06:00 م
الثلاثاء 25 فبراير 2025
كتبت-هند عواد:
جرت العادة في مصر بإطلاق لقب “شيكا” على الشخص ذو البشرة السمراء، وفي كرة القدم ارتبط اللقب بكل لاعب يمتلك مهارات عالية، نسبة إلى نجم الزمالك محمود عبد الرازق شيكابالا.
ولم يقف الأمر عند لاعبي كرة القدم ووصل إلى اللاعبات، ومثلما نمتلك شيكا في الدوري المصري، يضم الدوري السعودي اللاعبة المصري إسراء شيكا، والتي لُقبت بهذا اللقب لنفس الأسباب.
إسراء شيكا صاحبة الـ25 عاما، حققت إنجازا تاريخيا مع فريق النهضة السعودي للسيدات، بالصعود إلى الدوري الممتاز، بعد عامين ونصف من اعتزال كرة القدم.
وأجرى مصراوي حوارا مع إسراء شيكا، كشفت خلاله تفاصيل رحلتها في كرة القدم وكواليس عودتها من الاعتزال، إضافة إلى تجربة النهضة والصعود للدوري السعودي الممتاز.
لم تبدأ إسراء مسيرتها كلاعبة كرة قدم، إذ أنها كانت لاعبة رياضة الكاراتيه في أحد مراكز الشباب، وبعد تدريباتها كانت تنضم إلى مجموعة من الأولاد لتلعب معهم الكرة.
واستمر الوضع مع إسراء على هذا النحو، بين الكاراتيه ولعب كرة القدم مع الأولاد، حتى انضمت إلى أكاديمية تقع أمام مركز الشباب، وكانت الفتاة الوحيد مع الأولاد، لكن في النهاية اضطرت للاختيار بينهما، وكانت إسراء تميل أكثر إلى الكرة، على الرغم من أنها بطلة الجمهورية في الكاراتيه.
وقالت إسراء لمصراوي: “كنت البنت الوحيدة مع الأولاد، وفيه ناس عرضت عليا الانضمام إلى نادي، لكنني في البداية كنت أركز في الكاراتيه فقط، بعدها ذهبت إلى مسابقة ألعاب قوى وشخص رآني ووداني مصر للمقاصة، أنا كنت بطلة في الكاراتيه وسبته عشان الكرة، الكابتن كان يقول لي إما الكرة أو كاراتيه مكنش ينفع الاثنين مع بعض”.
ومثل باقي اللاعبات في مصر، لم يتقبل المجتمع في البداية فكرة لعبهن لكرة القدم، وروت إسراء ما تعرضت له: “الأمر في البداية كان صعبا، والناس تنظر ازاي بنت تلعب كرة مع ولاد، ومن كتر ما انتي كويسة في الكرة الناس كانت تشك أنني بنت أم ولد، لكن مثل هذه الأشياء كانت تحفزني”.
وبدأت إسراء مسيرتها الفعلية مع نادي مصر للمقاصة، وقضت مع الفريق عام واحد، قبل أن تنتقل إلى وادي دجلة للسيدات، الفريق الذي استمرت معه لمدة 10 سنوات، وانتهت رحلتها مع الفريق عام 2022.
وبالعودة إلى البداية وسر تسمية إسراء بـ”شيكا”، قالت: “كابتن محمد عايد في مصر للمقاصة سماني شيكا منذ انضمامي للفريق، أيام دكتور سحر، شافني سمرا وبلعب كرة ومهارية قاللي انتي اسمك شيكا، معروفة أي حد أسمراني بيلعب كرة اسمه شيكا، وأنا أشجع الزمالك، الزمالك في قلبي”.
وعن سبب رحيلها عن وادي دجلة بعد 10 سنوات في الفريق، قالت: “لم أحصل على فرصتي كاملة وكنت أرى أنني في حاجة للحصول على فرصة وأن انتقل إلى فريق آخر إعارة حتى، والنادي رفض “مرديوش يمشوني”، وتلقيت أكثر من عرض، لكن في النهاية قررت أن أترك النادي واعتزل كرة القدم”.
واستغلت إسراء تخرجها من كلية التربية الرياضية، بعد اعتزالها، وسافرت إلى الإمارات للعمل كمدربة في إحدى الأكاديميات، ومن ثم انتقلت إلى السعودية، وفي بداية الموسم الحالي، قررت العودة من الاعتزال والانضمام إلى فريق النهضة.
اختارت إسراء شيكا نادي النهضة، كفرصة للعودة من جديد وخوض تحدي جديد و الصعود إلى الممتاز، وأثناء جلستها مع مجلس الإدارة، منحت وعد بالصعود، وخاضت كل المباراة بطموح منفصل، حتى صعدت من مجموعات منطقة الشرقية، لتنافس في جدة مع 7 فرق على الصعود، وبالفعل قادت الفريق للصعود إلى الممتاز كمركز ثاني.
واتخذت إسراء شيكا من رحيلها عن مصر، دافعا في رحلتها مع فريق النهضة، وقالت: “وضعت أمامي كل ما حدث معي وأنني لم أحصل على حقي واعتزلت لأسباب نفسية، لدرجة أنني كنت أقف أمام باب النادي الذي تربيت فيه ولا يمكنني الدخول، خرجت من مصر ولدي هدفين، أن أضع نفسي في عمل وأصبح مقيمة، بعدها الانضمام إلى نادي”.
واختتم إسراء الحوار عن مصيرها في المستقبل وإمكانية العودة إلى مصر: “أنا كنت معتزلة منذ سنتين وفخورة بنفسي أنني عشت بما أنا فيه، وأنني عدت من الاعتزال مع فريق وضعت فيه بصمة، وإذا تلقيت فرص لتكرار التجربة مع فريق آخر سأخوضها، وبالفعل تلقيت أكثر من عرض من أندية تريد الصعود، لكن إذا تحدث النهضة معي في التجديد من المؤكد سأكون في غاية سعادتي للاستمرار مع الفريق، وحاليا لا أريد العودة إلى مصر، سأعود عندما أكون جاهزة بنسبة 100%، وأريد العودة على نادي أصنع فيه الفارق”.
