والدته عاملة نظافة ومفاوضات قبل 15 عاما.. قصة جيريمي فريمبونج لاعب ليف

11:49 ص
السبت 31 مايو 2025
كتبت-هند عواد:
قبل 19 عاما في إحدى ضواحي شمال شرق مانشستر، وصل طفل ترتيبه الخامس بين سبعة أطفال ووالدته التي انفصلت مؤخرا عن والده.
ولم يشعر هذا الطفل بالغربة في إنجلترا وبعد المسافة عن موطنه أمستردام، العاصمة الهولندية التي نشأ فيها، وفورا على استعار حذاءً رياضيًا وركب حافلة ليلعب مع نادي كلايتون المحلي، ذلك بتشجيع أخيه الأكبر.
وقبل 15 عاما، كان ليفربول مهتما بضم هذا الطفل الذي يدعى جيريمي فريمبونج، لكن المسافة من منزله كانت عقبة، لذلك كان مانشستر سيتي – الذي اكتشفه كمهاجم غزير الإنتاج وهو في التاسعة من عمره – هو الذي فاز بالسباق لتوقيعه،.
والآن بعد مرور 15 عاما، حصل ليفربول أخيرا على اللاعب الذي أراد ضمه منذ فترة، بعد أن قام بتفعيل الشرط الجزائي بقيمة 35 مليون يورو (29.6 مليون جنيه إسترليني؛ 39.3 مليون دولار)، لجلب الظهير الأيمن إلى أنفيلد من باير ليفركوزن في صفقة مدتها خمس سنوات.
وتظهر شخصية هذا اللاعب في أكثر من موقف، إذ أنه عندما صنع اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا التاريخ مع بايرن ليفركوزن، الفائز بالدوري الألماني العام الماضي، بعد انضمامه إليه عام 2021 من سلتيك، أخبر مقربيه أن نجاحه لم يكن ليتحقق إلا بفضل مساهمتهم، وتكرر الأمر بعد انتقاله على أنفيلد.
وقال مدرب السابق بول سنيدون لصحيفة The Athletic: “لقد كان يتخطى اللاعبين كما لو أنهم غير موجودين حتى، النكتة المتداولة بين الآباء والمراقبين الآخرين كانت أنه كان سريعًا جدًا بالنسبة لجسده، لذلك كان غالبًا ما ينهار على العشب بمجرد فقدان توازنه”.
وأضاف سنيدون: “أعتقد أنه سجل 50 هدفًا في موسمه الثاني معنا، لكنه كان ليُسجل 100 هدف لو لم يسقط أرضًا، لكن كان واضحًا منذ البداية أنه يمتلك القدرة الفطرية على تحقيق إنجازات أكبر.”
دور والدة جيريمي فريمبونج في حياته
كان الانتقال إلى مانشستر سيتي بمثابة الانطلاقة الكبرى في مسيرة جيريمي فريمبونج، ولم يكن ليفربول وبولتون واندررز وبلاكبيرن روفرز مرشحين للانضمام إلى الفريق بسبب الموقع الجغرافي.
ووفقا لصحيفة “أثليتك”، كانت والدته بيرنيس تستقل ثلاث حافلات بين عملها كعاملة نظافة، لضمان وصول جيريمي إلى تدريب مانشستر سيتي في مقرهم القديم في كارينجتون، في الموعد المحدد.
وكان لشقيقه آرون دورا في مسيرته، إذ ساعده على تحقيق طموحاته، وسرعان ما وصل اللاعب إلى فرق الشباب في مانشستر سيتي، ففاز بكأس مع فريق تحت 18 عامًا، وتأهل إلى نهائيات كأس الاتحاد الإنجليزي للشباب عامي 2017 و2019.
ويقول بول هارسلي، الذي كان مدرب فريق تحت 23 عامًا في سيتي بين عامي 2018 و2020، لصحيفة “أثلينك”: “لقد كان ممتازًا وربما أسرع لاعب قمت بتدريبه على الإطلاق، متعدد الاستخدامات، وإذا ما تم القبض عليه خارج موقعه، فإن سرعته كانت تساعده على التعافي، ثم الطيران إلى الأمام كان أيضًا بمثابة أصل ضخم.”
في أواخر عام 2018، أرسلت هولندا ممثلين عنها لمشاهدة عدد من لاعبي مانشستر سيتي الهولنديين تحت 23 عامًا، وزار مارتن ستيكلنبرج، مدرب منتخب هولندا تحت 19 عامًا وحارس مرماه السابق، النادي لمشاهدة لاعبين شابين آخرين من سيتي، هما رودني كونجولو وجافايرو ديلروسون، لكن مدير أكاديمية النادي جيسون ويلكوكس – المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد – قال إن فريمبونج مؤهل أيضًا ويجب أخذه في الاعتبار.
كان فريمبونج يمتلك موهبة واضحة ولكن في مركز الظهير الأيمن كان خلف لوشاريل جيرترويدا وزميله المستقبلي في فريق ليفركوزن تيموثي فوسو مينساه، الذي انضم لاحقًا إلى مانشستر يونايتد، في تشكيلة المنتخب الهولندي تحت 19 عامًا.
ورغم أن نشأته كانت في العاصمة الهولندية، لكنه عانى من التحديث باللغة أثناء معسكرات المنتخب، واضطر المدربون إلى تخصيص وقت إضافي لإيصال التعليمات التكتيكية، كما معظم زملائه في الفريق ساعدوه في الترجمة إلى الإنجليزية.
على الرغم من لعبه في فرق أكاديمية مانشستر سيتي، إلا أن فريمبونج كان من بين العديد من اللاعبين الذين لم يشاركوا ولو دقيقة واحدة مع الفريق الأول، وأقصى ما وصل إليه كان ظهوره في كأس الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ لعب مع فريق مانشستر سيتي تحت 21 عامًا.
اقرأ أيضًا:
“استعارة لمدة موسم”.. الأهلي يحسم صفقة جديدة قبل كأس العالم للأندية
“إحداهما على باب الغرفة”.. كهربا: إمام عاشور بكى مرتين بسببي