ينتقل الناس من البلدات الصغيرة للاقامه في المدن الكبيرة بسبب
جدول ال
ينتقل الناس من البلدات الصغيرة للاقامه في المدن الكبيرة بسبب ؟ الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وغالبًا ما يبحث عن ظروف التوطين والاستقرار التي تعطي معنى لوجوده، ومنذ فجر التاريخ نشأت الحضارات في المناطق التي توافرت فيها ظروف الحياة من مأكل ومشرب وأمان، وحين تعلم الزراعة، استقر حيث التربة الخصبة ومصادر المياه كضفاف الأنهار، وحين خاض غمار البحار وتعلم الصيد والتجارة وبنى السفن، استقر في المناطق الساحلية، وبعد اكتشاف الثروات الباطنية، التي هي أساس الصناعات، استقر في بيئاتها وأنشأ المدن.
ينتقل الناس من البلدات الصغيرة للاقامه في المدن الكبيرة بسبب
ينتقل الناس من البلدات الصغيرة للاقامه في المدن الكبيرة بسبب، عدة عوامل لا يمكن إغفالها، كونها لاتتوفر في المجتمعات القروية، ومن هذه الأسباب نذكر ما يلي:
- التطور والتقدم الصناعي الكبير في المدن.
- لتوفر الوظائف وفرص العمل العديدة والمتنوعة، في القطاعات الحكومية والخاصة، التجارية منها، والصناعية، والاقتصادية، والاستثمارية ذات المردود العالي، والتي لا تتوفر في الأرياف.
- لوجود الخدمات المختلفة كالأسواق، ومراكز التسوق، والأبنية ذات البنى التحتية الملائمة لحياة الفرد، والمرافق العامة، والبنوك والشركات وغيرها.
- انتشار المؤسسات التعليمية لكافة المراحل الدراسية، كالمدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، والجامعات وكليات التعليم العالي بكافة فروعها.
- توفر الخدمات والمرافق الصحية كالعيادات والمشافي والمستوصفات.
شاهد أيضًا: لماذا لا تؤثر الهجرة في النمو السكاني العالمي
الفرق بين المدينة والقرية
بالعودة إلى انتقال الناس من البلدات الصغيرة للاقامه في المدن الكبيرة، فمما لاشك فيه أن هناك فوارق عديدة بين القرية والمدينة، ونذكر منها ما يلي:
- عدد سكان القرية أقل منه في المدن.
- كما أن الروابط الاجتماعية لاسيما الأسرية في القرية أكثر متانةً مما هي عليه في المدن، كذلك تنتشر في القرية العشائر أو الحمائل والقبائل. في حين ينتشر في المدن نظام الأسر المستقلة، المكونة من أب وأم وطفل أو أكثر، وهو ما يعرف بـ(الأسر النووية).
- نسبة تلوث المدن أعلى مما هو عليه في القرى، بسبب كونها مركزًا للصناعات، الأمر الذي أثر صحياً على سكان المدن الذين يعانون من الأمراض، خصوصًا المزمنة منها.
- بالمقابل تتميز الأرياف بنشاطها الزراعي وسيطرة الطبيعة الخضراء، التي أثّرت على نقاء هوائها وأجواء السكينة في الريف.
- مراقبة وإشراف القرويين على تقويم أبنائهم أكبر وأوضح منها في المدينة؛ بينما يعود ذلك لانشغال سكان المدينة، واتّساع رقعتها. مما يصعّب هذه المهمة.
- مستوى دخل الفرد وإنفاقه أعلى في المدينة من الريف. كما وأن حالات الجنح ومعدلات السرقة في المدن، أعلى من الريف. كذلك والحوادث المرورية.
سلبيات انتقال الناس من البلدات للاقامه في المدن
ينتقل الناس من البلدات الصغيرة للاقامه في المدن الكبيرة بسبب عوامل عدة، إلا أن لها تداعياتها وسلبياتها المقلقة، ونذكر منها:
- الاكتظاظ السكاني في المدن، وتأثيره على ضعف الإنتاج والتنمية في المناطق القروية، والذي تسبب بضغطٍ كبيرٍ على الموارد الطبيعية والمرافق والخدمات.
- المنافسة على الوظائف، والمساكن، والمرافق وغيرها من الأمور التي تثقل الحكومات، وتقلل الفرص بتزويد السكان بأبسط الحقوق والخدمات، مثل: كالإسكان، وشبكات المياه للشرب، وتمديدات الصرف الصحي، وترحيل القمامة، وغيرها.
- اتساع رقعة المناطق العشوائية في المدن، وأحياء الصفيح. الأمر الذي ترتب عنه المزيد من مشاكل التلوث، وتعاطي المخدرات وارتفاع نسب الجريمة.
شاهد أيضًا: يمكن معرفة الزيادة السكانية لأي دولة عن طريقة المعادلة التالية
حل مشكلة الهجرة من الريف إلى المدن
من أبرز وسائل الحد من الهجرة من القرية إلى المدينة، حيث ينتقل الناس من البلدات الصغيرة للاقامه في المدن الكبيرة، أن تتخذ الحكومات التدابير التالية:
- تشجيع المشروعات الريفية، وذات الخدمات المتكاملة، الزراعية، والصناعية، والتجارية وغيرها.
- توفير كافة المتطلبات التي يحتاجها أبناء القرية. كما في فتح الفروع للشركات الحكومية في القرى، مما يخفف الضغط السكاني على المدن في تسيير أمورهم.
- تأمين فرص العمل، وفتح باب التوظيف في القرى لأبنائها.
- إقامة جامعات وكليات، ومعاهد ومراكز تدريب، مهنية وتأهيلية وثقافية في الأرياف. مما ينعكس إيجاباً، على وتيرة الهجرة الداخلية.
- يعتبر العامل الاقتصادي أبرز العوامل المسببة للهجرة، لذلك من الضروري أن تقوم الحكومات، بإعداد الدراسات وتغيير الخطط والبرامج حول مبدأ توزيع المقدرات، والاستفادة قدر الإمكان من طاقة الشباب، بمشاريع تنموية تطويرية للريف، للحد من تداعيات الهجرة، التي جعلت القرويين يغادرون قراهم ،ويتنكرون لها.
- غالبًا ما تستهدف الهجرات المدن الداخلية في الدولة. لذلك وجب التركيز على مقدرات القرى، غير المكتشفة منها وغير المستثمرة، والعمل على استثمارها، والإضاءة عليها ثقافياً وإعلامياً، وإعطاء الأولوية في المشاركة الفاعلة في هذه التدابير لأبناء تلك المناطق.
- كذلك وتمليك الأراضي الزراعية للقرويين والفلاحين، باعتماد مبدأ (الأرض لمن يعمل بها). الأمر الذي له تأثيره الإيجابي في الحد من الهجرة حينما يشعر المرء بانتمائه ومسؤوليته تجاه أرضه التي يملكها.
من كل ما سبق، يمكننا تعريف الآلية التي فيها ينتقل الناس من البلدات الصغيرة للاقامة في المدن الكبيرة بسبب عدة عوامل ضمن نطاق حدود الدولة الواحدة، بالهجرة الداخلية وأثرها السلبي، يطال كافة النواحي الاجتماعية، والبشرية، والاقتصادية، والثقافية، والتي باتت تقلق الحكومات، وتدفعها للتفكير جديا،ً بإيجاد حلول ناجعة للحد من خطرها.
المصدر: السعادة فور