مراجعة كتاب Re-DeFi-ne إعادة تعريف Web 3.0.. رﺣﻠﺔ اﺳﺘﻜﺸﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ البلوكتشين وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ المشرق
نشر الكاتب والخبير التقني الأستاذ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻼل ﺑﺪوي كتابه (Re-DeFi-ne إعادة تعريف Web3.0) الذي يُعد خارطة طريق لكل من يود فهم عالم الويب 3 (Web 3.0)، وتقنيات البلوكتشين (Blockchain)، وتطبيقاتها (dApp) وإعادة تعريف المصرفية اللامركزية (DeFi) وترميز الأصول (Tokenization)، واستكشاف الفرص العظيمة التي توفرها هذه التقنيات.
نبذة عن اﻟﻤﺆﻟﻒ:
المؤلف هو الأستاذ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻼل ﺑﺪوي، من ﻣﻮاﻟﻴﺪ مدينة اﻟﺮﻳﺎض عام 1978، صاحب خبرة طويلة في مجال التقنية، إذ ﻳﻌﻤﻞ في هذا المجال ﻣﻨﺬ ﻗﺮاﺑﺔ 30 ﻋﺎﻣًﺎ، ﻗﺎم خلال رحلته ﺑﺘﺄﻟﻴﻒ ﻋﺪة ﻛﺘﺐ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ورﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل، وأمضى آخر 5 ﺳﻨﻮات من عمره ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻣﻨﺼﺎت وﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ (FinTech)، حيث أسس شرﻛﺎت رﻳﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل، وﻳﺪﻳﺮ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﻣﺼﻨﻊ الشركات (Ventures Builders) في السعودية، الذي يعد واحد من أواﺋﻞ مصانع الشركات اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل (Web3.0).
مقدمة:
أصبحت الآن تقنية (البلوكتشين) التي تعُرف باسم سلسلة الكتل واحدة من أهم ابتكارات القرن الحادي والعشرين نظرًا إلى تأثيرها الكبير في مختلف القطاعات، ابتداءً من التمويل إلى التصنيع وكذلك التعليم، فمنذ أن بدأت شعبيتها بالنمو قبل بضع سنوات، ظهر عدد من التطبيقات لها مما أكد على قوة التأثير المتوقع لهذه التقنية مع احتدام السباق على الاقتصادات الرقمية.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ولكن أكبر وأهم تأثير متوقع لها في المستقبل القريب هو الجيل الثالث للإنترنت (Web 3.0) الذي يُوصف بأنه مستقبل الإنترنت، حيث سيكون هذا الويب لا مركزيًا وديمقراطيًا، كما تُعد كل من العملات الرقمية المشفرة، و(التمويل اللامركزي) DeFi، و NFTs، و DAOs جزءًا من محاور هذا الويب الجديد المستند إلى (البلوكتشين)، الذي سيعيد تشكيل طريقة عمل الويب الذي نعرفه حاليًا.
لذلك تمثل البلوكتشين نقلة نوعية في كيفية تخزين البيانات ونقلها والقيام بالمعاملات عبر الإنترنت. إذ إن أساسها الشفافية والأمان واللامركزية، ويمكن توظيفها بشكل كبير في المصرفية وصناعة المال وكذلك الحال في مجموعة متنوعة أخرى من الصناعات بما يشمل الصحة والتعليم واللوجستيات وغيرها.
يأخذنا الأستاذ بدوي في كتابه (Re-DeFi-ne إعادة تعريف Web3.0) في رحلة إلى عالم (البلوكتشين) وتقنياته منذ البداية، وحتى أحدث التقنيات المتاحة الآن، إذ يبدأ كل فصل بتعريف للتقنية الجديدة قبل شرحها وتقديم استخدامات لها، كما أن كل فصل يمهد للفصل الذي يليه، يبدأ الكتاب بالمصرفية اللامركزية والنظام البنكي، ثم العملات المشفرة والرموز والترميز والمحافظ الإلكترونية، حتى نصل إلى ﺑﺮﻣﺠﺔ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺬﻛﻴﺔ وﺑﻨﺎء واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ.
ينقسم كتاب (Re-DeFi-ne إعادة تعريف Web3.0) إلى ستة فصول، وهي:
- الفصل الأول: المصرفية اللامركزية والنظام البنكي.
- الفصل الثاني: مفهوم تكنولوجيا البلوكتشين.
- الفصل الثالث: العملات المشفرة وترميز الأصول.
- الفصل الرابع: التطبيقات والاستخدامات.
- الفصل الخامس: تحديات ومستقبل تكنولوجيا البلوكتشين.
- الفصل السادس: تطوير وبرمجة العقود الذكية.
دعنا نستكشف كل فصل من فصول هذا الكتاب بالتفصيل، لنغوص في عالم البلوكتشين وتقنياته:
المصرفية اللامركزية والنظام البنكي:
يوضح الكاتب في الفصل الأول من كتاب (Re-DeFi-ne إعادة تعريف Web3.0) ماهية المصرفية؛ إذ يبدأ بنبذة عن المصارف ومتى بدأت؟ ثم ينتقل إلى المصرفية الإلكترونية (eBanking- Internet Banking)، والبنك المركزي، والمصرفية المفتوحة (Opening Banking) وإيجابياتها، والمصرفية اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ (Decentralized Finance–DeFi) وإيجابياتها والمخاوف والتحديات التي تواجهها ثم يختم الفصل بذكر بعض التطبيقات اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ التي تقدمها المصرفية اللامركزية اليوم.
مفهوم تكنولوجيا البلوكتشين:
يركز بدوي في الفصل الثاني في تقنية سلاسل الكتل – التي تُعرف باسم البلوكتشين – حيث يبدأ بتعريفها وذكر ﺑﻌﺾ ميزات وتقنيات الأمان التي تستخدمها هذه التقنية، ثم يأخذنا في رحلة سريعة مع (ساتوشي ناكاموتو) Satoshi Nakamoto صاحب الورقة البيضاء التي شكلت حجر الأساس لنظام العملة المشفرة البيتكوين (BitCoin) وشبكات البلوكتشين، إذ قدمت هذه الورقة وصفًا تقنيًا لكيفية عمل العملة الرقمية اللامركزية ليمكن استخدامها للمعاملات المالية دون الحاجة إلى وسيط تقليدي.
ثم ينتقل بنا الكاتب إلى التشفير أو ما يعرف باسم الهاش (Cryptographic Hashing)، والسجلات الموزعة (Distributed Ledger Technology – DLT)، وفي النهاية يصل بنا إلى تقنية العقود الذكية (Smart Contracts).
العملات المشفرة وترميز الأصول:
ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻌﻤﻼت اﻟﻤﺸﻔﺮة وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺒﺎدل اﻟﻘﻴﻤﺔ عبر الإنترنت، ويمكن استخدامها لشراء السلع والخدمات، أو للاستثمار، وهي تعتبر جزءًا من تطور تكنولوجيا شبكات البلوكتشين وتقنيات العملات الرقمية. لذلك يستعرض الكاتب في الفصل الثالث كل ما تحتاج إلى معرفته عن العملات المشفرة (Crypto Currencies)، ابتداءً من شرح ما هي العملات المشفرة؟ وبعض خصائصها الرئيسية، ونماذج التحقق المستخدمة، ومرورًا بالتعدين ومعرفة أنواع العملات المشفرة والخصائص الرئيسية لكل عملة، وحتى الطرح العام للعملات المشفرة (ICO – Initial Coin Offering).
ثم ينتقل بنا الكاتب بعد ذلك إلى الرموز والترميز (Token & Tokenization)، حيث سنعرف ما الرموز (Tokens)، وما الفرق بينها وبين العملات المشفرة (Cryptocurrencies)، وما الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT-Non-Fungible Token) ومزاياها، وما الرموز المدعومة بأصول ملموسة (Token Backed By Assets)؟ حتى يصل بنا إلى المال القابل للبرمجة (Programmable Money) والرموز العاكسة (Real World Token (Mirror Token.3.
التطبيقات والاستخدامات:
بعد معرفة العملات المشفرة وترميز الأصول ينتقل بنا الكاتب إلى تطبيقات واستخدامات هذه التقنيات، وبدأ بالمحافظ الإلكترونية (E-Wallet) وأنواعها الرئيسية مع ذكر أمثلة، ثم المنظمات اللامركزية المستقلة (DAOs)، وهي هياكل تنظيمية أي منظمات أو مؤسسات تعتمد على شبكات البلوكتشين، وتُدار بواسطة العقود الذكية لإدارة الأنشطة واتخاذ القرارات بشكل آلي ولا مركزي، وهنا تُعد البلوكتشين هي التقنية الأساسية للعمل في هذه المنظمات، حيث تسمح بتنفيذ القرارات بشفافية دون الحاجة إلى وجود جهة وسيطة.
بعد ذلك؛ سنعرف منصات تداول العملات الرقمية (Decentralized Crypto Exchanges)، وبعض الأمثلة لمنصات تداول العملات الرقمية اللامركزية، ثم أمثلة لمنظمات وتطبيقات لا مركزية (DAO’s Organizations, Platforms & Apps).
تحديات ومستقبل تكنولوجيا البلوكتشين:
يواجه عالم البلوكتشين مجموعة من التحديات المتعلقة بالتشريعات القانونية، فمع تطور هذه التقنية وانتشارها ظهرت الحاجة إلى إنشاء تشريعات وقوانين تتناسب معها، لذلك في الفصل الخامس يركز الكاتب في التشريعات والقوانين والتوافق مع الشريعة الإسلامية (Regulations, Compliances & Shariah-compliant).
ثم ينتقل بنا في رحلة مع أهم التجارب الإقليمية، حيث سنتعرف تجارب استخدام تقنية البلوكتشين في كل من: المملكة العربية السعودية، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان.
تطوير وبرمجة العقود الذكية:
تتطلب برمجة العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية مهارات تقنية محددة وفهمًا للتقنيات المتعلقة بالبلوكتشين والتطبيقات اللامركزية، لذلك ركز الأستاذ بدوي في الفصل الأخير من كتابه في الخطوات اللازمة لتطوير هذا النوع من التطبيقات؛ ابتداءً من كيفية اختيار شبكة البلوكتشين المناسبة، وتحديد الأهداف والمتطلبات، ومرورًا باختيار لغة البرمجة حيث ذكر لغات البرمجة المناسبة لذلك ومزاياها، وحتى التسويق والاعتماد.
الخاتمة:
ﺗﻤﺜﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ البلوكتشين ﺗﺤﻮﻻً ﺟﺬرﻳًﺎ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ تفكيرنا ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ واﻟﺜﻘﺔ واﻷﻣﺎن، وﺗﻔﺘﺢ أﺑﻮاﺑًﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻼﺑﺘﻜﺎر وتغيير طريقة التعامل مع البيانات والمعاملات عبر الإنترنت، وﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻘﺪم ﻟﻚ ﻓﻬﻤًﺎ أﺳﺎﺳﻴًﺎ ﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ البلوكتشين، وﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت.
لذلك إذا كنت تريد استكشاف عالم البلوكتشين، أو بدأت باستكشاف هذا العالم فعلًا، ولكن وجدت نفسك تائهًا بين المصادر والكتب الكثيرة فهذا الكتاب يقدم لك رحلة استكشافية مبسطة وممتعة في هذا العالم. ويمكنك تحميل كتاب (Re-DeFi-ne إعادة تعريف Web3.0) مباشرة عبر هذا الرابط.