لماذا لن تحل أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي محل محرك بحث جوجل؟

شهدت محركات البحث تطورًا كبيرًا مع ظهور أدوات البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي توفر إجابات سريعة وملخصات دقيقة للمعلومات. ومع ذلك، من غير المُتوقع أن تحل هذه الأدوات محل محرك بحث جوجل التقليدي بنحو كامل في الوقت الحالي. وهناك عدة أسباب لذلك سنوضحها فيما يلي:
1- محدودية تحديث المعلومات في أدوات الذكاء الاصطناعي
واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي هي أن المعلومات التي توفرها قد تكون قديمة. ففي كثير من الأحيان، تُعيد هذه الأدوات عرض مصادر لم تُحدّث منذ سنوات؛ مما قد يؤثر في دقة النتائج عند البحث عن معلومات حديثة أو متغيرة باستمرار.
في المقابل، تُحدّث خوارزميات محرك بحث جوجل نتائج البحث باستمرار؛ مما يضمن ظهور أحدث المقالات والأخبار ومقاطع الفيديو في الصفحة الأولى. وهذه المزية تجعل محرك بحث جوجل أكثر موثوقية، خاصة عند الحاجة إلى بيانات حديثة ودقيقة.
2- محرك بحث جوجل أكثر دقة فيما يتعلق بالتحقق من الحقائق
عند مقارنة أدوات الذكاء الاصطناعي بمحرك بحث جوجل فيما يتعلق بالتحقق من صحة المعلومات، نجد أن جوجل ما يزال يتفوق في هذا المجال. على سبيل المثال: بعض أدوات الذكاء الاصطناعي قد تقدم إجابات متضاربة أو غير دقيقة بسبب اعتمادها على مصادر قديمة أو غير موثوقة، أو قد تعرض مصادر غير صحيحة، مما يجعل عملية التحقق من المعلومات صعبة.
في المقابل، توفر محركات البحث التقليدية مجموعة واسعة من المصادر التي تظهر بوضوح في صفحة نتائج البحث، مما يمنح المستخدمين فرصة للتحقق من صحة المعلومات بأنفسهم. وهذا يجعل محرك بحث جوجل أداة أكثر موثوقية عند البحث عن الحقائق والمعلومات الدقيقة.
3- صعوبة وصول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى شريحة واسعة من المستخدمين
لكي تتمكن تقنية جديدة من أن تحل محل تقنية قديمة بالكامل، يجب أن تحظى بانتشار واسع بين المستخدمين العاديين، وليس فقط بين المهتمين بالتكنولوجيا. وحتى مع الاهتمام الكبير بتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، فإن استخدامها ما يزال محدودًا في مجال البحث عبر الإنترنت مقارنة بمحرك بحث جوجل، الذي أصبح استخدامه جزءًا من العادات اليومية للملايين حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يرغبون في الاعتماد على الأدوات الجديدة، خاصة إذا لم تقدم لهم تجربة استخدام مختلفة بنحو جذري عن تجربة محرك بحث جوجل.
4- صعوبة تغيير العادات الراسخة عند المستخدمين
مع أن أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي سهلة الاستخدام، فإن تغيير العادات القديمة ليس بالأمر السهل. فمنذ أكثر من 20 عامًا أصبح محرك بحث جوجل محرك البحث الافتراضي لمليارات الأشخاص الذين اعتادوا على استخدامه في حياتهم اليومية.
حتى مع ظهور تقنيات جديدة، يظل العديد من الأشخاص متمسكين بعاداتهم القديمة. على سبيل المثال: ما يزال هناك من يقرأ الصحف المطبوعة أو يشاهد قنوات التلفاز التقليدية، حتى مع توفر منصات الأخبار الرقمية وخدمات البث الحديثة.
ولكي تحقق أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي تحولًا حقيقيًا، يجب أن تكون أسهل وأفضل بنحو واضح من الأدوات الحالية، وهو أمر لم يتحقق بَعد.
5- سهولة استخدام محرك بحث جوجل
من الأسباب الرئيسية التي تجعل جوجل يحافظ على مكانته سهولة استخدامه. فكل ما عليك فعله هو كتابة استفسارك والضغط على زر Enter، لتظهر لك النتائج. وأما أدوات البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، فهي سهلة الاستخدام بنحو عام، لكنها تتطلب أسلوبًا مختلفًا في التفاعل، مثل إدخال استفسارات بأسلوب المحادثة. كما أن بعض هذه الأدوات تمتلك واجهات غير مألوفة للمستخدم العادي؛ مما يجعل تجربة استخدامها أكثر تعقيدًا مقارنة بمحرك بحث جوجل.
الخلاصة
مع أن أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي توفر مزايا عديدة، وتؤدي دورًا مهمًا في تحسين تجربة البحث عبر الإنترنت، فإنها لن تحل محل محرك بحث جوجل التقليدي بالكامل في الوقت الحالي. فمحرك بحث جوجل التقليدي يتمتع بواجهة استخدام بسيطة، ويعرض النتائج الحديثة في المقدمة، كما أنه يُتيح طريقة أسهل للتحقق من الحقائق، بالإضافة إلى أن ملايين الأشخاص اعتادوا استخدامه يوميًا والكثير منهم يجدون صعوبة في تغيير هذه العادة.