بحث عن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة
جدول ال
بحث عن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة هو ما سيدور الحديث حوله في هذا المقال، حيثُ تعدُّ الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام، فقد كانت تحولًا جديدًا أدى إلى قيام الدولة الإسلامية العظيمة، وسوف يقدم موقع تعريفًا حول هجرة الرسول إلى المدينة ويقدم بحث عن هجرة الرسول إلى المدينة، يتحدث فيه عن مراحل الهجرة النبوية وأحداث الهجرة النبوية وغير ذلك.
الهجرة في الإسلام
تزامنت الهجرات في الإسلام مع بداية الدعوة الإسلامية وانتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وبالتحديد بعد مجاهرة المسلمين بالدين الجديد في مكة المكرمة، حيثُ تعرَّض المسلمون في أول الدعوة إلى كثير من الأذى الجسدي والضرب والسبِّ والاستهزاء وغير ذلك من سوء المعاملة من قبل كفار قريش، وهذا ما دفع الكثير من المسلمين آنذاك إلى الهجرة والهروب من بطش كفار قريش وأذاهم، وقد أمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عدد من المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة في بداية الدعوة وكانت الهجرة الأولى، ثمَّ تبعتها الهجرة الثانية إلى الحبشة أيضًا، حتى جاء الأمر الإلهي من الله تعالى وأذن في الهجرة النبوية إلى مدينة يثرب، فهاجر جميع المسلمين من مكة المكرمة إلى مدينة يثرب التي صار يُطلق عليها بعد دخول النبي إليها اسم المدينة المنورة.[1]
اقرأ أيضًا: احداث الهجرة النبوية من مكة الى المدينة
بحث عن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة
تعدُّ الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أعظم هجرة في التاريخ، إذ نتج عنها التأسيس الحقيقي لقيام الدولة الإسلامية، والتي تعدُّ من أعظم الدول عبر التاريخ، والتي ساهمت في انتشار الإسلام حول العالم، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر بحث عن الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة :
مقدمة البحث
رفض كفار قريش كل المحاولات من أجل تحكيم عقولهم في الدعوة الإسلامية منذ بدايتها، وأصروا على كفرهم وعنادهم، وزادوا من الإساءة للمسلمين، واشتد تعذيبهم للمسلمين ولكل من آمن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بشتى الطرق والوسائل، فعند ذلك أذن الله سبحانه وتعالى لنبيه و للمسلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة فرارًا بدين الله وحفاظًا على أرواح المسلمين، وقد قتلَ كفار قريش عددًا من المسلمين الأوائل مثل آل ياسر وغيرهم، كما أنهم سلبوا تجارة المسلمين وأموالهم وبيوتهم.
صلب البحث
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج لدعوة القبائل المختلفة خارج مكة المكرمة للدخول في الإسلام، ويقوم بتعريفهم بالإسلام الحنيف وأحكامه ومبادئه، ولكنه لم يلقَ قبولًا إلا من أهل مدينة يثرب فكانت تلك المدينة هي التي تبنت الإسلام والمسلمين في أصعب وأشد الأوقات عليهم، وعلى أرض يثرب كانت بداية الدولة الإسلامية الوليدة، ولم يكن للمسلمين في مكة المكرمة أي حق في ممارسة شعائر الإسلام، لذلك كانوا يريدون أن يسكنوا في مكان يمنحهم الحرية في إقامة شعائر الدين المختلفة من دون أية ضغوط، وخصوصًا بعد بيعة العقبة الثانية حيث أذن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم للمسلمين بالهجرة من مكة إلى المدينة حتى يلتحقوا بالمسلمين من الأنصار، وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث الذي جاء في صحيح البخاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمؤمنين عندما جاء إذن الهجرة: ” إنِّي أُرِيتُ دارَ هِجْرَتِكُمْ، ذاتَ نَخْلٍ بيْنَ لابَتَيْنِ وهُما الحَرَّتانِ، فَهاجَرَ مَن هاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ “،[2] فسمع صحابته ذلك القول، وبدأوا يخرجون خفيةً من مكة إلى يثرب واحدًا تلو الآخر حتى لا يشعر بهم كفار قريش.
وكان أبو سلمة بن عبد الأسد هو أول صحابي يهاجر من مكة إلى المدينة المنورة، ولحقه بعد ذلك الصحابة الذين كانوا جميعًا على الإسلام، وكان منهم من يهاجر بمفرده ومنهم من يهاجرون جماعات، ولم يبقَ بعد ذلك في مكة من المسلمين إلَا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وبعض المسلمين المحبوسين أو المحتجزين أو الضعفاء، وفي ذات يوم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق وأخبره أن الإذن بالهجرة قد جاءه من الله تعالى، وكانت قريش في تلك الفترة تعدُّ لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نفس الليلة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق من مكة المكرمة، وبقي علي بن أبي طالب في فراش رسول الله حتى يوهم الكفار أن رسول الله لم يغادر فراشه.
وكانت قريش في تلك الليلة قد جمعت من كل قبيلة رجلًا وبيده سيف قاطع، وقررت قتل رسول الله بضربة رجل واحد، وعندما دخل الرجال بيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الصباح وجدوا علي بن أبي طالب في فراش النبي فعلموا بأمر هجرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى المدينة، فأرسل كفار قريش رجالهم ليتتبعوا أثر رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام وإرجاعه إلى مكة، ولكن جميع محاولات كفار قريش للحاق برسول الله وأبي بكر فشلت، وجلس رسول الله وأبو بكر في غار ثور القريب من مكة ثلاثة أيام، وكانت أسماء بنت أبي بكر في تلك الفترة هي التي تجلب لهم الطعام، وكان عبد الله بن أبي بكر هو الذي يجلب لهم اخبار مكة وأخبار قريش، ومولى أبي بكر يمشي بقطيع الغنم حتى يمحوا آثار أقدامهما حتى لا تستدل قريش على مكان اختبار رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه.
ومن الجدير بالذكر أنَّ سراقة بن مالك خرج يلحق برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأبي بكر رضي الله عنه أثناء الهجرة النبوية، وقد رآهما حين خرجا من الغار، وقد روي أبو بكر الصديق ذلك في الحديث الذي ورد في صحيح البخاري، حيث قال: ” فَارْتَحَلْنَا بَعْدَما مَالَتِ الشَّمْسُ، واتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بنُ مَالِكٍ، فَقُلتُ: أُتِينَا يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ: لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ معنَا، فَدَعَا عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَارْتَطَمَتْ به فَرَسُهُ إلى بَطْنِهَا أُرَى في جَلَدٍ مِنَ الأرْضِ، شَكَّ زُهَيْرٌ فَقالَ: إنِّي أُرَاكُما قدْ دَعَوْتُما عَلَيَّ، فَادْعُوَا لِي، فَاللَّهُ لَكُما أَنْ أَرُدَّ عَنْكُما الطَّلَبَ، فَدَعَا له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَجَا، فَجَعَلَ لا يَلْقَى أَحَدًا إلَّا قالَ: قدْ كَفَيْتُكُمْ ما هُنَا، فلا يَلْقَى أَحَدًا إلَّا رَدَّهُ، قالَ: ووَفَى لَنَا “،[3] ولذلك ساعد سراقة رسول الله وأبي بكر في هجرتهما وخذَّل عنهما كفار قريش، وقد وعده رسول الله أن يرتدي سواري كسرى، وفعلًا دارت أيام المسلمين وأسلم سراقة بعد فتح مكة المكرمة، وعندما فتحت بلاد فارس في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نادى عمر بن الخطاب لسراقة وألبسه سواري كسرى تنفيذًا لوعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم له.
ومن معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة النبوية ما ذكره الماوردي في قوله: ” فمن معجزاته صلى الله عليه وسلم عصمتُه من أعدائه، وهم الجمُّ الغفير، والعددُ الكثير، وهم على أتمِّ حَنَقٍ عليه، وأشدِّ طلبٍ لنفيه، وهو بينهم مسترسلٌ قاهر، ولهم مخالطٌ ومكاثر، ترمُقُه أبصارُهم شزرًا، وترتد عنه أيديهم ذعرًا، وقد هاجر عنه أصحابه حذرًا حتَّى استكملَ مدَّته فيهم ثلاث عشرة سنة، ثم خرج عنهم سليمًا، لم يكْلَم في نفسٍ ولا جسد، وما كان ذاك إلا بعصمةٍ إلهيةٍ وعدَه الله تعالى بها فحققها، حيث يقول: ” وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس ” فعَصَمَه منهم “، وبعد أن يئس الكافرون من إيجاد رسول الله عادوا إلى مكة المكرمة، وبعد أن أيقنوا أنهم لن يتمكنوا من النيل منه بعد كل المحاولات المستميتة التي قاموا بها في العثور عليه، وبعد أن وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشارف المدينة مر بمدينة قباء وأنشأ فيها مسجد قباء الشهير ليكون أول مسجد في تاريخ الإسلام.
أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق الطريق إلى مدينة يثرب، حتى وصلا إلى هناك ووجدا الاستقبال الحافل بالدفوف والأناشيد والفرح الشديد والأهازيج من أهل يثرب ابتهاجًا وفرحًا بقدوم رسول الله وصاحبه، وبنى المسلمون بعد ذلك ثاني مسجد في الإسلام وهو المسجد النبوي الشريف في المدينة، ولم يكن ذلك المسجد دارًا للعبادة فقط وإنما اتخذه رسول الله دار اجتماعات من أجل مناقشة أحوال المسلمين، وتعليمهم ما ينزل به الوحي والدين الإسلامي، وقد أطلق رسول الله على أهل المدينة اسم الأنصار، لأنهم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، كما أطلق على من هاجروا من مكة إلى المدينة اسم المهاجرين، ثم آخى الرسول بين الأنصار والمهاجرين، حتى أنهم تقاسموا الأموال والبيوت والتجارة ليتمكنوا من إقامة دولة إسلامية قوية تستطيع مواجهة ظلم الكافرين وطغيانهم، ونشر الدعوة الإسلامية في جميع بقاع الأرض.
خاتمة البحث
استمرت الهجرات منذ ذلك الوقت من مختلف البلاد التي وصل إليها خبر الإسلام إلى المدينة، وبقي ذلك حتى فتح مكة، حيث قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يوم فتح مكة: ” لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ ولَكِنْ جِهَادٌ ونِيَّةٌ، وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا “،[4] وقد نقلتِ الهجرةُ النبوية المسلمين من حالة الضعف إلى حالة القوة ومن الخوف إلى الأمان، كما نقلت المسلمين من المجتمع الجاهلي الذي كان قائمًا على الحروب والثأر والخوف إلى مجتمع المدينة القائم على المساواة والحب والتآلف، وانتقل المسلمون من بلد تعبد فيها الأوثان والحجارة إلى بلد يعبد فيها الله تعالى، وأقيمت بعد ذلك دولة إسلامية أصبحت قاعدة أساسية لنشر الدين الإسلامي في الجزيرة العربية وفي شتى أصقاع الأرض، ولذلك اتخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما بعد تاريخ الهجرة النبوية بداية للتاريخ أو التقويم الهجري الخاص بالمسلمين والذي ما يزال يستخدم حتى الوقت الحالي.
شاهد أيضًا: اسئلة عن راس السنة الهجرية مع الحل
بحث عن هجرة الرسول pdf
تعدُّ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم التحولات في تاريخ العرب خصوصًا وفي تاريخ العالم، فقد غيرت هجرته إلى المدينة المنورة معالم الأرض وملامح التاريخ، فهدمت إمبراطوريات كبرى، وأقيمت دول أخرى، ويمكن الوصول إلى بحث عن هجرة الرسول pdf للاطلاع على بحث عن الهجرة ” من هنا “.
اقرأ أيضًا:
الدروس المستفادة من الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة
تعد الهجرة النبوية الشريفة من أعظم الأحداث الإسلامية في التاريخ الإسلامي وفي التاريخ بشكل عام، وسيتم إدراج بعض العبر والدروس المستفادة منها، إذ فيها عدد لا يحصى من العبر والدروس، وقد كانت ترسيخًا لكثير من المعاني في حياة المسلمين منها:
- الإيمان بالعقيدة الإسلامية: تشير أحداث الهجرة النبوية إلى ضرورة التضحية من أجل العقيدة التي يؤمن بها المسلم مع اليقين بأن الله سبحانه وتعالى قادر على نصر دينه الحنيف ونصر المسلمين.
- التخطيط الجيد والمدروس: تعلمنا الهجرة النبوية ضرورة التخطيط ودراسة سبل حل المشكلات من مختلف الجوانب، والكتمان وحفظ السر كان المنهج الذي اتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التوكل على الله تعالى.
- الدعوة إلى الله بالحسنى: حيثُ دلت الهجرة النبوية على أن أساس الدعوة يجب أن يقوم على اللين والحوار والموعظة الحسنة.
- الصبر على أذى الكفار: لقد بينت الهجرة كيف صبر المسلمون على أذى قريش، وبينت تضحياتهم في تجارتهم وأموالهم في سبيل الله تعالى ودعوته، إلى أن نصرهم الله تعالى ومكنهم في الأرض، وأعزهم بالإسلام.
- تقدير دور المرأة المسلمة: ظهر في الهجرة النبوية دور المرأة الكبير في كل الأحداث التاريخية الإسلامية، وليس في الهجرة النبوية فقط فهي شريكة الرجل ومعه في كل شيء، وأكد ذلك دور السيدة أسماء بنت أبي بكر في الهجرة النبوية.
في نهاية مقال بعنوان بحث عن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة تعرفنا على الهجرات في الإسلام، كما تعرفنا على هجرة الرسول إلى يثرب وعلى ملخص عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخيرًا تم إدراج الحكم والعبر المستفادة من هجرة الرسول إلى المدينة المنورة.
المراجع
- ^wikiwand.com , محمد رسول الله , 05/08/2021
- ^صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 3905، صحيح
- ^صحيح البخاري , البخاري، أبو بكر الصديق، 3615، صحيح
- ^صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 2825، صحيح
المصدر: السعادة فور