ما هي العبادة التي لا يفعلها اثنان في وقت واحد
جدول ال
ما هي العبادة التي لا يفعلها اثنان في وقت واحد تساؤل لابدَّ من الإجابة عنه، فقد خلق الله تعالى الإنسان وأمره بالإكثار من العبادة والطاعة بكل صفاتها وأشكالها، وعلى ذلك فإنَّه يمكن للإنسان أن يؤدي كل العبادات التي وردت في الدين الإسلامي متى يشاء وأينما يشاء وذلك باستثناء عبادة واحدة، لا يُمكن أن يؤديها شخصان في نفس الوقت، ولابدَّ للمسلم أن ينتظر انتهاء غيره من هذه العبادة ليؤديها، وفي هذا المقال سنذكر ما هي هذه العبادة، وسنعرِّف بها.
ما هي العبادة التي لا يفعلها اثنان في وقت واحد
العبادة التي لا يفعلها اثنان في وقت واحد هي عبادة تقبيل الحجر الأسود، فإنَّه لا يُمكن لشخصين في نفس الوقت أن يحملا الحجر الأسود ويقبِّلانه، وإنَّه لا يمكن أن يشترك في هذه العبادة شخصين، وعلى ذلك تكون هي العبادة الوحيدة في الدين الإسلامي التي لا يمكن أن يفعلها اثنان في نفس الوقت، ومن الجدير بالذكر أنَّ عبادة الحجر الأسود عبادة يجب على المسلم أن يُؤديها إذا تيسر له ذلك دون مشقَّة على أن لا يتدافع أو يتزاحم مع غيره من المسلمين للوصول إلى الحجر وتقبيله، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: حكم تكليف النفس مالا تطيق من العبادة
الحجر الأسود
هو حجر كريم يتوضَّع في الركن الجنوبي من الكعبة الشريفة، اختلف العرب عند إعادة بناء الكعبة بمن سينال شرف رفع الحجر الأسود الشريف، وكان حلُّ هذا الخلاف على يد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم وذلك حين كان عمره خمس وثلاثون عامًا أي قبل البعثة النبوية الشريفة، حيث ساعد على انهاء الاقتتال الذي كان سيحصل بين قبائل قريش وكذلك افتى بمن سيرفع الحجر الأسود حيث وضعه على ثوب وأشار إلى أن يحمل كبير كل قبيلة الثوب من طرف، ثم رفعه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ووضعه في مكانه.
تقبيل الحجر الأسود
إنَّ تقبيل الحجر الأسود هو أحد العبادات التي يقوم بها المسلمون حيث يلتقطون الحجر الأسود ويقبلونه ويقولون الله أكبر، وهي عبادة أمر الله تعالى المسلمين بأدائها، وكذلك فقد التقط الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم الحجر الأسود وقبَّله وقال الله أكبر، ويُستحب عند التقاط الحجر الأسود أن يلتقطه المرء بيمينه ويُسمِّي بالله تعالى، ويكون تقبيل الحجر الأسود أثناء الطواف حول الكعبة، فكلما أصبح المرء مُحاذيًا للحجر التقطه وقبَّله وكلمَّا حاذى الركن اليماني التقطه دون أن يُقبِّله، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا بأس في عدم التقاط الحجر الأسود وتقبيله أثناء الطواف في حال كان هناك مشقَّة في ذلك أو تدافع بين المسلمين ويُمكن لأن يكتفي بالإشارة إليه من بعيد والتكبير، والله أعلم.[2]
حكم تقبيل الحجر الأسود
قد يذهب البعض إلى القول بأنَّ في تقبيل الحجر الأسود شيء من الوثنية التي كانت تحصل في أيام الجاهلية، وإنَّ في هذا القول غلط، فإنَّ تقبيل الحجر الأسود هو من الأمور التي أمر بها الله تعالى وقام بها الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنَّ في تقبيل الحجر اقتداء بالنبي صلّى الله عليه وسلَّم واتِّباع لسنَّته الشريفة، أمَّا عن التمسّح بأجزاء الكعبة الأُخرى وتقبيلها فهي من الأمور الغير مُستحبة، وقد ورد في حديث عبد الله بن عمر أنَّه قال: “لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَسْتَلِمُ مِن أَرْكَانِ البَيْتِ إلَّا الرُّكْنَ الأسْوَدَ، وَالَّذِي يَلِيهِ، مِن نَحْوِ دُورِ الجُمَحِيِّينَ”[3]، والله أعلم.[4]
سبب تسمية الحجر الأسود
إنَّ الحجر الأسود هو حجر نزل من الجنة إلى الأرض وهو الشيء الوحيد الذي نزل من الجنة إلى الأرض، وقد نزل الحجر الأسود من السماء إلى الأرض وهو شديد البياض، ثم أسودَّ من خطايا وذنوب بنو آدم، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قوله: “نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ”[5]، والله أعلم.[6]
فضل الحجر الأسود
إنَّ للحجر الأسود الكثير من الفضل الذي خصَّه الله تعالى به ومن ذلك نذكر:[7]
- هو أطهر حجر على وجه الأرض وأكثرها فضلًا فهو حجر نزل من الجنة إلى الأرض.
- هو الشيء الوحيد الذي نزل من الجنة إلى الأرض.
- إنَّ تقبيل الحجر الأسود يحط خطايا المرء حطًا، وقد ورد ذلك في قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثه الشريف: “إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ، و الركنَ اليمانيِّ، يَحُطَّانِ الخطايا حطًّا“[8]
شاهد أيضًا: الذي وضع الحجر الاسود في مكانه بعد سقوط الكعبة
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن ما هي العبادة التي لا يفعلها اثنان في وقت واحد، وهي عبادة تقبيل الحجر الأسود، كما ذكر قصة وضع الحجر الأسود مكانه وسبب تسميته وفضله، وما هو تقبيل الحجر الأسود وما حكمه.
المراجع
- ^binbaz.org.sa , مشروعية استلام الحجر الأسود وتقبيله واستلام الركن اليماني دون غيرهما من أجزاء الكعبة , 1562021
- ^islamweb.net , الحجر الأسود , 1562021
- ^صحيح مسلم , عبد الله بن عمر، مسلم، 1267، صحيح.
- ^islamway.net , هل تقبيل الحجر الأسود من الوثنية
- ^صحيح الترمذي , عبد الله بن عباس، الألباني، 877، صحيح.
- ^wikiwand.com , الحجر الأسود , 1562021
- ^islamweb.net , ثواب تقبيل الحجر الأسود , 1562021
- ^الجامع الصغير , عبد الله بن عمر، السيوطي، 2432، صحيح.
المصدر: السعادة فور