمقصود بالتكثيف هنا هي عدم تطرق الكاتب لأحداث غير مهمة أو تفاصيل مملة لا فائدة منها، ومحاولة تركيز السرد وأسلوب الكتابة حول فكرة بعينها.
  • الدراما: وهي الحركة والتفاعلات بين شخصيات وأحداث القصة، وهي التي تعمل على دمج القارئ مع القصة ويتأثر شعوريًا بها، كما أنها تبرز أسلوب الكاتب.
  • النهاية الموضوعية: لكل قصة نهاية سواء أكانت محددة أو مفتوحة بحسب ما يراه القاص.[3]

وبعد أن عرفنا الفرق بين القصة والمذكرات الأدبية، فجميعها وسائل لتعبير الإنسان عن مكنونات نفسه وتأثره ببيئته والأحداث التي يمر بها، ولطالما احتاج الإنسان للتعبير عن نفسه، وهو على اختلاف أطواره ومراحله وما يمر به تختلف طرق تعبيره.

المصدر: السعادة فور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى