رياضة

“أعدت لي الطعام مريضة”.. قصة وفاة والدة محمود الخطيب


10:09 م


الجمعة 21 مارس 2025

كتبت-هند عواد:

في عام 1974 جمعت مباراة حاسمة بين الأهلي والترسانة في الدوري المصري، وكالعادة احتشدت جماهير القلعة الحمراء في المدرجات وهتفوا لأسطورة الفريق محمود الخطيب، لكن هذه المرة كانت بصوت خافت وعلى استحياء “بيبو بيبو”.

محمود الخطيب صاحب الـ 70 عاما، مسيرته كانت مليئة باللحظات السعيدة مع النادي الأهلي، حتى وصل إلى منصب الرئيس، ومثلما يقول المثل الشهير “وراء كل رجل عظيم امرأة”، كانت والدة الخطيب السر في مسيرته.

فرغم أن ترتبيه بين إخواته كان العاشر، إلا أنه كان الطفل المحبب لوالدته، فلم يمنعها المرض من الوقوف في المطبخ لإعداد الطعام له، ويقول الخطيب في لقاء متلفز: “في إحدى المرات عدت إلى المنزل من المباراة، ووالدتي كانت مريضة لكنها صممت أن تدخل المطبخ وتعد لي الطعام، رغم أن لي أشقاء أكبر في السن، وبعد إعداد الطعام تدخل إلى غرفتها وتمسك شيء وتعض فيه من كتر الآلم”.

وكانت شكوى والدة الخطيب من آلام الكلى تحزنه، فلم يستطع أن يراها تتآلم ولا يفعل شيئا، لهذا قرر الذهاب إلى أحد الأطباء وأخبره بإجراء عملية جراحية لها، الأمر الذي رفضه والده، قائلا: “بلاش يا محمود، هي عملت عملية سنة 1962، والطبيب أخبرني أنها إذا مرضت مرة أخرى لا يجب أن تجري جراحة أخرى”.

لكن حاول الطبيب طمأنته، وأخبره أن الأمر مر عليه 12 عاما، وبالفعل أجرت والدة الخطيب العملية الجراحية وظل بجوارها، ووصفها قائلا: “وشها كان منور وكانت حلوه جدا وكنت سعيد”، وظل معها حتى الثانية عشر ظهرا، وبعدها ذهب إلى مران الأهلي.

الخطيب يتلقى خبر وفاة والدته وشعور بالندم

في مران الأهلي، طلب صالح الوحش من الخطيب الذهاب إلى غرفة، وأخبره بخبر وفاة والدته، في هذه اللحظة كانت عبارة “بلاش يا محمود”، تدور في ذهن الخطيب، ولم يتمكن من نسيان عبارة والده له، حتى في حوار أجراه بعد 44 عاما من وفاتها.

وبعد يومين من وفاة والدة الخطيب، كان الأهلي سيواجه الترسانة في مباراة حاسمة، فذهب والده له وقال له: “عايزك تلعب الماتش عشان تخرجنا من حزننا، الجمهور والنادي لهما حق عليك، والحزن في القلب”.

وبالفعل خاض الخطيب المباراة، لكن دون تركيز فكان يجري في الملعب لكنه لا يرى الكرة، مثلما قال في تصريحات سابقة، وكانت جماهير الأهلي تعزيه في هتافها الخافت “بيبو بيبو”.

ولم يكن تأثير ولدة الخطيب عليه فقط، فيقول مصطفى يونس لاعب الأهلي السابق: “يوم ما والدة الخطيب توفت كان عندنا ماتش وأنا منمتش، هذا كان أسوأ ماتش في حياتي، كنت هجيب في نفسي 3 أهداف، اللي توفت كانت أمي وبين الشوطين قلت للمدرب مش هلعب، كلت من يديها وكانت تنصحني وتقول لي صاحبك ده “لحلحه” شوية فهو خجول”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى