لماذا سمي عام الفيل بهذا الإسم
جدول ال
لماذا سمي عام الفيل بهذا الاسم هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال، حيث أنّ العرب قبل الإسلام كانوا يستعملون السنة القمريّة في تتريخهم حسبما ورد في كتب التّاريخ، وكان في السّنة اثني عشر شهراً وفي كلّ سنة أربعة أشهرٍ حرم يجلسون بها عن القتال ويقيمون بها أسواقهم، وكانوا في غالبيّة أحوالهم لم يعتمدوا تقويماً خاصّاً بل اعتمدوا على حوادث تاريخيّة محددة لتحديد التّاريخ.[1]
عام الفيل
إنّ العرب قبل الإسلام اعتمدوا في تاريخهم على أحداث تاريخيّة مهمة ليحددوا بها التّاريخ والأعوام، كتاريخ بناء الكعبة وانهيار سدّ مأرب في اليمن وحرب الفجّار وعام الفيل، فما سبب تسمية كلّ عامٍ منها ولماذا سمي عام الفيل بهذا الإسم فقد يتسائل البعض عن ذلك، فعام الفيل هو عامٌ مميّز عن باقي الأعوام وقد أطلق عليه اسمٌ خاص بسبب ذلك فهو العام الذي ولد فيه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفيه حاول الأحباش الإعتداء على البيت الحرام وقد نصر الله بيته والجيش العربيّ ضد جيش الحبشة، وبذلك حمى الله بيته المحرم من عدوان الظالمين وهو البيت الذي رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل عليهما الصّلاة والسّلام، وكان عام الفيل عاماً منيراً لولادة أطهر الخلق فيه ولادة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام.[2]
لماذا سمي عام الفيل بهذا الإسم
أطلق العرب الأسماء على الأعوام بحسب الأحداث التي وقعت فيها فكلّ عامٍ وقع فيه حدثٌ مهم سمّي باسمه، فلماذا سمي عام الفيل بهذا الإسم وذلك لأنّ جيشاً من الحبشة استخدم الفيلة في محاولة هدم الكعبة حيث بدأت القصّة عندما دخل الأحباش اليمن ودعوا أهلها إلى اليهوديّة وقد كانوا يدينون بالمسيحيّة فحفروا لهم أخدوداً وأحرقوهم لرفضهم تغيير دينهم، وقد هرب منهم رجلاً إلى قيصر ملك الرّوم يستنصره فأرسله بكتابٍ إلى ملك الحبشة، وبذلك أرسل النّجاشيّ معه جيشاً إلى اليمن ومعه الفيلة وهزموا أبي نوّاس وأصحابه، وصار الحكم في اليمن لملكٍ يقال له أبرهة الأشرم الذي أراد أن ينشر النّصرانيّة في جزيرة العرب فبنى كنيسةً في صنعاء ودعا النّاس للحجّ إليها بدل الحجّ إلى البيت الحرام، فغضب من ذلك رجلٌ من كنانة فدخل الكنيسة ولطّخها بالقاذورات فسمع بذلك أبرهة الحبشيّ فجهّز الجيوش ولفيلة ليهدم الكعبة،.
فخرجت قريش وسائر العرب إلى الجبال خوفاً من بطش ذلك الجيش ولمّا وصل الجيش إلى مكّة أبت الفيلة أن تقترب من البيت الحرام رغم كلّ محاولات الجيش الكافر بتحفيزها إلّا أنها أبت بقدرة الله سبحانه، ثمّ أرسل الله طيوراً من البحر مع كلّ طائرٍ ثلاثة أحجار لا تصيب أحداً إلا هلك، فانهزم الجيش وعاد أدراجه متقهقراً ذليلاً أمام عظمة الله وقدرته وقد نزلت سورةٌ في القرآن تتحدّث عن هذه الحادثة وهي سورة الفيل، حيث قال الله سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم بسم الله الرّحمن الرّحيم:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ}،[3] فهذا كان انتقام الله سبحانه وتعالى من الكفرة الذين أرادوا إلحاق الأذى بالبيت الحرام والله ورسول أعلم.[2]
شاهد أيضًا: معنى كلمة أبابيل في سورة الفيل
أبرز الأحداث التي حصلت في عام الفيل
بعد الإجابة عن التّساؤل المطروح لماذا سمي عام الفيل بهذا الإسم لابدّ من التّعرّف على أبرز الأحداث التي حصلت في عام الفيل، حيث كانت البشريّة في ظلمٍ وظلمة وانتشر القتل والاضطهاد وساد الجهل ولكنّ الخليقة كانت على موعدٍ مع حدثٍ سيغيّر الدّنيا برمّتها وسيعمّ فيه النّور على الكون وهو موعد ولادة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولكن الحدث العظيم سبقته أحداثٌ أخرى تمهّد له، ففي عام الفيل جاول أبرهة الأشرم هدم الكعبة المشرّفة حيث أنها كانت قبلة الموحّدين وكانت المعجزة أنّ الله سبحانه وتعالى حمى بيته الحرام، وارسل طيراً أبابيل ترمي جيش أبرهة بالحجارة حتى انهزموا وسمي هذا العام بعام الفيل، وبذلك وثّق ذلك العام وكان ذلك من باب التّكريم والتّعظيم له وبذلك أراد الله سبحانه وتعالى أيضاً أن يبيّن للعرب أنّ هذه المعجزة الخارقة للعقول تسبق معجزةً أهم وأكبر وهي ولادة الرسول عليه الصلاة والسّلام وبعثته، وعندما ولد عليه الصّلاة والسّلام ولد معه عهدٌ جديد للكون وبمبعثه بُعثت أمّة عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم.[4]
شاهد أيضًا: ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة عام الفيل في شهر
لماذا سمي عام الفيل بهذا الإسم هو الموضوع الذي تناوله هذا المقال حيث ورد فيه الحديث عن عام الفيل وأجاب عن التّساؤل لماذا سمي عام الفيل بهذا الإسم، كما ذكر المقال أيضاً أبرز الأحداث التي حصلت عام الفيل وصولاً لولادة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام.
المصدر: السعادة فور