كيف يساعدنا الذكاء الاصطناعي في اكتشاف المنتجات المُقلدة؟
أصبح العالم اليوم سوق مترابط بفضل الإنترنت، ولكن هذا أدى إلى زيادة متسارعة في عمليات التزييف والمنتجات المُقلدة، وزاد الأمر تعقيدًا مع تطور الذكاء الاصطناعي وظهور أنواع معقدة من التزييف يصعب كشفها بسهولة، ولكن هل يمكن أن يساعدنا الذكاء الاصطناعي نفسه في التغلب على هذه المشكلة؟
تُعد السلع المُقلدة مشكلة خطيرة على مستوى الاقتصاد، وفي حين أن التقديرات تختلف، فإن المبلغ الإجمالي للسلع المزيفة المُباعة كل عام يتراوح بين 1.7 تريليون دولار و 4.5 تريليونات دولار، مما يجعل التقليد على الأقل عاشر أكبر اقتصاد عالميًا.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التقليد أيضًا في قدرة المستهلك على الوثوق بالسلع الأصلية، إذ وجدت شركة (IncoPro) لحماية العلامة التجارية والملكية الفكرية أن 52% من المستهلكين فقدوا الثقة في العلامة التجارية بعد شراء سلعة مزيفة عبر الإنترنت، بينما فقد 64% الثقة في الأسواق عبر الإنترنت، وقد أدى هذا إلى توقف Nike عن بيع منتجاتها في أمازون.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في اكتشاف المنتجات المُقلدة؟
تقدم شركة (Alitheon) تطبيقًا يُسمى (FeaturePoint) يستند في عمله إلى الذكاء الاصطناعي، ويمكنه اكتشاف المنتجات المقلدة والمزيفة عن طريق التقاط صورة للمنتج بالهاتف الذكي فقط.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويعمل التطبيق مع كافة المنتجات سواء كانت قطع غيار السيارات أو مستحضرات التجميل أو الأحذية الرياضية، أو المنتجات الباهظة الثمن مثل المقتنيات الفنية أو الساعات وحتى سبائك الذهب.
ما هي آلية عمل تطبيق FeaturePoint؟
يتيح تطبيق (FeaturePoint) التقاط صور للمنتج الأصلي المراد التحقق منه، ثم يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل صورة المنتج، ومن ثم بناء بصمة رقمية للمنتج مكونة من أكواد رقمية مميزة، بدلًا من طريقة استخدام الرموز الشريطية (Barcode) التقليدية أو أكواد الاستجابة السريعة (QR Codes)، أو تقنية تحديد الهوية بموجات الراديو (RFID) وفقاً لما نشرته الشركة عبر موقعها الرسمي.
وأوضحت الشركة أن أي منتجين من النوع نفسه من إنتاج الشركة نفسها، لا يمكن أن يكونا متطابقين بنسبة 100%، لذلك يستخدم التطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل: تقنية (machine vision)، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي البصرية (optical AI algorithms) لمسح التفاصيل السطحية الدقيقة للعناصر المادية للمنتج وهو خارج من خط الإنتاج، وتحويلها إلى (هوية رقمية مميزة) unique mathematical identity، يمكن أن نطلق عليها البصمة الرقمية لكل منتج وهو ما تكون مشابهة للمقاييس البيومترية لدى البشر.
وبذلك تُخزن البصمة الرقمية المميزة للمنتجات في قاعدة بيانات التطبيق، وعند المصادقة أو تحديد الهوية يلتقط التطبيق صورة جديدة للمنتج ويقارنها بالمرجع المحفوظ لديه لتحديد هل المنتج أصلي أم مُقلد.
وبذلك سيكون التطبيق قادر على تحديد المنتجات الأصلية من خلال البصمة الرقمية لكل منتج، وبالتالي سيكون من السهل رصد المنتجات المزيفة أو المقلدة.
ولتجنب الاحتيال، إذ إن هذه البصمة الرقمية للمنتجات قد تتغير أو تُنسخ، تؤكد الشركة أنها تستخدم تقنيات البلوك تشين (Blockchain) لتخزين البصمة الرقمية، كما يوفر تطبيق (FeaturePrint) تاريخ مراجعته لكل منتج، ويمكنه تعرّف العناصر التالفة أو المكسورة، ويعمل بغض النظر عن اختلاف زاوية التقاط الصور للمنتج.
تجدر الإشارة إلى أن المنتجات التي سُجل لها بصمة رقمية في التطبيق هي فقط المنتجات التي يمكن التحقق من أصالتها. كما أن الشركة لم تطرح التطبيق لعموم المستخدمين في متاجر التطبيقات، ولكن حتى الآن توفره كحل للشركات لمصادقة منتجاتها وتتبعها.
الجدير بالذكر أن هناك عدة شركات تستخدم هذا التطبيق الآن لحماية منتجاتها من التقليد، ومنها: شركة (Fast Sneaks) للأحذية، وجمعية سوق السبائك في لندن (London Bullion Market Association) لمصادقة سبائك الذهب التي تتلقاها للتأكد من أنها شرعية وذات مصدر قانوني.