بعد كلمة الحية.. هل تذهب “إسرائيل” لاتفاق شامل مع “حماس”؟

يهدد استمرار العدوان على قطاع غزة وعدم الوصول إلى اتفاق شامل، حياة الأسرى الإسرائيليين المتواجدين لدى المقاومة الفلسطينية والذي يقدر عددهم بالـ59 أسيراً
بشكل واضح وبدون مواربة، أبدى رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة خليل الحية، استعداده للانخراط في مفاوضات فورية مع “إسرائيل” للتوصل لاتفاق شامل لتبادل الأسرى شريطة وقف الحرب.
وأوضح الحية خلال كلمة مصورة له (الخميس 17 أبريل الجاري) مواقف “حماس” من المفاوضات وتتمثل في عقد اتفاق شامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وعدم إعطاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي فرصة للاستمرار في الاتفاقات الجزئية.
كما أكد على ضرورة أن يشمل الاتفاق انسحاباً تاماً لقوات الجيش الإسرائيلي من غزة، وبدء عملية الإعمار وإنهاء الحصار.
تسوية شاملة
يعكس تصريح الحية توجه “حماس” نحو البحث عن تسوية شاملة لإنهاء الحرب المستمرة من 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة، وفتح قنوات الحوار السلمي وتقديم حل شامل يجمع بين إنهاء الحرب وتلبية احتياجات الناس.
وجاء تصريح الحية في سياق الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء العدوان، ويشكل موقف “حماس” أيضاً أداة من أدوات الضغط على “إسرائيل”.
وحذر رئيس حركة “حماس” من أن “الاتفاقات الجزئية تُستخدم من قبل نتنياهو وحكومته كغطاء سياسي لمواصلة حرب الإبادة والتجويع، حتى لو كان الثمن هو التخلي عن جنوده الأسرى”، مضيفاً: “لن نكون جزءاً من تمرير هذه السياسة”.
كما شدد على أن المقاومة الفلسطينية وسلاحها “حق طبيعي وشرعي مرتبط بوجود الاحتلال، ولا يمكن المساومة عليه” مؤكداً أن “هذا الحق كفلته كافة القوانين الدولية، كما هو الحال لدى جميع الشعوب الواقعة تحت الاحتلال”.
ولم ترد “إسرائيل” رسمياً على تصريحات الحية، لكن وزراء إسرائيليين أكدوا مراراً على ضرورة نزع سلاح “حماس” تماماً، وعدم السماح لها بلعب أي دور في إدارة غزة مستقبلاً.
ويحاول الوسطاء القطريون والمصريون إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في يناير الماضي، قبل أن ينهار عندما استأنفت “إسرائيل” العمليات العسكرية في مارس الماضي.
موقف حاسم
الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا أوضح في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن “الحية أوصل رسائل حركة حماس حول الاتفاق وأبرزها، أنه لا حاجة إلى شروط إضافية أو تفاوض لا نهاية له، حيث وضعت المقاومة الكرة بالكامل في ملعب الاحتلال، وبات مكشوفًا أمام العالم بلا مبررات”.
كما اعتبر أن “السياسة الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو، باتت مفضوحة، خاصة مع رفض واضح لأي حلول حقيقية، والاستمرار بإجراء مناورة مكشوفة لفرض شروط استسلام، وليس اتفاقاً متوازناً، ومحاولة استثمار الحرب لأهداف سياسية داخلية”.
واللافت حسب القرا، أن “الداخل الإسرائيلي بما فيه المؤسسة الأمنية وعائلات الأسرى إلى جانب الولايات المتحدة والوساطة القطرية المصرية في جهة واحدة لإنهاء الحرب، بينما نتنياهو وحده في جهة أخرى يراوغ ويعطل ويغامر بمصير الأسرى”.
وأوضح أن “الصراع ليس فقط مع المقاومة، بل مع الداخل الإسرائيلي نفسه ومع حلفائه الدوليين” مشيراً إلى أن “الخيارات أمام الاحتلال واضحة، وهي إما إنهاء الحرب واستعادة الأسرى، أو مواصلة الغرق في مأزق سياسي وعسكري بلا مخرج”.
مصير الأسرى
يهدد استمرار العدوان على قطاع غزة وعدم الوصول إلى اتفاق شامل، حياة الأسرى الإسرائيليين المتواجدين لدى المقاومة الفلسطينية والذي يقدر عددهم بالـ59 أسيراً، خاصة أن جيش الاحتلال لم يستطع الوصول إليهم ولا يوجد أي خيارات لإخراجهم إلا بصفقة تبادل.
ووفقا لاستطلاع لصحيفة “معاريف” العبرية في أبريل الماضي، فإن 62% من الإسرائيليين أعربوا عن تأييدهم صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء القتال وسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد موسى، أن مصير الأسرى الإسرائيليين مرتبط بإبداء نتنياهو مرونة من أجل إيقاف العدوان على قطاع غزة بشكل نهائي، وحصول حركة “حماس” على ضمانات تلزم “إسرائيل” على عدم العودة للقتال من جديد كما فعلت بعد وقف إطلاق النار الأخير في يناير الماضي.
كما يضيف في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “ورقة الأسرى هي ورقة الضغط الوحيدة والقوية الموجودة لدى حركة حماس، لذلك لن تتخلى عنها بسهولة إلا بتحقيق مطالبها وهي إنهاء الحرب، والبدء في إعادة إعمار قطاع غزة، وتنفيذ صفقة تبادل”.
ويوضح موسى أن “استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتعنت نتنياهو، يهدد حياة الأسرى الإسرائيليين ويجعل مصيرهم مهدداً، وإمكانية قتلهم بالقصف الإسرائيلي أو جوعاً، أو بسبب هدم توفر الطعام لهم، خاصة مع استمرار إغلاق (إسرائيل) لمعابر قطاع غزة وعدم إدخالها أي شيء للسكان منذ شهر مارس الماضي”.
كما يشير إلى أن “نتنياهو لا يمتلك أي خيار إلا الموافقة على مطالب حركة حماس لإخراج الأسرى الإسرائيليين، وعقد صفقة تبادل معها، والتوقف عن المراوغة، وكسب الوقت في هذا الملف”.
ويتوقع في هذا الصدد أن “تشهد دولة الاحتلال مزيداً من التظاهرات المطالبة بعقد صفقة تبادل، وإبرام اتفاق شامل يقضي بإنهاء الحرب، خاصة من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة”.