لماذا البحر مالح موقع

لماذا البحر مالح ؟ سؤال علمي يجمع بين الكيمياء والفيزياء، ويتطلب البحث في تاريخ نشأة وتشكل البحار، وهو سؤال منطقي قد يجول بخاطر الجميع لتفسير هذه الظاهرة التي تعد إحدى خصائص البحار، وعامل من عوامل تقسيم المسطحات المائية، وفي هذا المقال سيتم تقديم بحث مفصل ودقيق عن سر ملوحة البحار، وأهميتها مع تقديم قائمة بأكثر المسطحات المائية ملوحة على سطح الكرة الأرضية.

نبذة عن البحار

قبل الإجابة على السؤال الرئيس للمقال لماذا البحر مالح من الضروري البدء بالحديث عن البحر بشكل عام، ويسمى بالإنجليزية “Sea”، وهو تجمع كبير للمياه المالحة، أصغر من المحيط وأكبر من البحيرة، ومن أشهر البحار في العالم البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود، والبحر الأحمر وهي تختلف من حيث الخصائص والحجم، والعمق، وقد تنقسم البحار إلى إقليمية، وهامشية، أو داخلية.[1]

شاهد أيضًا: اين يقع البحر الذي لا يوجد به ماء

لماذا البحر مالح

البحر مالح نتيجة لتوزيع الأملاح المعدنية فيه ككلوريد الصوديوم، وكبريتات المغنيسيوم، وكبريتات الكالسيوم، والبيكربونات، وهي موجودة في الماء على شكل أيونات تطغى عليها أيونات الصوديوم الموجب “⁺Na”، وأيونات الكلوريد السالب “Cl”، يعود مصدرها بشكل عام إلى الفتحات الموجودة في قاع البحر، أو جريان الأملاح من تآكل الصخور نحو البحار، والجدير بالذكر أن متوسط ملوحة مياه البحار والمحيطات على سطح الأرض يعادل 3.5%، أيّ بصيغة أخرى لكل كيلوجرام واحد من المياه 35 غرام من الأملاح الذائبة.[2]

محددات الملوحة

لتفسير جواب لماذا البحر مالح من الضروري الحديث عن العوامل التي تحدد نسبة الملوحة في مياه البحر، وهي كما يأتي:[3]

• التبخّر: تتناسب كمية التبخر مع نسبة الملوحة، فكلما زاد التبخر زادت ملوحة البحر، وتشهد المناطق المدارية نسب كبيرة من التبخر.
• درجة الحرارة: وهي تتناسب بصيغة طردية مع ملوحة البحار، إذ أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من نسبة التبخر، وبالتالي من نسبة الملوحة، وهو ما تشهده المناطق الإستوائية بشكل عام.
• هطول الأمطار: وهو ما يتناسب عكسيًا مع الملوحة، لأنها وبشكل منطقي تعمل على تمييع البحر وتمديد نسبة الأملاح، وهو ما يعادل نسبة التبخر في المناطق الإستوائية.
• التيارات البحرية: التي تؤثر على توزيع نسب الأملاح المعدنية بين المسطحات المائية، فمثلًا تنقل التيارات الاستوائية الأملاح بعيدًا عن المحيطات الشرقية نحو المسطحات الغربية.
• تدفّق المياه العذبة: وهو عامل تمديد، وتمييع للمسطحات المالحة، إذ يأتي بكميات مياه عذبة تقلل من نسب الملوحة، كتلك الناتجة عن ذوبان الثلوج والأجسام الجليدية.

التوزيع العمودي والأفقي للملوحة

في رحلة البحث عن جواب السؤال العلمي لماذا البحر مالح نجد أن نسبة الملوحة تختلف حسب التوزيع الجغرافي، فتنقسم إلى ما يأتي:[4]

• التوزيع الأفقي: ويتمثل في نسبة الملوحة السطحية، التي تتناقص كلما ابتعدنا عن المناطق المدارية، إذ تعادل بالقرب من مدار السرطان 3.6%، بينما تجاور 3.5% عند خط الاستواء، وبالتالي تسمح بتقسيم البحار بين مالحة تحت أو ضمن أو فوق المعدل الطبيعي.
• التوزيع العمودي: وهو تقسيم نسب الملوحة وفقًا لعمق المسطح المائي، فتزداد الملوحة بطريقة تدريجية مع زيادة العمق، حتّى الوصول إلى ما يسمى بتمارج الملوحة، وهي طبقة تزداد فيها الملوحة والكثافة بشكل حاد.

شاهد أيضًا: لماذا سمي البحر الاحمر بهذا الاسم

أهمية ملوحة البحار

بعد تحديد العوامل المؤثرة في ملوحة البحر والإجابة على السؤال المحوري للمقال لماذا البحر مالح، من الجدير بالذكر أن لنسبة الملوحة أهمية كبيرة نلخصها كما يأتي:

أهمية الملوحة لسكان الكرة الأرضية

يستخدم الإنسان البحار لاستخراج ملح كلوريد الصوديوم، لصنع ملح الطعام، الحيوي بالنسبة للغدة الدرقية، والضروري في الأنظمة الغذائية فهو يوازن السوائل في الجسم كحمض المعدة، ويساعد على التحكم في الوظائف العصبية، وحركة العضلات، بالإضافة إلى النكهة اللذيذة التي يضفيها على الأطعمة.[5]

أهمية الملوحة في الأنظمة البيئية

تدخل أملاح البحار في دورة الماء، الضرورية لجميع الكائنات الحية، كما تتحكم في أحوال الطقس والمناخ، من خلال تبخر الماء وتساقط الأمطار والثلوج، ونسب الرطوبة، كما أنها أساسية للحفاظ على حياة الكائنات البحرية من أسماك وطحالب وثدييات بحرية.[5]

ملوحة المسطحات المائية في العالم

في ختام مقال لماذا البحر مالح فيما يأتي قائمة بأكثر المسطحات المائية ملوحة على سطح الكرة الأرضية:[6]

• بحيرة دون خوان: وتقع في القارة القطبية الجنوبية بنسبة ملوحة تقدر ب 44%.
• بحيرة ريتبا: في السنغال بنسبة  40% من الأملاح المعدنية.
• بحيرة فاندا: في القطب الجنوبي المتجمد بملوحة قدرها 35%.
• بحيرة عسل: الواقعة في دولة جيبوتي بنسبة ملوحة تجاور 34.8%.
• البحر الميت: بين دولتي الأردن وفلسطين بملوحة قدرها 33.7%.

لماذا البحر مالح سؤال يتضمن جوابه العديد من الجوانب العلمية، ويدعو للتفكير في مصير الكائنات الحية بشكل عام والبحرية بشكل خاص في ظل ارتفاع نسبة التلوث البيئي، وتوسع ثقب الأوزون، حيث تصنف الكائنات البحرية بين ضيقة المدى الملحي والتي لا تستطيع التأقلم مع التغيرات الكبيرة في مستويات الملوحة، وأخرى متحمّلة للملوحة والتي تستطيع التكييف مع تقلبات واختلالات نسب الملوحة.