تريندات

إذا دعتك نفسك لأمر سوء فهل تُذكرها برحمة الله أم بعقوبته؟ ولماذا؟

جدول ال

إذا دعتك نفسك لأمر سوء فهل تُذكرها برحمة الله أم بعقوبته؟ ولماذا؟ فمن نعمة الله سبحانه وتعالى علينا أن جعل لنا الثواب والعقاب عن أفعالنا وأعمالنا في الدنيا، وبدون هذا الجزاء لشاعت الفتن وانتشرت الجرائم والمعاصي والموبقات، وقد تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن لكل شيء ثواب وعقاب، وعندما تحدث نفس الإنسان بالسوء لصاحبها فهل يتبعها مبررا ذلك بأن الله غفور رحيم، أم يتذكر عقاب الله حتى لا يُقبل على فعل المعاصي، دعونا نتعرف على الإجابة في السطور القادمة.

إذا دعتك نفسك لأمر سوء فهل تُذكرها برحمة الله أم بعقوبته؟ ولماذا؟

الإجابة المباشرة عن هذا السؤال أنه لو دعت النفس صاحبها لأمر سوء فيجب عليه أن يتذكر عقوبة الله على هذا الفعل، فالذي تحدثه نفسه عن السوء والمعصية يجب أن يتذكر عذاب الله الشديد له حتى يكون هذا التذكير بمثابة رادع له عن فعل هذا الأمر السيء، ورحمة الله واسعة على العباد ولكنه يمنحها لعباده الصالحين الذين يتجنبون فعل الإثم والمعاصي على اختلاف أنواعها.

ولا يجب أن يستغل العبد قدرة الله تعالى على المغفرة لتكرار فعل الذنوب بل يجب أن يتوب عنها ولا يكررها، ويلتزم بتعاليم الله عز وجل، فالنفس البشرية أمارة بالسوء وتحدث الإنسان بفعل الإثم عندما يسيطر عليها الشيطان عند سماح الإنسان له بذلك، والمسلم الحق هو من يجاهد نفسه ولا يستسلم لعمل الشيطان، وعليه نفض الأفكار السيئة من عقله والرجوع لله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن الكريم بشكل دائم حتى يكفيه هذه الشرور.

شاهد أيضًا: من صفات الكافرين التكذيب وعدم الصلاة الدليل على هذا في سورة

لا تعارض بين رحمة الله بالمؤمنين وعقاب الكافرين

لقد جعل الله تعالى لكل شيء درجات حتى الذنوب لها درجات رحمة منه بالناس، فمن يرتكب ذنبه صغير يكون عقابه متوافقًا مع هذا الذنب، ولكن الذنوب الكبيرة جعل الله لها عقاباَ شديدًا لفداحة وشدة هذه الذنوب، والله تعالى هو العادل الذي لا يظلم أحدًا، وبالتالي فقد جعل الرحمة للمؤمنين والعقاب للكافرين الذين كفروا بآياته واستكبروا وصدوا عن سبيله، يقول الله سبحانه وتعالى، {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، والله تعالى أعلم من يدخل في رحمته، ومن يعد له العذاب الأليم}.

وتتمثل رحمة الله تعالى بالعباد بأنه قد أنذرهم من الكفر بنعمته ومن عذابه الشديد حتى يجتنبوا ما يجعله يسخط عليهم، ويتبعوا السراط المستقيم يقول الله تعالى في سورة آل عمران{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }، ومن مظاهر رحمته أيضًا أنه أعطى الوقت للتوبة عن الذنوب، ولم يحاسب الناس عليها بمجرد فعلها، بل أرجأ هذا الحساب ليوم القيامة حتى يُعطي لهم فرصة للتوبة عنها، ونرى ذلك قي قوله تعالى في سورة الكهف{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا}.

مكفرات للذنوب

الأمر الآخر أن رحمة الله تعالى غالبة على الغضب والعقاب، ويجب على العبد أن يتعظ من هذه الرحمة ويتجنب عقاب الله سبحانه وتعالى لأنه شديد العقاب، وقد يؤجل الله سبحانه وتعالى هذا العقاب عن مستحقيه لعدد من الأسباب، ومنها أن يقوم العبد ببعض الأعمال المُكفرة لهذه الذنوب مثل الاستغفار، التوبة، الحسنات الماحية، والمصائب التي يتعرض لها في حياته وهي مُكفرة لذنوبه.

وكذلك شفاعة الرسول الكريم، والدعاء له، وما يتم فعله للميت من صدقة جارية، والتعرض لفتنة القبر، والأهوال التي يتعرض لها بيوم القيامة، ويقول الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه أن من يؤكد على أنه سيدخل النار بعد كل هذه المكفرات عن الذنوب يكون كاذبًا وعلى درجة كبيرة من الافتراء. [1]

وفي النهاية نكون قد عرفنا إذا دعتك نفسك لأمر سوء فهل تُذكرها برحمة الله أم بعقوبته؟ ولماذا؟ فيجب على الإنسان أن يتذكر عقوبة الله سبحانه وتعالى على هذا الفعل الذي يفعله فالله سبحانه وتعالى يجازي الذين أحسنوا بالحسنى ويعاقب الذين أخطأوا

المصدر: السعادة فور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى