دولة أوروبية تستعين بروبوت مثل ChatGPT لينقل إليها هموم المواطنين
كشف رئيس وزراء رومانيا عن زميل جديد في حكومته، وهو «مستشار ذكي» يتحدث بصوت عميق من داخل مرآة، ويُوصف بأنه أول مساعد حكومي في العالم يعمل بالذكاء الاصطناعي.
ويدّعي رئيس الوزراء (نيكولاي سيوكا) أن الروبوت، الذي يطلق على نفسه اسم (أيون) Ion، قادر على تفسير آراء سكان البلاد ونقلها إليه وإلى حكومته، ومساعدتهم في اتخاذ القرارات.
وقال (سيوكا): «سوف يفعل أيون، من خلال الذكاء الاصطناعي، ما لا يستطيعه أي إنسان، وهو الاستماع إلى الرومانيين جميعهم وتمثيلهم أمام حكومة رومانيا».
وقال الروبوت، حينما طلب منها (سيوكا) تقديم نفسه في اجتماع عام بث التلفزيون الروماني يوم الأربعاء: «مرحبًا، لقد أحييتني. أنا أيون. دوري الآن هو تمثيلك».
ويقول المسؤولون إن الروبوت سيساعد الوزراء في صياغة سياسات تكون أكثر ارتباطًا بشواغل الناخبين وهمومهم اليومية، وسوف يتمكن يومًا ما من اقتراح أفكاره الأصلية.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وفقًا لوزير الأبحاث الروماني، فإن الروبوت يستخدم الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية للتعرف تلقائيًا على آراء الرومانيين التي شُوركت على وسائل التواصل الاجتماعي، أو أُرسلت إلى بوابة خاصة أُنشئت حديثًا. ثم يقوم الروبوت بتجميع أفكارهم في فئات، وإعطاء الأولوية لأهمها، وتوصيل المعلومات إلى صانعي القرار الحكوميين.
وقال (سيباستيان بوردوجا)، وزير الأبحاث الروماني، في مقابلة هاتفية يوم الخميس مع صحيفة (وول ستريت جورنال): «إننا نعتقد أن أيون هو أول مستشار حكومي يعمل الذكاء الاصطناعي في العالم».
وقال إن الروبوت، الذي طورته وزارته، ما زال في «مرحلة التعلم»، ودعا الرومانيين لتعليمه اهتماماتهم اليومية عن طريق نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال (بوردوجا): «سيأخذ أيون كل هذه المعلومات وسيبدأ الإبلاغ عن النتائج، التي ستكون موجهة لرئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء المعينين».
PM @NicolaeCiuca: As of today, the Government of 🇷🇴 Romania has the first government adviser running on AI, a good example of emerging technologies in public service.
Congratulations to the 🇷🇴 researchers on this project that brings us closer to citizens! pic.twitter.com/yP5b5pOs5i— GuvernulRomâniei (@GuvernulRo) March 1, 2023
وتعتقد الحكومة أن الروبوت، الذي سيقرأ تلقائيًا منشورات وسائل التواصل الاجتماعي لجمع الآراء، ستسمح لها باتخاذ قرارات أكثر كفاءة.
ومع ذلك، يُبدي بعضهم تشككهم من التقنية، ويثيرون مخاوف أخلاقية من أن الخوارزمية، التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة القرارات ذات الأولوية، قد تكون متحيزة بحد ذاتها، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات متحيزة، ثم إنها لن تجمع في الغالب إلا آراء المواطنين النشيطين على وسائل التواصل، مما يعني تهميش هموم المواطنين البعيدين عن التقنية.
وفي النهاية، يأمل مهندسو (أيون) في تعليمه صياغة مقترحات سياسية استباقية لوزراء الحكومة للنظر فيها، وهو احتمال يُأجج الجدل الناشئ بشأن دور الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، وفي العمليات الديمقراطية على وجه الخصوص.
وبالإضافة إلى تقديم التقارير إلى السياسيين كتابةً، فإن الروبوت يتحدث إليهم أيضًا، إذ له صوت عميق يشبه صوت الذكور.
وتبشر بوخارست بالتقنية بوصفها ابتكارًا ديمقراطيًا يسمح للرومانيين، عن قصد ودون علم، بالتأثير في صنع القرار على أعلى مستويات الحكومة، دون الحاجة إلى انتظار الانتخابات.
ويسمح الذكاء الاصطناعي للحكومة بتجميع كميات هائلة من البيانات عن مخاوف الناس في الوقت الفعلي، وهو أمر يعتقد المسؤولون أنه غير ممكن حاليًا بدون التقنية.
هذا، وقد استجاب الرومانيون حتى الآن للدعوة بفيض من شكاوى على وسائل التواصل الاجتماعي عن الحياة اليومية، ومن ذلك: المخاوف المتعلقة بالفساد، والتضخم المرتفع، وحتى سياسة المعاشات التقاعدية الحكومية.
ومع تزايد انتشار استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لإكمال الوظائف اليومية، تتسابق الحكومات لوضع بروتوكولات أخلاقية لاستخدامها في عمليات صنع القرار في القطاع العام، إن كان ذلك مسموحًا في الأصل.
ويتمثل أحد المخاوف في أن الخوارزميات التي تقوم عليها الآلات قد تعكس التحيزات البشرية الحالية، مما يعني أن مخرجاتها قد تكون ملوثة أيضًا بالتحيز. وهناك مصدر قلق آخر هو أنهم قد يكونون عرضة لهجمات القرصنة أو البريد العشوائي.
وتقول السلطات الرومانية إن (أيون) سيكون محميًا من البريد العشوائي باستخدام التقنية التي تسمح له بالتأكد من الطرف الآخر هو بشر وليس آلة.