حقوق الزوج على الزوجه في سبعة وخمسين حقاً
جدول ال
حقوق الزوج على الزوجه في سبعة وخمسين حقاً هو موضوع هذا المقال، فالله تعالى قد عدل بين الرّجل والمرأة في جميع النّواحي، سواءٍ الدّينيّة منها أو الدّنيويّة، ولم يبح من العلاقات بينهما إلا العلاقة الزّوجيّة الّتي تمّت في ضوء الشّريعة الإسلاميّة وحكمها، ويهتمّ موقع المرجع في بيان وذكر الحقوق والواجبات المفروضة على الطّرفين تجاه بعضهما البعض، كما يساعد موقع في معرفة الحكمة الإلهيّة من تفضيل الرّجل على المرأة في الزّواج والعلاقة الزّوجية، وكذلك فضل أداء الزّوجة حقوق زوجها كاملة ًوأثرها على الحياة الزّوجيّة.
الزواج في الإسلام
الزّواج هو العلاقة الشّرعيّة الوحيدة الّتي أباحها الإسلام بين الرّجل والمرأة، وتتمّ بعقد النّكاح بين وليّ المرأة والزّوج، ويكون أساسها التّفاهم بين الطّرفين، ثمّ تنميتها بالمودّة والمحبّة، فالإسلام قد أحلّ الزّواج بين الرّجل والمرأة، ليستمر النّسل البشريّ في الأرض إلى ما شاء الله، وإلى جانب ذلك الفوائد العظيمة والفضائل الكثيرة، وقد أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الشّباب الّذين عندهم القدرة والاستطاعة بالزّواج، حيث قال: “يا معشَرَ الشَّبابِ، مَنِ استطاع منكم الباءَةَ فلْيتزوَّجْ”.[1]
ففي الزّواج تحصينٌ للمسلم والمسلمة، وإعفافٌ لهما عن المحرّمات، وقضاءٌ لشهواتهما، وهذه هي الغاية الأهمّ من الزّواج، فبه يبتعد المسلم عن كبائر الذّنوب كالزّنا والسّفاح والفواحش، وتتحقق به طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، كما أنّ الزّواج من سنن الأنبياء والرّسل عليهم السّلام أجمعين، فالرّسول عليه الصّلاة والسّلام قد تزوّج بالعديد من النّساء رض الله عنهن، وكذلك نبيّ الله إبراهيم قد تزوّج من إمرأتين، ويعقوب عليه السّلام كان له أربعة نسوةٍ أيضاً، فالزّواج أمرٌ مندوبٌ وواجبٌ على المستطيعين من الرّجال، شرط أنّ يكون الزّواج مستوفياً الشّروط والأحكام الّتي تجعله صحيحاً وشرعيّاً بين الرّجل والمرأة والله أعلم.[2]
حقوق الزوج على الزوجه في سبعة وخمسين حقاً
وضع الإسلام في العلاقة الزّوجيّة بين الرّجل والمرأة الحقوق والواجبات، فكلّ طرفٍ منهما له حقوق وعليه واجبات، وإنّ حقوق الرّجل على زوجته كثيرةٌ وعديدةٌ، وعلى الزّجة أداءها بصدقٍ وإخلاصٍ وعن طيب نفسٍ، فزوجها هو وليّها، ووليّ أمرها وأولادها، وقد عدّ الإسلام حقوق الزوج على الزوجه في سبعة وخمسين حقاً . وهذه الحقوق هي:[3]
- أن تحفظ الزّوجة كرامة زوجها وتصونها في غيابه وحضوره.
- كذلك أن تحفظ الزّوجة شرف زوجها وعرضه في غيابه ووجوده.
- وأن تراعي الزّوجة مال زوجها ولا تثقل النّفقات عليه.
- أن تحترم الزّوجة أهل زوجها وتصون كرامتهم وترعاهم في غياب الزّوج وحضوره.
- كذلك أن تجلّ الزّوجة زوجها في حضوره وتحفّه بالاهتمام والرّعاية.
- أن تعظّم الزّوجة ذكره وأفعاله في غيابه.
- و أن تحبّ الزّوجة كلّ الأمور الّتي يحبّها زوجها.
- وكذلك أن تكره الزّوجة ما يكرهه زوجها من أمور ٍوأشياء وأفعال.
- أن تهتمّ بتفاصيله والأشياء الّتي تكون ذات قيمةٍ عنده.
- و أن تصرف عقلها وفكرها عن الأشياء الّتي يصرف زوجها وجهه عنها.
- أن تغضب الزّوجة على كلّ شيءٍ يغضبه.
- كذلك أن ترضى الزّوجة على كلّ الأمور الّتي ترضي زوجها.
- أن ترى الزّوجة كلّ قليل ٍمنه كثير.
- و أن تشكر الزّوجة زوجها على كلّ شيءٍ وعلى الدّوام.
- أن تستيقظ الزّوجة قبل أن يستيقظ زوجها.
- وكذلك أن تنام الزّوجة بعد أن ينام زوجها.
- أن تصبر الزّوجة على الأمور تالّتي يجهلها زوجها.
- و أن تصمت الزّوجة عند غضب زوجها وثورته.
- وأن تكون ليّنة لطيفة ًعند قسوة زوجها.
- كذلك أن لا تتمارض الزّوجة على زوجها.
- أن تفرح الزوجة بفرح زوجها وتحزن لحزنه.
- و كذلك أن تطيعه فيما يأمرها وينهاها فهو قوّامٌ عليها.
- أن تمكّنه من نفسها للاستمتاع بها والدّخول بها.
- كذلك أن لا تفرض الزّوجة آرائها على زوجها.
- و أن لا تنتقد أفعاله وأعماله وأقواله.
- أن تحسن الزّوجة معاملة زوجها بالحسنى وطيب الأخلاق.
- كذلك أن ترفع الزوجة من قيمته وقدره بين أهلها وأقاربها.
- أن لا تعيب الزّوجة زوجها في شيءٍ أبداً ولو كان ذلك حقيقةً.
- و أن تواسي الزّوجة زوجها في مصائبه ومشاكله.
- أن تنصف الزّوجة زوجها إن اشتكى منها وتعذره.
- كذلك أن تطلع الزّوجة زوجها على كلّ جيّدٍ وجميل.
- أن تخفي الزّوجة عن زوجها كلّ قبيحٍ وسيّء.
- و أن تعينه وتسشهر بجانبه في مرضه وتعبه.
- أن تخفّف عنه همومه وأحزانه.
- و كذلك أن تساعده في وقت حاجته.
- أن تهوّن الزّوجة على زوجها في وقت ضيقه وشدّته.
- و أن تستقبله عند دخوله المنزل.
- أن تودّعه الزّوجة عند خروجه من المنزل.
- كذلك أن تنتقي أحسن الألفاظ والكلمات لمخاطبته.
- أن تنظّف بيتها وتهتّم به قدر الإمكان.
- و كذلك أن تتزيّن له وتجمّل نفسها من أجله.
- أن تنظّم بيتها ووقتها وحياتها ما أمكنها ذلك.
- و كذلك أن تفعل كلّ حسنٍ وجيّدٍ من أجله وأمامه.
- أن تكون الزّوجة خفيفة الظلّ ولطيفة الأثر.
- و كذلك أن تظهر الزّوجة أنوثتها ورقّتها أمامه.
- أن تظهر الزّوجة أخفّ الإشارات والأفعال.
- كما يجب أن تسعى الزّوجة لملأ عيني زوجها وقلبه.
- وأن تقابل سيئاته وقسوته بالإحسان والرّقّة واللّين.
- و كذلك أن تعفو الزّوجة وتغفر ذنوب زوجها وزلّاته.
- أن تقبل الزّوجة اعتذارات زوجها.
- ويجب أن تأخذ إذنه عند الخروج من المنزل.
- أن تأخذ الزّوجة منه الإذن عند صلاة أو صوم التّطوع.
- كذلك أن لا تدخل الزّوجة من يكره زوجها منزله وبيته.
- تعظيم قدره بين جيرانه.
- لا تصوم التطوع إلا بإذنه.
- أن لا تضحك وقت بكاءه.
- ولا تبكي في وقت ضحكه.
حق الزوج على زوجته في الإسلام
إنّ الإسلام قد فرض على الزّوجة الكثير من الحقوق لزوجها، فعليه أن تطيع الله تعالى، وتؤدّي حقوق زوجها لتنال رضاه جلّ وعلا، فحقّ الزّوج في الإسلام على زوجته عظيمٌ وكبيرٌ، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديثه الشّريف: “لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ الزوجةَ أن تسجدَ لزوجِها”.[4] ولقد بيّن رسول الله في هذا الحديث الشّريف عظم مكانة الزّوج في الإسلام، وعظم حقّه على زوجته، فوجبت عليها الطّاعة وتأدية هذه الحقوق والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: حكم خدمة الزوجة لزوجها
فضل رضا الزوج عن زوجته
إنّ حقّ الزّوج على زوجته لعظيمٌ وكبير، وقد حثّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمرهنّ بطاعة أزواجهنّ، وتأدية حقوقهم كاملةً ما أمكنهم ذلك، وإنّ من أعظم ما ترثه المرأة من طاعة زوجها وأداء حقوقه، هو دخولها الجنّة يوم القيامة بإذن الله تعالى، وقد ثبت ذلك في سنّة رسول الله الشّريفة، ناهيك عن محبّة الزّوج ومودّته الّتي تزداد في قلبه تجاه زوجته، وكذلك السّعادة والسّرور، والسّكينة الّتي تحلّ على هذه الأسرة المسلمة، فطاعة الله تعالى تورث كلّ جميلٍ ويرزق بها الإنسان ما يريد، في الدّنيا والآخرة والله أعلم.[5]
الحكمة من قوامة الرجل على امرأته
إنّ القوامة من حقّ الرّجل، فهو القوّام على زوجته وعلى بيته وأولاده وشؤونهم، والحكمة الرّبّانيّة في جعل القوامة للرّجل على زوجته، هو أنّ الله تعالى قد فضّل الرّجال على النّساء وأعطاهم القوّة الجسديّة والعقليّة أكثر ممّا أعطى النّساء، كما جعله معتدل العاطفة بينما المراة عاطفيّة ًجدّاً، فهو يخرج ويعمل ويتعب ويكدّ ليكسب رزقه، ولأنّه من يعمل ويكسب وجب عليه أن ينفق على زوجته وإعطائها حقوقها الماليّة كالمهر، وكذلك الإنفاق على أولاده ممّا رزقه الله تعالى وكسب من تعبه وعمله الجادّ والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: حكم زواج المسيار
نفقة الرجل على زوجته ومعنى القوامة
إنّ القوامة هي الولاية، والقيام بشؤون الزّوجة والأطفال والبيت، وتحمّل مسؤوليّتهم، وتدبير أمورهم بما ييسر عليه الله تعالى، من رعاية ٍواهتمامٍ ومصالح، كما أنّها تعني أنّ الرّجل هو كبير المرأة ورئيسها وسيّدها والقائم على أمرها وجميع شؤونها، والنّفقة على الزّوجة والأطفال في الأسرة المسلمة، تعدّ من القوامة، فهي من جزءٌ من قوامة الرّجل، وكذلك هي حقٌّ للزّوجة على زوجها، وعلى الزّ,ج أن يؤدّي هذا الحقّ، وألّا يوكلّ هذه المهمّة لزوجته، فيحمّلها بما لا طاقة ولا استطاعة لها على هذا الأمر ويكون بذلك قد عصى الله تعالى، وأخلّ بالقوامة الّتي فضّله بها عن المرأة وأعطاه المقوّمات الكاملة ليقوم بها على أكمل وجهٍ والله أعلم.[6]
طاعة المرأة لزوجها
إنّ طاعة المرأة لزوجها هي من أهمّ حقوقه عليها وأعظمها، فطاعته بما يأمره وما ينهاها عنه واجبٌ وفرضٌ عليها، لتكسب رضاه ورضا الله تعالى، وطاعة زوجها تكون بما يأمرها به بالمعروف وما يرضي الله تعالى، وكذلك في كلّ ما هو مباحٌ لهما في ظلّ الشّريعة الإسلاميّة، ولكنّها لا تطيعه بما فيه معصيةٌ لله تعالى ومخالفةٌ لأمره جلّ وعلا والله أعلم.[7]
شاهد أيضًا: شروط عقد النكاح
ما هي حقوق الزوجة على الزوج
إنّ من حكمة الله تعالى أنّه جعل من الأحياء ذكر وأنثى، وجعل بينهما ميلاً فطريّاً للآخر، وذلك لضمان استمراريّة الحياة في الكون، وجعل لكلٍّ منهما دوراً خاصّاً به، فكما كان للزّوج حقوق وعليه واجبات، فإنّ للزّوجة حقوق على زوجها، وهذه الحقوق إذا ما أُديت على أكمل وجه كانت الحياة سعيدة وفيها مودّة ورحمة، وإنّ من حقوق الزّوجة على زوجها ما يأتي:[8]
- حسن العشرة وطيب المعاملة: فعلى الزّوج أن يحسن التّعامل مع زوجته، ويكرمها ويحسن عشرتها فتزيد بينهما الألفة والمحبّة.
- تعليمها أصول دينها وحثّها على طاعة الله والالتزام بعبادته.
- أن يعدل بين زوجاته إن كان له أكثر من زوجة وذلك حقٍّ لهنّ جميعاً.
- و كذلك أن يتغاضى عن أخطاءها وعثراتها إذا لم يكن فيها ما يخالف الشرع، فذلك أقوم لها وأرشد بأن تعود عن خطأها.
- أن لا يضربها على وجهها ولا يقبحها: فقد أذن الإسلام للزّوج أن يضرب زوجته ضرباً تأديبيّاً غير مبرح ولا مؤذٍ، في بعض الحالات التي تعصي بها الزّوجة زوجها.
- كما يجب أن يجالسها ويستمع لحديثها ويبادلها الكلام.
- وأن يتزيّن الرجل لزوجته ويعفّها: فإن ذلك يحصّنها من الفتن والوقوع في المعاصي والمحظورات.
- و كذلك أن ينفق عليها ويكسوها ويؤمّن لها سكنها فلا يتركها بحاجة لأي شيء على قدر استطاعته.
- أن يسترها ويحفظ سرّها ويصونها ويحفظها.
- وعلى الرجل أن يلاعب زوجته ويلاطفها ويسرّ خاطرها.
حقوق الزوج على الزوجه في سبعة وخمسين حقاً مقالٌ فيه قد ذكرنا حقوق الزّوج على زوجته في الشّريعة الإسلاميّة، وكيف أنّ الله تعالى قد أمر الزّوجة بأداء هذه الحقوق على أكمل وجه، كما تحدّث المقال عن فضل طاعة الزوج وأداء حقوقه زفضل رضته على زوجته، وكذلك ذكر معنى القوامة، وفي الختام وجب تذكير المرأة بأنّ لها الأجر العظيم بطاعة زوجها وأداء حقوقه كما يجب، فيرضى الله عنها برضا زوجها ويرزقها الحياة الزّوجيّة السّعيدة والرّاحة والسّكينة في أسرتها.
المراجع
- ^صحيح النّسائي , الألباني/عبدالله بن مسعود/3211/صحيح
- ^alukah.net , تعريف الزواج وحكمه , 16/03/2021
- ^alukah.net , الحقوق الزوجية (حق الزوج) , 16/03/2021
- ^النوافح العطرة , محمد جار الله الصعدي/أبو هريرة/277/صحيح، حسن
- ^islamweb.net , دخول الزوجة الجنة لا يتوقف على إذن الزوج , 16/03/2021
- ^islamqa.info , قوامة الرجل على المرأة: مفهومها وسببها , 16/03/2021
- ^binbaz.org.sa , وجوب طاعة المرأة لزوجها وترك مخالفته , 16/03/2021
- ^alukah.net , حقوق الزوجة على زوجها , 16/03/2021
المصدر: السعادة فور