“بدأت كلاعبة طائرة ورهان مع شقيقها للاعتزال”.. حكاية أول سيد
09:00 ص
الخميس 02 يناير 2025
كتبت- هند عواد:
أصبح مشهد ارتداء فتاة لـ”شورت وقميص” والجري خلف كرة في أحد الملاعب المصرية أمراً معتاداً، خاصة مع شهرة مسابقة الدوري المصري للسيدات، اللعبة التي بدأت الفتيات في ممارستها عام 1998.
كانت نعمة رشاد إحدى الفتيات اللواتي مثلن منتخب مصر في أمم إفريقيا 98، الفريق الذي كوّنته سحر الهواري، عضو الاتحاد المصري لكرة القدم السابقة.
إلا أن بداية ابنة محافظة الإسكندرية لم تكن سهلة، بعدما رفض أهلها هذه الفكرة، خاصة شقيقها الذي كان يرى أنها لعبة للرجال وتعرّضها للخطر. لكنها تمسكت بالأمر، وبالفعل انضمت إلى فريق سموحة، لكن باتفاق مع شقيقها، وهو الاعتزال إذا تعرضت لأي إصابة.
وتعرض نعمة للإصابة كان الخوف الأكبر لعائلتها، فبعد العودة من المباريات، كانت والدتها تفحص جسدها وقدميها ورأسها للتأكد من عدم تعرضها للإصابة، قائلة: “تعالي وريني عملوا فيكي إيه”.
ولم تبدأ نعمة رشاد مسيرتها الرياضية كلاعبة كرة قدم؛ إذ انضمت لمعظم الفرق في المدرسة، مثل الكرة الطائرة واليد والسلة، واختارت أن تصبح لاعبة كرة طائرة. انضمت إلى أحد مراكز الشباب، وأثناء التدريبات جمعتها الصدفة بمدرب أحد فرق كرة القدم، الذي عرض عليها الانضمام إليهم.
في البداية، كانت نعمة تلعب الطائرة والقدم، لكنها فضلت الساحرة المستديرة، وقالت في تصريحات تلفزيونية عن هذا الأمر: “كنت أميل إلى كرة القدم لأنه من السهل الانضمام إلى منتخب مصر مقارنة بالطائرة. انضممت إلى نادي سموحة واستمررت مع الفريق لمدة 10 سنوات، منذ موسم 1998-1999، وحصلنا على العديد من البطولات، منها كأس مصر والدوري والسوبر”.
وأضافت: “لعبت لمنتخب مصر لمدة 9 سنوات بشكل متواصل حتى عام 2007. وفي بطولة كأس مصر موسم 2004-2005، تفاجأت بأنني هدافة المسابقة على الرغم من أنني لاعبة خط دفاع. وكانت هذه الجائزة بالمشاركة مع زميلتي، التي كرمتني ومنحتني الكأس لأحتفظ به”.
أول سيدة تحكّم مباراة رجال في مصر
مثلما كانت مسيرة نعمة رشاد مميزة كلاعبة كرة قدم، لم تقف عند هذا الحد؛ إذ أصبحت أول سيدة تدير مباراة كرة قدم للرجال تحكيماً. كانت ضمن أول دفعة حكمات مصريات عام 1998 وهي في عمر الـ17 عاماً، حينما اختارتها سحر الهواري للخضوع للاختبار.
وإذا كانت لاعبة كرة القدم تواجه تحديات من المجتمع برفض ممارسة الفتيات لهذه اللعبة، فإن الحكمات يتعرضن لأكثر من ذلك. قالت نعمة: “الموضوع كان صعباً. الناس مش متقبلة بنت تلعب كرة، فكيف هيحكموها؟ خاصة أنني كنت أدير مباريات رجال”.
وروت نعمة رشاد موقفاً طريفاً خلال التحكيم: “كنت أدير مباراة في القسم الثالث. الملعب كان يضم لاعبين كبار سبق لهم اللعب في الدوري الممتاز، ومعي اثنان من المساعدين الرجال المعروفين للجماهير. الناس في المدرجات كانت تنظر لي وتقول: بنت مساعدة؟ كيف؟ وأثناء خروجنا من غرفة الملابس تفاجأ الجميع بي وأنا حكمة الساحة ومعي المساعدان”.
وأضافت: “على الرغم من ذلك، وجدت احتراماً لوجود بنت في الملعب، ولم أسمع ألفاظاً خارجة سواء من الجماهير أو اللاعبين. وتمكنت من إنهاء الشوط الأول والجميع يحييني ويتعامل معي بشكل جيد”.
بدأت نعمة رشاد ممارسة وظيفتها كحكمة عام 2004، وفي عام 2006 أصبحت حكمة دولية. شاركت في أمم إفريقيا للسيدات في نيجيريا، وصنفها الاتحاد الإفريقي ضمن أفضل 3 حكام. لم تتوقف عند هذا الحد؛ إذ أدارت مباريات تصفيات أولمبياد بكين بعدما استدعاها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بالاسم، رفقة الحكم السابق عصام عبد الفتاح.
ومع الظهور المميز لنعمة رشاد في مسابقات السيدات، أراد الاتحاد العربي تكريمها، فعينها حكماً رابعاً في مباراة حرس الحدود والأنصار اللبناني في بطولة دوري أبطال العرب. بعدها، أدارت مباراة حرس الحدود وأسمنت السويس في الدوري المصري الممتاز كحكما رابعا.