عمال منصة تابعة لأمازون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتدريب الذكاء الاصطناعي
كشف تقرير جديد بأن عمال منصة (ميكانيكال تورك) Mechanical Turk التابعة لشركة أمازون يستخدمون نماذج اللغة الكبيرة في تدريب الذكاء الاصطناعي.
وسمحت منصة (ميكانيكال تورك)، التي أُطلقت عام 2005، للناس بجني بعض المال من خلال إكمال مهام صغيرة، مثل: التحقق من صحة البيانات، أو عمليات النسخ البسيطة التي «تتطلب ذكاءً بشريًا».
وتقوم الفكرة الأساسية للمنصة على «تقسيم المشروع اليدوي الذي يستغرق وقتًا طويلًا إلى مهام صغرى وأكثر قابلية للإدارة ليُكملها العمال الموزعون عبر الإنترنت»، على حد تعبير أمازون.
ولكن المنصة، التي سُميت على اسم آلة لعبة الشطرنج التي يُفترض أنها ميكانيكية وتعود إلى القرن الثامن عشر والتي كان فيها شخص يتحكم فيها، قد استُخدمت بالفعل لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي أيضًا.
ولكن مع ظهور روبوتات الدردشة القوية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، بدأت الديناميكيات في التحول بدرجة عميقة. فوفقًا لتقرير من موقع (تك كرنش) TechCrunch التقني، فقد وجد الباحثون في مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية في سويسرا أن عددًا كبيرًا من عمال منصة (ميكانيكا تورك) يستخدمون بالفعل نماذج اللغة الكبيرة لأتمتة عملهم.
وغرّد (مانويل ريبيرو)، المرشح للدكتواره في مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية، والمؤلف المشارك لورقة بحثية لم يراجعها بعد النظراء، قائلًا: «إن أحد مصادرنا الرئيسية للبيانات البشرية لم يعد ’بشريًا بالكامل!’».
وأضاف: «نحن نُقدِّر أن نسبة تتراوح بين 33 و46 في المئة من العاملين في شركة (ميكانيكا تورك) يستخدمون نماذج اللغة الكبيرة في مهمة إنتاج النصوص، وقد تزداد هذه النسبة عندما يصبح (شات جي بي تي) ChatGPT وأمثاله أكثر شعبية وقوة».
وبعبارة أخرى، يستخدم البشر أنظمة الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الصغيرة التي كانت تُعد في الأصل معقدة للغاية بالنسبة للآلات.
وفي بعض الحالات، قد يعني ذلك أن البشر يستخدمون نماذج الذكاء الاصطناعي لتدريب الذكاء الاصطناعي، وذلك في أحدث مثال على ما يُسمى بـ «قاعة المرايا الغريبة» التي تُستخدم فيها بيانات الذكاء الاصطناعي لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهذا يؤدي على الأرجح إلى التضليل والفوضى.
وأشار موقع (تك كرنش) إلى أن هذا ليس مفاجئًا، فقد تطورت أنظمة الذكاء الاصطناعي بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية، مع أدوات قوية، مثل: (شات جي بي تي) من (أوبن أي آي)، و(بارد) من جوجل التي تعمل بصورة متزايدة على طمس الخطوط بين البشر والآلات.
ويُشار إلى أن عمال منصة أمازون يتقاضون أجورًا قليلة جدًا في كثير من الأحيان لكل مهمة. فإن كان بإمكان أداة تعمل بنظام نماذج اللغة الكبيرة تسريع هذه المهام، فمن الصعب إلقاء اللوم على العمال في السير في طريق الأتمتة، خاصة بالنظر إلى عدم وجود إشراف كبير من أمازون، وفقًا لموقع (تك كرنش).
وأشار الباحثون إلى أن هناك بعض الأسباب التي تدعو للقلق حيث يصبح التمييز بين البيانات التي ينشئوها الإنسان والذكاء الاصطناعي أصعب.