ما أهمية مشاريع قطاع الطيران المدني الجديدة في الخليج؟

تتطلع إمارة دبي إلى الاحتفاظ بصدارتها العالمية في قطاع الطيران الدولي لـ40 عاماً المقبلة، عبر تدشين مشروعات استراتيجية جديدة.
شهد قطاع الطيران المدني في منطقة الخليج اهتماماً ودعماً غير محدود رسمياً، حيث يعتبر محركاً رئيساً لاقتصادها، ومؤثراً في مختلف القطاعات الأخرى.
وانعكس هذا الدعم والاهتمام على نتائج الأداء وتطوير المنظومة بشكل عام، كما أسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز ربط منطقة الخليج بالعالم.
ومن أبرز المشاريع التي ستجعل منطقة الخليج مطار آل مكتوم الدولي في دبي، ومطار الملك سلمان في الرياض، واللذان سيشكلان علامة فارقة في حركة الطيران في المنطقة والعالم.
مطار آل مكتوم
وتتطلع إمارة دبي إلى الاحتفاظ بصدارتها العالمية في قطاع الطيران الدولي لـ40 عاماً المقبلة، عبر تدشين مشروعات استراتيجية جديدة.
وسيكون مطار آل مكتوم الدولي الجديد في دبي الأكبر عالمياً، ومن المتوقع أن يتم نقل عمليات مطار دبي كافة إليه خلال السنوات الـ10 المقبلة، وسيستقبل قرابة 12 مليون طن من البضائع سنوياً، علماً بأن المساحة الإجمالية للمطار تبلغ قرابة 70 كيلومتراً مربعاً.
وبدء العمل في إنشاءه في أبريل من العام الماضي بتكلفة 128 مليار درهم (34.85 مليار دولار)، ومن المتوقع أن يفتتح بحلول 2030.
وقال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حينها، إن المطار سيكون الأكبر في العالم، بطاقة استيعابية تصل إلى 260 مليون مسافر، كما سيكون خمسة أضعاف مطار دبي الدولي الحالي.
كما وصف حينها المشروع بأنه “نحن نبني مشروعاً جديداً للأجيال، نضمن فيه تنمية مستمرة ومستقرة لأبنائنا، ولتكون دبي مطار العالم وميناءه، وحاضرته العمرانية، ومركزه الحضاري الجديد”.
وبحسب الرئيس التنفيذي لهيئة “مطارات دبي” بول غريفيث فإن مطار آل مكتوم الدولي سيربط دبي بـ 260 وجهة في 104 دولة حول العالم فيما إجمالي شركات الطيران الدولية التي تخدم المسافرين عبر دبي يبلغ عددها 90 شركة.
وبحسب صحيفة “البيان” الإمارات فإن المطار سيكون لديه نتائج إيجابية واسعة النطاق على اقتصاد الدولة بشكل عام ودبي بشكل خاص.
وقالت رولا أبو منة، الرئيس التنفيذي لـ”ستاندرد تشارترد” في الإمارات والشرق الأوسط وباكستان إن “المشروع سيسهم في تعزيز مكانة الإمارات الرائدة، ليس فقط في قطاع الطيران، بل في مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى، مثل السياحة والسفر والبنى التحتية والتطوير العقاري والتجارة وغيرها”.
وأضافت: “الطاقة الاستيعابية التي تصل إلى 260 مليون مسافر سنوياً ستسهم في نمو مختلف القطاعات الاقتصادية، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على الناتج المحلي الإجمالي للدولة”.
كما قال ساشين كيرور، الشريك الإداري في مجموعة “ريد سميث” الشرق الأوسط، إن “تأثير المشروع على قطاع الطيران في دبي كبيراً، إذ ستستمر في تحقيق قفزات كبرى وانتعاشاً لافتاً، وأن تأثير المشروع سيكون بعيد المدى”.
وأضاف: “سيساعد على نمو قطاع الخدمات اللوجستية، مع المزيد من الوظائف في مجالات البيع بالتجزئة والأغذية والمشروبات والبناء، مع استفادة قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات من هذا المستوى من الاستثمار والتنمية، إلى جانب قطاع التصنيع، وليس هناك شك أيضاً في أن الذكاء الاصطناعي سيزدهر ضمن عملية التطوير في المنطقة”.
مطار الملك سلمان
وضمن استراتيجية جعل السعودية مركزاً عالمياً للطيران الجوي أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في 2022، المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي الجديد بمدينة الرياض، متوقعاً أن يسهم المشروع بحوالي 27 مليار ريال (7.2 مليارات دولار) سنوياً في اقتصاد المملكة غير النفطي.
وسيكون مطار الملك سلمان واحداً من أكبر المطارات في العالم، حيث يمتد المطار على مساحة تقارب 57 كم2، ليشمل الصالات الحالية تحت اسم صالات الملك خالد، و6 مدارج طيران، إضافة إلى 12 كم من المرافق المساندة، والأصول السكنية، والترفيهية، والمحال التجارية، والعديد من المرافق اللوجستية.
كذلك سيسهم المطار الجديد في دعم خطط المملكة لتكون مدينة الرياض ضمن أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم، ولمواكبة النمو المستمر في عدد سكان العاصمة الذي يستهدف الوصول إلى ما يتراوح بين 15 و20 مليون نسمة بحلول عام 2030.
كما سيعمل المطار على رفع الطاقة الاستيعابية لتصل إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، كما يستهدف الوصول إلى 185 مليون مسافر، ومرور ما يصل إلى 3.5 مليون طن من البضائع بحلول عام 2050.
ومن المتوقع أن يتم افتتاح مبنى الطيران الخاص بالمطار في عام 2026، كما تستمر أعمال البناء والتطوير حتى عام 2034، ومن المقرر أن يتم تسليم كافة الأصول والمباني الخدمية بحلول عام 2030 خلال معرض “إكسبو” الرياض.
وبحسب تصريحات صحفية لماركو ميخيا، الرئيس التنفيذي المكلف لمطار الملك سلمان الدولي، فإن “المطار يسعى لتقديم تجربة سفر شاملة تبدأ من لحظة مغادرة الركاب لمنازلهم، حيث يتم تتبع رحلاتهم حتى الوصول إلى وجهاتهم النهائية”.
وأوضح أن “المطار يهدف إلى متابعة الركاب الذين يسافرون عبره وتقديم تجربة ترحيبية في كل زيارة لهم إلى الرياض، ما يعزز دور المطار كمركز عالمي”.
كما لفت إلى أن من أبرز التسهيلات المستقبلية التي سيتم تقديمها في مطار الملك سلمان، خدمة “موافقة الجمارك الأمريكية المسبقة”، ما سيوفر للمسافرين إلى الولايات المتحدة مروراً سلساً ودون الحاجة إلى إجراءات إضافية عند الوصول.