ياندكس تبيع أعمالها الروسية بنصف قيمتها
تبيع ياندكس، الشركة الهولندية الأم لعملاقة الإنترنت الروسية التي تحمل اسمها، أعمالها الروسية المتبقية بحسم كبير في أعقاب العقوبات التي فرضت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين.
وتبلغ قيمة الصفقة نحو 5.2 مليارات دولار، أي ما يقرب من نصف قيمتها السوقية لمتوسط سعر السهم في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 يناير 2024.
وتشمل الصفقة بيع جميع شركات ياندكس في روسيا ومجموعة من الأسواق المجاورة.
ويرجع سبب هذا التخفيض إلى القاعدة التي فرضتها الحكومة الروسية، والتي تنص على أن أي بيع للأصول الروسية من الشركات الأم المسجلة في البلدان التي تعدها روسيا غير صديقة يخضع لحسم إلزامي لا يقل عن 50 في المئة.
وتعد هولندا ضمن فئة البلدان غير الصديقة، بصفتها عضوًا في الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على روسيا.
وتأسست ياندكس في عام 1997 وأصبحت تُعرف باسم “جوجل روسيا”، نظرًا إلى أنها باعت منتجات مشابهة إلى حد كبير لنظيرتها الأمريكية، ويشمل ذلك البحث والتجارة الإلكترونية والإعلانات والخرائط والنقل والمزيد.
وتعد روسيا السوق الرئيسية لشركة ياندكس، مع أن الشركة طرحت للاكتتاب العام في بورصة ناسداك في عام 2011 من خلال شركة قابضة تحمل الاسم نفسه مسجلة في هولندا، تلاه إدراج ثانوي بعد ثلاث سنوات في بورصة موسكو.
وكان أداء ياندكس جيدًا بصفتها شركة عامة، إذ وصل إلى ذروة سوقية بلغت مقدار 31 مليار دولار في شهر نوفمبر 2021.
وانخفضت أسهم الشركة في الأشهر التي تلت ذلك مع غزو روسيا لأوكرانيا، وأوقفت ناسداك التداول مؤقتًا قبل ذلك. وشطبت ياندكس في شهر مارس الماضي إلى جانب العديد من الشركات الأخرى التابعة لروسيا.
وأوقفت العديد من الشركات الغربية عملياتها في روسيا بسبب العقوبات، واضطر الرئيس التنفيذي ومؤسس ياندكس، أركادي فولوز، إلى الخروج من الشركة بعد وضعه على قائمة العقوبات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي.
وتخلت ياندكس في وقت لاحق عن بعض ممتلكاتها، ويشمل ذلك بيع خدمتها الإخبارية إلى منافس له علاقات وثيقة مع الدولة الروسية، وأعلنت الشركة خطط لإعادة الهيكلة من أجل إبعاد نفسها عن جذورها الروسية.
وكانت ياندكس قد قالت سابقًا أيضًا إنها قد تعيد تسمية العلامة التجارية لشركتها القابضة الهولندية، مع أن هذا لم يحدث بعد.
وأكدت ياندكس أنها لن تستخدم علامة ياندكس التجارية بعد الآن بمجرد إبرام هذه الصفقة، إذ يحتفظ الملاك الروس الجدد بالعلامة التجارية المعروفة.
وكتبت ياندكس في بيان صحفي: “نتوقع أن تطور شركاتنا الدولية علامتها التجارية في المستقبل، ونعتزم الحصول على موافقة المساهمين لتغيير الاسم القانوني للشركة في الوقت المناسب”.