مستقبل الذكاء الاصطناعي يفرّق وادي السيليكون
يتزايد الانقسام بين أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية بخصوص تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد.
ويشير أصحاب شركات رأس المال الاستثماري إلى أن هذه التقنية تعد بمنزلة شبكة الإنترنت الجديدة، بغض النظر عن المعسكر الذي ينتمون إليه.
وأعلنت شركة Andreessen Horowitz الاستثمارية أنها تخطط لبدء التبرع لأعضاء الكونجرس المتوافقين مع أهدافها المؤيدة للتكنولوجيا.
وقد أعرب عدد من المستثمرين ورجال الأعمال البارزين في مجال التكنولوجيا عن الحاجة إلى ضمان تطوير الذكاء الاصطناعي مع وضع الحواجز المجتمعية في الحسبان، مع أن مجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال الآخرين عارضوا ذلك بصوت عالٍ، وخاصة فيما يتعلق بفكرة الحاجة إلى لوائح جديدة خاصة بالتكنولوجيا.
ويدور الخلاف الرئيسي بخصوص مدى تقييد تطوير الذكاء الاصطناعي، وإذا كان من المحتمل أن يصبح الذكاء الاصطناعي يومًا ما قويًا جدًا لدرجة أنه قد يصبح تهديدًا للبشرية، أو إذا كانت هذه مجرد فكرة خيال علمي مبالغ فيها.
ويرى بعضهم أن السلامة أمر بالغ الأهمية لضمان عدم بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي بطرق من شأنها ترسيخ التحيزات المجتمعية، وللحماية من المخاطر الوجودية المذكورة سابقًا.
ويميل آخرون إلى رؤية المناقشات المتعلقة بالسلامة على أنها رقابة في الغالب، وعائق أمام تطوير التكنولوجيا.
ويدور الخلاف إلى حد كبير بخصوص كوننا بحاجة إلى لوائح مخصصة للذكاء الاصطناعي، التي من شأنها التحكم في التكنولوجيا نفسها وتقييدها. ويرى بعض الناس أن هذا الأمر يشكل امتدادًا للرقابة وخنقًا للابتكار.
ويظهر الانقسام جليًا من خلال أحداث إقالة سام ألتمان وإعادة تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI.
وبلغت الأزمة ذروتها من خلال مجلس الإدارة المُعاد تشكيله، الذي حصلت من خلاله مايكروسوفت على مقعد مراقب، إلى جانب التوتر المتزايد بين ألتمان وبعض أعضاء مجلس الإدارة الآخرين بخصوص إعطاء الأولوية لتوسيع الأعمال.
وساهم العديد من مستثمري OpenAI في جهود إعادة تعيين ألتمان، وقال المستثمر فينود خوسلا، في منشور عبر إكس: “تريد شركة خوسلا فنتشرز عودة ألتمان، وتدعمه في كل ما يفعله بعد ذلك”.
وأعلن في الوقت نفسه تحالف “مختبرات الابتكار المسؤول” مبادئ توجيهية للذكاء الاصطناعي طورها بناءً على تعليقات وزارة التجارة الأمريكية.
وشهدت هذه المبادئ التوجيهية انتقادات ورفضًا من الحشد المؤيد للتطوير، ومنهم المستثمر مارك أندرسن، الذي أوضح معارضته لهذا التعهد الجديد الذي أعلنه التحالف في منشور عبر منصة إكس.
وأدى هذا الانقسام إلى اشتعال الحرب الثقافية، إذ مع تحول حركة “الإيثار الفعال” إلى مثال للقلق الشديد بخصوص التطوير غير المقيد للذكاء الاصطناعي، ظهرت حركة مضادة تسمى “التسارع الفعال”.
ويتهم أتباع حركة “التسارع الفعال” المعسكر الآخر بأنهم من “اللوديون”، أي الأشخاص المعارضين للتكنولوجيا الجديدة، الذين يريدون تعريض البشرية للخطر من خلال حرمانها من فوائد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة على نطاق واسع.
ويستضيف أتباع حركة “التسارع الفعال” لقاءات خاصة، ويتواصلون معًا، ويدعمون جهارًا التفاؤل التكنولوجي، ويُعدون من أصحاب رأس المال المغامر.