الاخبار

هل يواصل ترامب تقديم الدعم العسكري لـ”إسرائيل”؟

تعد “إسرائيل” أكبر متلق للمساعدات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، إذ بلغت بين الفترة من 1946 إلى 2023 نحو 158.6 مليار دولار.

يشكل الدعم العسكري الأمريكي لـ”إسرائيل” أحد أبرز مظاهر العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، حيث ساهمت الولايات المتحدة بشكل كبير في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلي لاسيما خلال الحرب مع قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، فإن “إسرائيل” تسلمت 50 ألف طن أسلحة من الولايات المتحدة في الفترة من 7 أكتوبر 2023 حتى أغسطس 2024، شملت صواريخ وقنابل دقيقة ومروحيات هجومية ومركبات مدرعة، بقيمة 22 مليار دولار، ما ساهم في تعزيز أمنها وضمان تفوقها العسكري النوعي في المنطقة..

ومع قرب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الحكم في 20 يناير الجاري، يترقب الإسرائيليون والفلسطينيون والعرب موقفه من دعم تل أبيب لاسيما أنه وسبق أن تعهد بإنهاء الحرب في غزة وتكريس السلام في الشرق الأوسط.

عهد ترامب

ومع دخول العام الجديد 2025، جدد ترامب إنذاره لحركة “حماس” بالإفراج عن أسرى الاحتلال في غزة بحلول موعد توليه منصبه حيث قال لشبكة “CNN”: “من الأفضل لهم أن يسمحوا للرهائن بالعودة قريباً” بحسب تعبيره.

والشهر الماضي، حذر ترامب من أنه “إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصبي كرئيس للولايات المتحدة، فسوف يكون هناك ثمن باهظ في الشرق الأوسط، وسوف يدفع الثمن أولئك المسؤولون الذين ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أوائل من هنأو ترامب بفوز بالانتخابات الأمريكية في نوفمبر الماضي، نظراً لعلاقتهما الوثيقة خلال ولايته الأولى (2017 – 2021).

إذ نقل ترامب في ولايته السابقة السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، واعتبر أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تنتهك القانون الدولي.

كما قاد سياسة “اتفاقية إبراهيم” التي أسفرت عن توقيع 4 دول عربية الإمارات والبحرين والسودان والمغرب لاتفاقيات تطبيع وسلام مع “إسرائيل” عام 2020 في حدث تاريخي غير مسبوق، فضلاً عن تقديمه “صفقة القرن” لتكريس حل الدولتين والتي رفضتها السلطة الفلسطينية حينها.

لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب سوف يتجاهل “حل الدولتين”، إذ أفاد موقع “أكسيوس” في ديسمبر الماضي، أن “ترامب رفض أن يقول ما إذا كان يدعمه” وأشار إلى أن “هناك أفكاراً أخرى يمكن القيام بها”.

ما المنتظر؟

الكاتب والمحلل السياسي، محمود حلمي يقلل من فرص استمرار ضخ ترامب للمساعدات العسكرية إلى “إسرائيل”، كونه رجل أعمال وهدفه هو زيادة الاستثمارات في بلاده وليس دفع الأموال لأصدقائها.

يقول حلمي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “ترامب قال بوضوح إنه يريد إنهاء الفوضى في الشرق الأوسط وأيضاً الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهذا مؤشر واضح على أنه لن يقبل بضخ مزيد من الأموال لصالح تل أبيب”.

يوضح أيضاً أن “ترامب لن يظهر في مظهر وقف الدعم العسكري لصالح إسرائيل، بل سيعمل على دعم اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة وإنهاء التوترات في الشرق الأوسط، ووقف إرسال قوافل أسلحة إلى تل أبيب جديد أو إضافية خلال فترة رئاسته”.

كما يشير الكاتب والمحلل السياسي إلى أن “ترامب سينتقد خلال الأيام القادمة بعض السياسات الإسرائيلية كما فعل خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسيقدم رسائل سياسية تمهيداً لتراجع حجم الدعم الإسرائيلي خلال فترته”.

وإلى جانب تحليل حلمي، أشار المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل في مقال له نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية” في نوفمبر الماضي بعد فوز ترامب بولاية جديدة إلى أن “وصوله للبيت الأبيض حالة من التعقيد في التحالفات الإسرائيلية الأمريكية، خاصة إذا اختار توجيه سياساته لتحقيق مصالحه الخاصة أولاً دون اعتبار كاف للتحالف مع نتنياهو”.

وأضاف هرائيل “ترامب كان دائما لغزاً ملفوفاً في غموض، متقلباً، أنانياً، ويصعب التنبؤ بتصرفاته”، متوقعاً أن يتخذ أن “نهجاً أكثر استقلالية مقارنة بفترة ولايته الأولى، مستفيداً من غياب بعض القيادات العسكرية المتقاعدة التي كانت تحاول توجيه سياساته حينها”.

مساعدات ضخمة

ووفق بيانات رسمية أمريكية، فإن “إسرائيل” أكبر متلق للمساعدات منذ الحرب العالمية الثانية، بما قيمته نحو 158.6 مليار دولار، في الفترة من 1946 إلى 2023 .

وبحسب بيانات “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” فإن حجم المساعدات أكبر بكثير مما جاء في التقديرات الرسمية، إذ وصل إجمالي المساعدات الأمريكية الملتزم بها لـ”إسرائيل” في الفترة ذاتها نحو 260 مليار دولار.

كما تذهب معظم المساعدات الأمريكية إلى القطاع العسكري الإسرائيلي والتي بلغت بين عامي 1946 و2023، نحو 114.4 مليار دولار، إضافة إلى نحو 9.9 مليارات دولار للدفاع الصاروخي، بحسب التقديرات الأمريكية الرسمية.

وفي عام 2016 وقعت الحكومتان الأمريكية والإسرائيلية مذكرة تفاهم لتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار، للفترة لممتدة من 2019 إلى 2028.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى