تفسير سورة إبراهيم من 28 إلى 30
ما هو تفسير سورة إبراهيم من 28 إلى 30؟ ماذا جاء فيهم من الله عز وجل إليكم في المقال أدناه شرح مبسط للأيات الثلاث فتابعنا.
تفسير سورة إبراهيم من 28 إلى 30
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)
خاطب سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا } يحتمل أن يكون المراد
لم تر إلى هؤلاء الكفار عرفوا نعمة الله بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) أي: عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا.
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال ((نحن والله نعمة الله التي أنعمها أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز))
تفسير سورة ابراهيم
ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره ويحتمل أن يكون المراد جميع نعم الله على العموم بدلوها أقبح التبديل إذا جعلوا مكان شكرها الكفر بها واختلف في المعنى بالآية فروي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
وابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك ومجاهد أنهم كفار قريش كذبوا نبيهم ونصبوا له الحرب والعداوة
وسأل رجل أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) عن هذه الآية فقال هم الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة
فأما بنوأمية فمتعوهم إلى حين وأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر وقيل إنهم جبلة بن الأيهم ومن اتبعوه من العرب تنصروا ولحقوا بالروم.
{ وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} أي: أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلى بدر وقيل: معناه أنزلوهم دار الهلاك وهي النار
بدعائهم إياهم إلى الكفر بالنبي وإغوائهم إياهم{ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ} وهذا تفسير لدار البوار يعني أن تلك الدار هي جهنم يدخلونها وبئس القرار قرار من قراره النار{ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادً}
أي: وجعل هؤلاء الكفار الذين بدلوا نعمة الله كفرا لله نظراء وأمثالا في العبادة زيادة على كفرهم وجحدهم{ لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ}
أي: ليكون عاقبة أمرهم إلى الضلال الذي هو الهلاك وليست هذه اللام لام الغرض لأنهم لم يعبدوا الأوثان من دون الله وغرضهم أن يهلكوا ومن قرأ{ليضلوا}
بضم الياء فمعناه ليضل الناس عن سبيل الله ثم قال سبحانه لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم)
تفسير آيات من سوره ابراهيم
{قل} لهؤلاء الكفار الذين وصفناهم{تمتعوا} وانتفعوا بما تهوون من عاجل هذه الدنيا والمراد به التهديد وإن كان بصورة الأمر{فإن مصيركم} أي: مرجعكم وم آلكم{إلى النار} والكون فيها وكان قد يكون .
{قل} يا محمد{ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا } أي: اعترفوا بتوحيد الله وعدله عنى به أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن ابن عباس وقيل: أراد به جميع المؤمنين عن الجبائي{يقيموا الصلاة }
أي: يؤدوا الصلوات الخمس لمواقيتها فإن الصلاة لا تصير قائمة إلا بإقامتهم{ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً}
أي: وقل لهم ينفقوا من أموالهم في وجوه البر من الفرائض والنوافل ينفقون في النوافل سرا ليدفعوا عن أنفسهم تهمة الرياء وفي الفرائض علانية ليدفعوا تهمة المنع
{ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ } يعني يوم القيامة والمراد بالبيع إعطاء البدل ليتخلص به من النار لا أن هناك مبايعة
{ولا خلال} أي: ولا مصادقة وهذا مثل قوله { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }.