من طرق تكلم الكهان والعرافين عن المغيبات
جدول ال
من طرق تكلم الكهان والعرافين عن المغيبات هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه المقال، إنّ الإنسان ليحبّ أن يعرف ما يخبّئ له مستقبله من خيرٍ وشرٍّ وهذا الولع والحبّ لمعرفة مصيره ومستقبله قد كان في نفس الإنسان منذ الأزل وحتّى اليوم، ولكنّ الله تعالى قد اختصّ واحتفظ بكلّ ما هو غيبيّ لنفسه جلّ وعلا، ولم يطلع عليه أحداً من خلقه حتّى أقرب المقرّبين من الملائكة والأنبياء، ولا ينبغي لأحد ادعاء علم الغيب.[1]
تعريف الكهانة
إنّ حبّ الإنسان للاطّلاع على ما في المستقبل دفعه إلى أن يجرّب كلّ الطّرق الّتي اعتقد أنّها يمكن أن تطلعه على ما في الغيب كرؤية الطّير وزجره و قراءة خطوط الكفّ ولكن كلّ هذه الأعمال ما هي إلّا خرافةٌ وكذبٌ ودجلٌ وكهانة، ويقصد بالكهانة أنّها محاولاتٌ وادّعاءاتٌ كاذبةٌ لكشف ومعرفة ما في المستقبل والعلم بما في الغيب أو معرفة مواقف أو أسماء أو أمور معيّنةٍ تهمّ من أتى الكاهن ويكون ذلك بطرقٍ عديدةٍ ومختلفةٍ أساسها الخدع والمكر أو التّعامل مع الجنّ والشّياطين والعياذ بالله وعلم الغيب لم يطّلع الله عليه أيّ مخلوقٍ كان حتّى الأنبياء والرّسل عليهم السّلام بل اختصّ الله سبحانه وتعالى نفسه به وهذه الادّعاءات الفارغة والكاذبة تكون بغية خداع النّاس البسطاء والجاهلين وسلب أموالهم بحجّة إعلامهم بما سيحدث لهم من خيرٍ أو شر، لكن ربّما يصيب الكاهن بشيءٍ من قوله وهو احتمال ضئيلق وذلك سببه ليس معرفة الغيب كما يدّعي بل هو ممّا يخبره به شياطينه بعد أن يسترقوا السّمع لأحاديث الملائكة ويضيفون فوقه تسعاً وتسعين كذبةً فيخبرون الكاهن بذلك وهو بدوره يحتال على النّاس ويخدعهم والله أعلم.[2]
من طرق تكلم الكهان والعرافين عن المغيبات
إنّ للعرّافين والكهنة طرقٌ وأساليب كثيرةٌ لخداع النّاس بأنّهم عالمون بما في الغيب من أمورٍ مستقبليّةٍ وغيرها وتختلف الطّرق والأساليب بين ثقافةٍ وأخرى في العالم ولكن أغلب الطّرق المنتشرة في البلاد العربيّة منذ عصر الجاهليّة وحتّى الآن هي:[3]
- الضّرب بالرّمال.
- زجر الطّير.
- الطّرْق بالحصى.
- رؤية أحوال الكواكب والنّجوم.
- قراءة خطوط الكفّ.
- قراءة الفنجان.
وهذه الطّرق جميعها ما هي إلّا غطاء لتعامل الكاهن أو العرّاف مع الشّياطين الّتي تسترق السّمع في السماء وتخبر سيّدها الكاهن بما سمعت مع مئة كذبةٍ وقد ورد في ذلك عن عائشة رضي الله عنها أنّها سمعت النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقول: “إنَّ المَلَائِكَةَ تَنْزِلُ في العَنَانِ: وهو السَّحَابُ، فَتَذْكُرُ الأمْرَ قُضِيَ في السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ، فَتُوحِيهِ إلى الكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ معهَا مِئَةَ كَذْبَةٍ مِن عِندِ أنْفُسِهِمْ”،[4] فيُخدَع بها الجهلاء والبسطاء من النّاس وتُسلب أموالهم وتُحبط أعمالهم والله أعلم.[3]
حكم الكهانة والعرافة
حرّم الإسلام إتيان العرافين والكهان والمنجّمين وغيرهم تحريماً شديداً لما في ذلك من نشرٍ للضّلال والشّرك والكفر بالله تعالى والعياذ بالله ووجب على المسلم تجنّب هؤلاء المدّعين الكاذبين والكافرين بما جاء به القرآن الكريم فلا عالم للغيب إلّا الله تعالى وحده دون شريكٍ ولا يصلون إلى مقاصدهم إلّا بتعاملهم مع الشّياطين الكافرة العاصية لله سبحانه وتعالى وخدمتهم بما هو باطل، وقد ورد أمر التّحريم في مواضع عديدةٍ من القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة فكما جاء عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: “من أتَى عرَّافًا أو كاهنًا ، فصدَّقه بما يقولُ ، فقد كفر بما أُنزِل على محمَّدٍ”،[5] فإنّ إتيان العرّاف أو الكاهن وتصديقه يُخرج من ملّة الإسلام والعياذ بالله ومن الأحاديث أيضاً ما ينذر المسلمين بأنّهم إذا أتوا عرّافاً أو كاهناً تُحبط أعمالهم ولا تُقبل منهم صلاةٌ أربعين يوماً، وتعدّ الكهانة والعرافة والتّنجيم من الكبائر والكفر الّذي يخرج من ملّة الإسلام وإن مات المرء على ذلك خلد في النّار يوم القيامة والعياذ بالله فينبغي للمسلم أن يتوب إذا أتى الكهان عن جهلٍ بعواقب هذا الإثم العظيم والله أعلم.[6]
من طرق تكلم الكهان والعرافين عن المغيبات مقالٌ تحدّث عن علم الغيب وعن تعريف الكهانة وذكر العديد من طرق تكلم الكهان والعرافين عن المغيبات كما ذكر حكم الكهانة والعرافة وأنّها كفرٌ مخرجٌ من الملّة والله أعلم.
المصدر: السعادة فور