أنهم اجتمعو على الحق من أسباب تسمية
جدول ال
أنهم اجتمعو على الحق من أسباب تسمية، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ المسلمون كانوا متبعين هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظهرت بهم فرقًا مبتدعة خرجت عن الحقِّ والصواب، وفي هذا المقال سيتمُّ ذكر طائفةٍ اجتمعت على الحق، وفيما إذا كان اختصاصهم بهذه التسمية فيه تفريقٌ للمسلمين أم لا، كما سيتمُّ بيان عقيدتهم وخصائصها، وفيما يأتي مقال أنهم اجتمعوا على الحق من أسباب تسمية:
أنهم اجتمعو على الحق من أسباب تسمية
أنهم اجتمعو على الحق من أسباب تسمية أهل السنة والجماعة؛ بالإضافة إلى تمسكهم بهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته الكرام، وهي علمًا تميز به أهل السنة عن غيرهم من أهل البدع والضلال، وفيما يأتي أقوال العلماء في أهل السنة والجماعة:[1]
- قال الشيخ عبد العزيز الرشيد في كتابه: التنبيهات السنية: وقوله: أهل السنة: “أي: المختصون والمتمسكون بها، والمعتنون بدراستها وفهمها، المحكّمون لها في القليل والكثير، وسموا أهل السنة لانتسابهم لسنته صلى الله عليه وسلم ، دون المقالات كلها والمذاهب، وقد سئل بعضهم عن السنة، فقال: ما لا اسم له سوى السنة، يعني أهل السنة ليس لهم اسم ينتسبون إليه سواها، خلافًا لأهل البدع، فإنهم تارة ينتسبون إلى المقالة، كالقدرية، والمرجئة، وتارة إلى القائل، كالجهمية، والنجارية، وتارة إلى الفعل، كالروافض، والخوارج، وأهل السنة بريئون من هذه النسب كلها”.
- ذكر ابن القيم في الصواعق طرفًا من علامات أهل السنة، فكان في ضمن ما قال:ومنها أنَّهم لا ينتسبون إلى مقالة معينة، ولا إلى شخصٍ معينٍ غير الرسول، ، فليس لهم لقب بُعرفون به، ولا نسبة ينتسبون إليها، إذا انتسب سواهم إلى المقالات المحدة وأربابها،، كما قال بعض أئمة أهل السنة، وقد سُئل عنها، فقال: السنة ما اسمٌ لها سوى السنة،وأهل البدع ينتسبون إلى المقالة تارةً، كالقدرية والمرجئة، وإلى القائل تارةً، كالهاشمية والنجارية والضرارية وإلى الفعل تارةً الكخوارج والروافض، وأهل السنة بريئون من هذه النسب كلها، وإنَّما نسبتهم إلى الحديث والسنة.
شاهد أيضًا: أقرب الفرق لأهل السنة والجماعة
هل سبب تسمية أهل السنة بذلك فيه تفريق للمسلمين
بعد الإجابة على سؤال أنهم اجتمعو على الحق من أسباب تسمية، سيتمُّ بيان ما إن كانت هذه التسمية سببٌ لتفريق المسلمين أم لا، إنَّ تسمية أهل السنة والجماعة ما هو إلَّا علمًا يتميز بها أهل السنة عن سواهم من أهل البدع، وقد اضطروا لذلك بعد بعدما فشت البدع وتسمَّى أهلها بالأسماء الحادثة المبتدعة، وبناءً على ذلك فإنَّ أهل السنة والجماعة هم دعاةٌ للوحدة والاتفاق وليسوا دعاةً للتفريق والاختلاف بل إنَّهم يسعون إلى لمّ شعث المسلمين، وتوحيد صفّهم، وجمع كلمتهم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لاعتقادهم أن هذا هو طريق النجاة الأوحد، قال الله: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.[2]
شاهد أيضًا: من هم أهل السنة والجماعة
عقيدة أهل السنة والجماعة
في مقال أنهم اجتمعو على الحق من أسباب تسمية، سيتمُّ بيان عقيدتهم، وإنَّ أهل السنة والجماعة هم الامتداد الصحيح لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وأتباعه في العلم والعمل والسلوك والاعتقاد، وسيتمُّ فيما يأتي بيان عقائدهم:[3]
- الإعتقاد الجازم بأن الله واحد لا شريك له، ولا مثيل ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
- الاعتقاد الجازم بأن لله الأسماء الحسنى والصفات العلا.
- إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، أو أثبته له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
- الاعتقاد الجازم بأن محمدًا عبد لله ورسوله، وأنه خاتم الأنبياء، وكل دعوى النبوة بعده كذبٌ وهوى.
- الإيمان بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين.
- لاعتقاد الجازم بالقدر خيره وشره من الله تعالى. وأنَّ كل شيء يجري بتقديره ومشيئته. ومشيئته هي النافذة فما شاء كان ومالم يشألم يكن.
- الاعتقاد الجازم بأن القرآن كلام الله، أنزله على رسوله وحيًا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقًا.
- الإيمان باليوم الآخر وبالبعث بعد الموت، وجزاء الأعمال يوم القيامة وأهوال هذا اليوم.
- الإيمان بأن الجنة والنار مخلوقتان الآن لا تفنيان أبدًا ولا تبيدان، وأن الله خلق الجنة والنار قبل الخلق.
- الاعتقاد الجازم بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة.
- الاعتقاد بأنه لا تجوز الشهادة لأحد من أهل القبلة بجنة ولا بنار إلا من شهد له النص بعينه.
- الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالجوارح والأركان.
- الإيمان بأن أهل الكبائر من أمة محمد لا يخلدون في النار إذا ماتوا وهم موحدون، وإن لم يكونوا تائبين.
- حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان من غير إفراط ولا تفريط.
- الإيمان بأن الخلافة بعد رسول الله أولًا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- الإيمان بأشراط الساعة من خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، وطلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الأرض من موضعها.
- الإيمان بأن الإسلام هو الدين الحق الذي يجب اتباعه، وأن اتباع غيره من الأديان والمذاهب باطل وضلال.
شاهد أيضًا: ما مذهب أهل السنة والجماعة في تكفير المخطئ
خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة
في ختام مقال أنهم اجتمعو على الحق من أسباب تسمية، سيتمُّ الحدبث عن خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة، حيث امتازت عقيدة عقيدتهم عن عقائد غيرهم من الفرق بعدة خصائص، منها:[4]
- وحدة المصدر: فلا مصدر يعتمدون عليه في تقرير عقائدهم، سوى الكتاب والسنة وإجماع السلف، ولا يعارضون ما ثبت من ذلك بقياس أو رأي أو هوى.
- موافقتها للأدلة الصحيحة فطرة وعقلا ونقلا: فلا شيء أريح للنفس وأطمن للقلب من عقائد السلف، فهي تتفق تمام الاتفاق مع الفطر السليمة والعقول المستقيمة، ولن تجد بحمد لله معارضة أي منها لمقررات العقول أو صحيح المنقول، فلا يمكن أن يتعارض عقل صريح مع نقل صحيح صريح ألبتة.
- الوضوح والسهولة: فلا تعقيد في فهمها ولا صعوبة في شرحها، بل يفهما الخاص والعام من الناس على اختلاف مستوياتهم، وتفاوت درجاتهم دون أدنى صعوبة، وهي ليست بحاجة في فهمها سوى إلى سماع آياتها وأحاديثها.
- الثبات والاستمرار: فلا يزيدها طعن الطاعنين إلا بريقا، ولا تشكيك المشككين إلا قوة وثباتا.
شاهد أيضًا: ما عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته
وبذلك نكون قد وصلنا إلى ختام مقال أنهم اجتمعو على الحق من أسباب تسمية، والذي تمَّ فيه بيان هذه الفرقة وبيان أنَّ تسميهم بذلك ليس تفريقًا للمسلمين وتفريقًا لوحدتهم، كما تمَّ التعريف بعقيدتهم وخصائصها.
المصدر: السعادة فور