آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال
جدول ال
آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال فالقرآن الكريم هو أفضل الكلام، وأجمله، وأكثره صدقًا، وأعمّه نفعًا للناس، وهو تنزيل رب العالمين، الذي نزل به وحيه الأمين، وهو كتاب محفوظ من الخطأ، ومعصوم من الزلل؛ فليس للباطل إليه سبيل، وقد فضّله الله تعالى على سائر الكتب السماوية، وجعله خاتمها، وأنزله على خاتم الأنبياء، والمرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛ وفضل القرآن الكريم ظاهرٌ لا يخفى على أحد من المسلمين؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي أعلى مكانه، ورفع شانه، وأعزّ سلطانه.
آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال
في الحديث عن آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال، فلا بدّ من مراعاة بعض الآداب عند تلاوة كلام الله تعالى، ومن هذه الآداب ما يأتي:[1]
- إخلاص النيّة: لا بدّ من تعليم الأطفال انّ تلاوة القرآن الكريم تكون بإخلاص تامّ، وابتغاء مرضاة الله وحده، وليس في سبيل نيل منصب أو كسب مال، ولا حتى على سبيل المنافسة.
- الطهارة: يجب تعليم الأطفال أنّ الطهارة والوضوء هي من شروط قراءة القرآن الكريم.
- نظافة المكان الذي يُتلى فيه القرآن: لا بدّ من أن يعرف الطفل أنّه لا بدّ من أن يقرأ القرآن الكريم في مكان نظيف وطاهر، لهذا فإنّ المسجد هو أفضل مكان لقراءة القرآن الكريم لأنّه أشرف وأطهر مكان وهو بيت الله تعالى.
- استقبال القبلة: لا بد ّمن تعليم الطفل أن يستقبل القبلة عندما يتلو كتاب الله تعالى في سبيل تحقيق الخشوع والسكينة والوقار.
- قراءة القرآن بصوت معتدل: لا بدّ للطفل أن يتعلم أن يتلو كتلب الله تعالى بصوت معتدل حتى لا يشوش على من يقرأ بجواره.
- مراعاة أحكام التجويد: يجب تعليم الأطفال أحكام تجويد القرآن وحثّهم على قراءة القرآن الكريم وعم يراعون في قراءتهم هذه الأحكام، مع الانتباه لمخارج الحروف الصحيحة.
- استخدام السواك: من الجيد تعليم الطفل استخدام السواك قبل تلاوة القرآن الكريم، فهو من الأمور المستحبّة في الأحوال جميعها.
شاهد أيضًا: بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
آداب تلاوة القرآن الكريم
بعد ذكر آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال، سنتحدّث عن آداب تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ عام وهي كالآتي:[2]
- الطهارة: وهي من الأمور التي يُستحَبّ للمسلم أن يلتزم بها عند تلاوة القرآن؛ وذلك بأن يكون طاهراً من الحدث، فإن تلا آيات القرآن بغير طهارةٍ، فإنّه يكون قد ارتكب أمراً مكروهاً؛ لعدوله عن الأمر المُستحَبّ، ولا تُحرَّم عليه التلاوة حال الحَدث بإجماع علماء الأمّة على ذلك.
- الإخلاص؛ فمن آداب التلاوة أن يقصد المسلم بها نَيْل رضى الله سبحانه، وابتغاء ما عنده من الأجر والثواب، فإن أراد المسلم بها غير ذلك، كطلب المناصب والرُّتَب، أو تحصيل المال، أو نَيْل مديح الناس، أو منافسة غيره، فإنّه يكون بذلك غير مخلص في عمله، ويُستدَلّ على أهميّة تحقيق الإخلاص في العمل بما ورد في القرآن، والسنّة النبويّة.
- استقبال القبلة: إذ يُستحَبّ للمسلم استقبال القِبلة عند تلاوة كتاب الله؛ حتى يُحقّق الخشوع والسكينة، وتجوز له القراءة على كلّ حالٍ من غير كراهةٍ؛ سواءً كان مُضطجعًا، أو واقفًا، ويتحقّق له أجر القراءة في الحالتَين، وإن كان الأفضل في حَقّه أن يتلو كتاب الله وهو مُستقبِلٌ القِبلةَ.
- الحرص على تلاوة القرآن ترتيلًا وتجويدًا: لأنّ ذلك أدعى إلى تحقيق الخشوع في القراءة، كما أنّه دلالةٌ على احترام المسلم لكتاب الله، وممّا يُستحَبّ عند تلاوة القرآن أن يستجيب المسلم لِما يتضمّنه من آيات الرحمة، أو آيات العذاب؛ فيسأل الله من فَضْله حينما يقرأ آيات الرحمة، ويستعيذ بالله من عذابه حين يقرأ آيات العذاب.
- القراءة على ترتيب سُور المصحف: إذ يُستحَبّ لقارىء القرآن أن يقرأ سُوَر القرآن كما جاءت مُرتَّبةً في كتاب الله؛ باعتبار أنّ ترتيب سُور القرآن يقتضي وجود حكمةٍ، فيُستحَبّ الالتزام بذلك؛ تحصيلاً للثمرة المَرجُوّة، كما يُستحب الابتداء بقراءة الآيات بما يناسب تكامُل موضوعاتها، وقَصصها؛ فإن أراد القارئ ابتداء القراءة من وسط السورة، فإنّه يبدأ من حيث تبدأ القصّة، وإن أراد خَتم القراءة قبل آخر السُّورة، فإنّه يُنهي القراءة من حيث تنتهي القصّة؛ ليحصل الترابُط بين آيات القرآن عند التلاوة.
- التغنّي بالقرآن: أي تحسين الصوت به عند قراءته، ويُعَدّ ذلك من الآداب المُستحَبّة عند قراءة القرآن؛ لأنّ المسلم مُطالَبٌ بالعناية بتلاوته؛ حتى يظهر الصوت جميلاً، والاستعاذة بالله من الشيطان قبل الشروع في القراءة.
شاهد أيضًا: أجمل كلام عن القرآن الكريم
حكم قراءة القرآن لمن كان مستلقيًا
بعد ذكر آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال، سنتعرّف على حكم قراءة القرآن لمن كان مستلقيًا، فليس من مانع من قراءة القرآن الكريم قاعدًا أو قائمًا أو مضجعًا، فقد قال تعالى في كتابه الحكيم: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ”[3]، كما أنّ الوضوء لقراءة القرآن الكريم هو أمر مستحبّ وليس بفرض، فيجوز لما كان يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب أن يقرأه بدون وضوء إلّا أن يكون جنبًا فإنّه لا بدّ من الغسل لقراءة القرآن ولا مانع من قراءة القرآن حال جلوسه، وقيامه، واضطجاعه على جنب، أو مستلقيًا، وهكذا لا بأس أن يقرأه ماشيًا كل ذلك لا حرج فيه، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: آداب تلاوة القرآن الكريم
أفضل الأوقات لتلاوة القرآن الكريم
بعد ذكر آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال، سنتعرف على أفضل الأوقات لتلاوة القرآن الكريم، ولا تنحصر قراءة القرآن الكريم بوقتٍ معيّنٍ، فللمسلم أن يقرأه متى شاء، ولكن هناك عدّة آراءٍ بأفضل وقتٍ لقراءته؛ وهي كالآتي:[5]
- وقت الفجر: قال العديد من العلماء والمفسرين أنّ أحسن الأوقات لقراءة القرآن الكريم وقت الفجر، واستدلّوا على ذلك بقول الله تعالى: “أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا”[6]، وباستفتاح اليوم بقراءة القرآن وذكر الله تعالى تحصل السّكينة والطمأنينة والتوفيق من الله تعالى في الأمور كلها.
- في الليل: يرى الإمام النووي أنّه لا بدّ من الحرص على قراءة القرآن الكريم في الليل، بدليل قوله تعالى: “مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ”.[7]
- غيرها من الأوقات: ويقول الإمام ابن باز رحمه الله إن الأفضل لقراءة القرآن أن يتحرّى المسلم الأوقات التي يكون فيها قلبه وذهنه حاضرًا غير مشغول، ووقته فيها أفرغ من غيرها؛ ليستطيع تدبّره وفهم معانيه، فليس لقراءة القرآن وقتٌ محدّدٌ؛ لأن الناس يتباينون ويختلفون في ذلك، فمن كانت جميع أوقاته ميسّرة فوقت الليل أفضل؛ لأنّه أجمع للقلب، قال تعالى: “إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا”[8] أو بعد صلاة الفجر قبل الانشغال بأمور الدنيا وهمومها.
شاهد أيضًا: ما هي المدة التي استمر فيها نزول القرآن الكريم
فضل تلاوة القرآن الكريم
بعد ذكر آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال، سنتعرّف على فضل تلاوة القرآن الكريم، فقد وردت العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسّنة النبويّة الكريمة عن فضل تلاوة القرآن الكريم، وهي كالآتي:[9]
آيات قرآنية في فضل القرآن الكريم
فيما يأتي عدد من الآيات القرآنيّة في فضل القرآن الكريم:
- قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”.[10]
- قوله تعالى: “أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا”.[11]
- قوله تعالى: “وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً”.[12]
- قوله تعالى: “الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”.[13]
شاهد أيضًا: ما هو الخط الذي كتب به القرآن الكريم
أحاديث نبويّة في فضل القرآن الكريم
فيما يأتي أحاديث نبويّة في فضل القرآن الكريم:
- ورد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ”.[14]
- ورد عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ”.[15]
- ورد عن البراء بن عازب رضي الله عنه: “كانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدُورُ وَتَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ منها، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فَقالَ: تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ”.[16]
- ورد عن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ”.[17]
وهكذا نكون قد عرفنا آداب تلاوة القرآن الكريم للاطفال، كما عرفنا آداب تلاوة القرآن الكريم عمومًا، وأدرجنا أيضًا الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة التي تدلّ على فضل تلاوة القرآن الكريم، كما عرفنا أفضل الأوقات التي يمكن فيها قراءة القرآن الكريم.
المراجع
- ^alukah.net , آداب قراءة القرآن الكريم , 31032021
- ^alukah.net , الأدب مع القرآن الكريم , 31032021
- ^سورة آل عمران , الآية191
- ^binbaz.org.sa , حكم قراءة القرآن لمن كان مستلقيًا , 31032021
- ^islamweb.net , أفضل الأوقات لتلاوة القرآن الكريم , 31032021
- ^سورة الإسراء , الآية 78
- ^سورة آل عمران , الآية 113
- ^سورة المزمل , الآية 6
- ^alukah.net , فضل تلاوة القرآن من القرآن والسنة , 31032021
- ^سورة فاطر , الآية 910
- ^سورة الإسراء , الآية 78
- ^سورة البقرة , الآية 121
- ^صحيح الترمذي , عبدالله بن مسعود،رواه الألباني،2910،صحيح
- ^صحيح مسلم , عائشة أم المؤمنين،مسلم،798،صحيح
- ^صحيح مسلم , البراء بن عازب،مسلم،795،صحيح
- ^صحيح مسلم , أبي أمامة الباهلي،مسلم،804،صحيح
المصدر: السعادة فور