الاخبار

كيف أنعش عيد الفطر حركة الأسواق السعودية؟

ينعكس الإقبال الكبير على التسوق في السعودية خلال موسم عيد الفطر على الأسواق وعلى الاقتصاد المحلي بشكل مباشر.

تتأثر الأسواق في المملكة العربية السعودية، بشكل كبير بمواسم الأعياد، وغيرها من المناسبات الدينية، بسبب زيادة الإقبال على استهلاك المنتجات الأساسية والكمالية، فضلاً عن الإقبال على الخدمات، كالفنادق والمنتجعات وأماكن الترفيه.

وتظهر البيانات أن السعوديين ينفقون الكثير من الأموال على التسوق، ما ينعش الأسواق وأيضاً قطاع السياحة والترفيه.

وتعتبر المملكة من أكبر الأسواق في المنطقة نظراً للكثافة السكانية فيها، والانفتاح الاقتصادي الكبير الذي تشهده في المرحلة الراهنة.

ارتفاع الطلب

ووفق تقرير صدر مؤخراً لشركتي “Toluene & MetrixLab” العالميتين المختصتين في أبحاث السوق وجمع البيانات وتحليلها، فإن التسوق والترفيه والتجمعات الاجتماعية تتصدر إنفاق وأنشطة السعوديين في عطلة عيد الفطر.

وبحسب التقرير الصادر أواخر مارس الماضي، فإن معنويات المستهلكين السعوديين تشهد نوعاً من التحول قبل عيد الفطر، حيث يصبح التركيز أقوى على التجمعات الاجتماعية والتجارب الثقافية وزيادة الإنفاق على التسوق والهدايا والترفيه.

كما يزداد الطلب قبيل وخلال عيد الفطر على السلع الغذائية، كالتمور والحلويات واللحوم والمشروبات، ويصبح الضغط كبيراً على المتاجر والمولات بما في ذلك متاجر الجملة.

كما يزداد الطلب أيضاً على الهدايا والأزياء، وتنشط قطاعات مهمة، كالمطاعم والمرافق السياحية والترفيه، ويتضاعف الإقبال على التسوق تحديداً، للاستفادة من التخفيضات والعروض التي تقدمها الشركات والمتاجر خلال هذه الفترة.

وأشار التقرير أكثر من نصف سكان المملكة ينفقون أكبر حصة من أموالهم على التسوق، في حين أن 44% منهم على المطاعم، و43% ينفقونها على النشاطات الاجتماعية، و41% على نشاطات الترفيه.

ويأتي هذا الارتفاع في الانفاق – بحسب التقرير – بفضل خصومات الأسعار والعروض التي تقدمها بعض متاجر التجزئة، إلى جانب خدمة “cash back” التي تمكن المستهلكين من استرجاع مبلغ محدد من قيمة المنتج للاستخدام في عمليات شراء مستقبلية.

كما خطط 84% من السعوديين لزيارة الأقارب والأصدقاء، في حين خطط 79% من السكان للتسوق خلال عطلة العيد بزيادة طفيفة عن عام 2024.

ووضع قرابة 66% من سكان السعودية خططاً لزيارة المتنزهات الترفيهية، و57% للمشاركة في الأنشطة الثقافية وهو ما يؤكد التوجه المتزايد للاحتفالات التقليدية والمجتمعية، وفق التقرير نفسه.

إقبال كثيف

وتحولت أسواق مدينة الرياض أواخر أيام شهر رمضان المنتهي إلى خلية نحل لا تهدأ، حيث أقبل الناس بكثافة على المتاجر، استعداداً للعيد، ومع دخوله بدأ الإقبال على الأماكن السياحية والمنتجعات والسفر والسياحة الداخلية.

ووفق صحيفة “الشرق الأوسط” (26 مارس)، شهدت المتاجر إقبالاً كبيراً لشراء الملابس الجديدة، وأدوات الزينة، والهدايا، وكل ما يضفي أجواء الفرح والبهجة، ما دفع الكثير من المحلات للعمل على مدار 24 ساعة.

كما اعتبرت الصحيفة أن “هذه الحركة التجارية لا تعود بالنفع على المتاجر فقط، بل تسهم أيضاً في دعم الاقتصاد الوطني”.

ونقلت “الشرق الأوسط” عن المحللة الاقتصادية روان بن ربيعان، قولها إن “أسواق الرياض شهدت موسماً استهلاكياً استثنائياً مع اقتراب عيد الفطر، حيث ارتفع الإقبال على الكثير من القطاعات وأبرزها الأزياء والموضة، والمواد الغذائية والحلويات”.

كما أشارت إلى أن “العروض الترويجية تعد عاملاً أساسياً في تحفيز المبيعات، حيث تعتمد المتاجر على الخصومات والهدايا المجانية لجذب المتسوقين خلال موسم العيد”.

وقالت إن “موسم العيد لا يقتصر على المتاجر فقط بل يشكل دفعة قوية للاقتصاد المحلي، إذ يسهم في تحفيز قطاع التجزئة، ورفع معدلات التوظيف المؤقت، حيث تدفع هذه الحركة نحو زيادة الإنفاق المحلي، ما يعني دعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً تلك التي تركز على المنتجات الموسمية”.

كما لفتت إلى أنه “مع ازدياد الازدحام في المتاجر، أعادت التجارة الإلكترونية رسم معادلة السوق، إذ بات كثير من المستهلكين يفضلون شراء احتياجات العيد عبر الإنترنت”.

قطاع السياحة

قطاع النقل والمواصلات شهد حركة نشطة أيضاً، حيث تقبل الكثير من العائلات على السفر إلى مسقط رأسها لبدء التجهيزات، في الوقت الذي تزداد حجوزات الفنادق والاستراحات لقضاء إجازة العيد.

ووفق مأمون حميدان، الرئيس التنفيذي للأعمال في “ويجو”، فإن هذا العام سجل (ويجو) ارتفاعاً بنسبة 15.57 % في عمليات البحث عن الرحلات الداخلية في السعودية مقارنة بالعام الماضي.

وبحسب صحيفة “الرياض” فإن “موسم عيد الفطر للعام الجاري، شهد تحولاً ملحوظاً في سلوك المستهلكين، حيث ركز السكان بشكل أكبر على التجمعات الاجتماعية، والأنشطة الثقافية، وتجربة التسوق الفاخرة، مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق في قطاعات مختلفة، بدءًا من الهدايا والتجزئة إلى الترفيه والمطاعم”.

كما أشارت الأرقام إلى أنه خلال إجازة عيد الفطر هذا العام، من المتوقع أن يزداد الإنفاق على السلع من البقالات، بنسبة تتجاوز 59٪، كما يزداد الإقبال على الشوكولاتة والتمور والحلويات بأكثر من 50 %، والملابس الفاخرة بأكثر من 49٪، والعطور بنسبة تتجاوز 47٪.

وحول الأسباب التي تؤثر على قرارات المستهلكين الشرائية في المملكة لهذا العام، قالت صحيفة “الرياض”، إن قرابة 49٪ يفضلون التخفيضات السعرية، و40٪ ينجذبون إلى العروض المجمّعة التي توفر قيمة مضافة، بينما 38٪ يفضلون العروض التي تمنح كمية أكبر بنفس السعر، و33٪ يبحثون عن عروض استرداد نقدي (كاش باك)، و30٪ يفضلون الشحن المجاني أو خصومات التوصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى