تكنولوجيا

تاونز .. بروتوكول وتطبيق جديد للدردشة يملكه المستخدمون أنفسهم

عاد رائد الأعمال (بن روبن)، الذي أطلق سابقًا تطبيقات حققت نجاحًا هائلًا على الإنترنت، مع منتج جديد يؤسس للجيل القادم من الويب اللامركزي، ويخلص المستخدمين من التبعية لشركات التقنية الكبرى التي يملكها أفراد يتحكمون بها.

وكان (روبن) قد أطلق عام 2015 تطبيق البث المباشر عبر الأجهزة المحمولة (ميركات) Meerkat الذي سرعان ما حظي بشعبية كبيرة واستقطب كثيرًا من المستخدمين، لكنه لم يستطع الحفاظ على زخمه، بعد أن أطلقت تويتر تطبيقها المنافس (بريسكوب) Periscope، ودخول فيسبوك لاحقًا المنافسة من خلال شبكتها الاجتماعية، الأمر الذي اضطر (روبن) إلى إغلاق التطبيق بعد عام واحد فقط في آذار/ مارس 2016.

وقبل إغلاق (ميركات)، أطلق (روبن) تطبيقه الجديد (هاوس بارتي) Houseparty بوصفه خدمة للتواصل الاجتماعي تتيح للمستخدمين إجراء المكالمات المرئية الجماعية عبر الأجهزة المحمولة وسطح المكتب.

وبعد النجاح الذي حققه التطبيق، استحوذت عليه (إيبك جيمز) Epic Games عام 2019 وأدمجته في لعبتها الشهيرة (فورتنايت) Fortnite، ولكن شركة صناعة ألعاب الفيديو قررت إغلاق التطبيق أواخر عام 2021.

والآن، يعود (روبن) مع (تاونز) Towns بوصفه تطبيقًا على الويب وبروتوكولًا مفتوح المصدر للدردشة الجماعية، وهو يرفع شعار «الميادين القابلة للامتلاك للمجتمعات الرقمية».

موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:

وكُتب في الموقع الخاص بالخدمة: «على مدار العقد الماضي، كانت الميادين الرقمية التي اجتمعنا فيها عبر الإنترنت للتواصل والإبداع والمشاركة، عالقة في حدائق مُسوَّرة مملوكة لمُلَّاك يختلفون عنا. ونحن نريد أن نكون أصحاب تجربتنا عبر الإنترنت ونشعر بإحساس حقيقي بالانتماء إلى مجتمعاتنا الرقمية».

T2-M-II
T2-M-III
T2-M-IIII
m-MT-4

ولهذا السبب يأتي (تاونز) بوصفه بروتوكولًا للدردشة الجماعية وتطبيقًا مصممًا للمجتمعات الرقمية لبناء «مدن» فضلى على الإنترنت. ويسمح (تاونز) لأفراد المجتمع بامتلاك الميادين الخاصة بهم حقًا، والتواصل بحرية، من خلال بروتوكول للدردشة مشفر من طرف إلى طرف ولامركزي بالكامل، وفوق ذلك هو مملوك للمستخدمين أنفسهم.

ويُمكِّن (تاونز) المجتمعات الرقمية من إنشاء مساحات للتجمع قابلة للبرمجة وذاتية الإدارة للتواصل. ويمكن لأي مجموعة استخدام (تاونز) للتجمع والدردشة بحرية في مساحة مصممة وفقًا لاحتياجاتهم دون الحاجة إلى القلق من أن بعض المنظمات ستغير القواعد، أو تستفيد من نشاطهم، أو تسحب حقوقهم.

أما عن آلية عمل (تاونز)، فقد أوضح القائمون عليه أن كل «مدينة» تتألف من ثلاثة مكونات أساسية، وهي: (تاونز بروتوكول) Towns Protocol، و(آب تاونز) appTowns، و(المنظمة المستقلة اللامركزية لتاونز) daoTowns.

تاونز .. بروتوكول وتطبيق جديد للدردشة يملكه المستخدمون أنفسهم

ويتكون (تاونز بروتوكول) من «العقود الذكية القابلة للإنشاء»، إذ إن (تاونز) هو نظام من العقود الذكية قائم على عملة (إيثيريوم) Ethereum المشفرة، الذي يتيح للمستخدمين التحكم بمساحتهم الرقمية. وتمتاز هذه العقود بأنها قابلة للتوسيع والتكوين والترقية، مما يُمكِّن المجتمعات من كتابة قواعدها الخاصة بالاعتدال، والوصول، وتحقيق الدخل.

ويتكون البروتوكول أيضًا من شبكة لامركزية تضم نظامًا للاتصال مشفرًا من طرف إلى طرف وشبه لحظي وتحكمه عقود (تاونز) الذكية، وتدعمه شبكة من العُقد اللامركزية والموزعة لإثبات الحصة.

ومن خلال appTowns، فإن التكامل المباشر المُحكم مع منظومة الجيل التالي من الويب web3 داخل التطبيق، يتيح للمستخدمين فرصًا جديدة للتفاعل مع مجتمعاتهم بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

وقال (روبن) لموقع (تك كرنتش) TechCrunch: «هذا ليس مجرد مشروع للعملات المشفرة، إنه طريقة جديدة للتفكير في الشبكات الاجتماعية كشبكة يملكها ويديرها مكوناتها».

وبالنسبة للمستخدمين الأقل اهتمامًا بالعملات المشفرة، ولكنهم ما زالوا مفتونين بمبدأ اللامركزية لـ (تاونز)، فإن الأخير سيظهر أيضًا كمجموعة من التطبيقات، بدءًا من تطبيق تجريبي مبكر (ألفا) alpha، يمكن الانضمام إليه الآن وفق نظام الدعوات.

ومن المقرر إطلاق إصدار تجريبي (بيتا) beta أوسع يتيح لأي شخص إنشاء مجتمعه الخاص باستخدام بروتوكول (تاونز) في شهر أيلول/ سبتمبر القادم، ثم تطبيق ويب للأجهزة المحمولة في الأشهر المقبلة، ثم تطبيقات أصلية بعد ذلك. وفي المستقبل، يتوقع (روبن) أن يكون هناك العديد من تطبيقات (تاونز) التي يصنعها المستخدمون باستخدام بروتوكول المشروع.

أما الآن، فيمكن للمستخدمين الدخول إلى «مدن» المشروع باستخدام محافظهم من العملات المشفرة، ولكن لاحقًا سيكون بالإمكان الدخول عن طريق (مفاتيح المرور) Passkeys، التي تُعدّ الجيل القادم من تقنية تسجيل الدخول.

يُشار إلى أن تجربة المستخدم لتطبيق (تاونز) على الويب تشبه إلى حد كبير منصة الدردشة (ديسكور) Discord، الذي يتيح للمستخدمين إنشاء مجتمعات ذات اهتمامات مختلفة والتواصل من خلالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى