رياضة

“بعد 5 سنوات من وفاة لاعب في حادث طائرة”.. ناديه يطالب نانت


08:20 م


الثلاثاء 11 يونيو 2024

كتبت-هند عواد:

يوم 21 يناير 2019، تحطمت طائرة من فرنسا في طريقها إلى إنجلترا، ومات فيها الطيار واللاعب الأرجنتيني إيميليانو سالا، الذي كان في طريقه إلى ويلز للانضمام إلى زملائه الجدد في فريق كارديف سيتي، بعد يومين من حصوله على صفقة قياسية بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني (19.1 مليون دولار الآن)، ليرحل عن نادي نانت الفرنسي.

وكانت هذه الرحلة مليئة بالتفاؤل والأمل للاعب كرة قدم، يبدأ في تحقيق حلمه بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنها لم تكتمل وجلبت الحزن لعائلته، إذ قال داريو شقيق سالا الأصغر، لصحيفة The Athletic في أغسطس 2019 : “في بعض الأحيان، يبدو الأمر وكأنه كابوس سينتهي، هل تعلم؟ عندما أستيقظ في الصباح أو في منتصف الليل، أشعر لجزء من الثانية أن كل شيء طبيعي ثم أتذكر، إنه أمر مستحيل بالنسبة لأمي، كيف يمكن أن يكون هناك أي خطة لهذا؟ كيف يمكن أن يكون هناك أي شيء أسوأ من فقدان ابنك؟”.

وتوفي والد المهاجم هوراسيو بنوبة قلبية بعد ثلاثة أشهر فقط من وفاة ابنه، ولكن بعد مرور خمس سنوات ونصف على الحادث الأليم، عاد مرة أخرى للمشهد الرياضي ولكن ليس في ذكراه، إنما عن طريق المعارك القانونية والنزاعات، بين نادي كارديف سيتي الإنجليزي ونانت الفرنسي.

وقدم كارديف سيتي دعوى إهمال في المحاكم الفرنسية ضد نانت، مطالبًا بخسائر قدرها 120.2 مليون يورو (102 مليون جنيه إسترليني، 130 مليون دولار)، بعد هبوطه من الدوري الإنجليزي الممتاز في مايو 2019، ويرى النادي أن أهداف سالا كانت ستبقيه في الدوري، واعتمد في الأدلة المقدمة على معلومات من Analytics FC، وهي شركة استشارية رياضية تعتمد على البيانات، واثنين من الخبراء الماليين – أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي.

وحصل نادي نانت على مهلة حتى 23 سبتمبر للرد، وقال رئيس نادي كارديف محمد دالمان لصحيفة أثليتيك: “في نهاية المطاف، توفي رجلان بسبب خطأ شخص ما، هذا ليس خطأنا، لقد تصرفنا بحسن نية، وقمنا بشراء لاعب اعتقدنا أنه يمكن أن يساعدنا على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز ولم نحصل على خدماته بسبب إهمال شخص آخر، لذلك هذا هو الموقف الذي نتخذه”.

كيف انتهى المطاف بسالا؟

بعد توقيع سالا عقده مع كارديف والتقاط الصور بقميص الفريق، عاد إلى نانت ليودع زملائه القدامى، وفي يوم 21 يناير كان الطقس سيئًا، لكنه كان بحاجة للعودة إلى ويلز لإجراء أول جلسة تدريبية له في كارديف في صباح اليوم التالي.

وقام وكيله ويلي ماكاي بترتيب طائرة خاصة عبر منظم الرحلة ديفيد هندرسون، وهو الطيار الذي تعامل معه ماكاي لمدة 14 عامًا، ولم يكن هندرسون متاحًا، لذا استأجر ماكاي إيبوتسون، وهو طيار هاوٍ لم يكن لديه ترخيص لنقل الركاب الذين يدفعون رسومًا ولم يُسمح له قانونيًا بالطيران في الظلام، وبعدها تم سجن هندرسون لمدة 18 شهرًا في نوفمبر 2021 بعد إدانته بتعريض سلامة طائرة للخطر بشكل متهور.

وخلال وجود الطائرة في الهواء، أرسال سالا رسالة صوتية عبر تطبيق واتساب، لأصدقائه وقال: “أنا على متن طائرة يبدو أنها سوف تنهار”.

وبعد حوالي ساعة من إقلاعها في الساعة 7.15 مساءا، فقدت الطائرة الاتصال بالرادار، وكانت الطائرة تحلق على ارتفاع 5000 قدم، لكن إيبوتسون فقد السيطرة عليها أثناء نزوله لتجنب السحب وتحطمت في الماء، على بعد 22 ميلاً شمال غيرنسي.

وبعد أسبوعين من الحادث، تم انتشال جثة سالا من بين الحطام على عمق 68 مترًا (223 قدمًا) تحت خط الماء، ولم يتم العثور على جثة إيبوتسون مطلقًا.

وأشار التحقيق إلى أن سالا توفي متأثرا بجروح في الرأس والصدر، لكنه كان فاقدا للوعي، بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون بحلول الوقت الذي اصطدمت فيه الطائرة بالبحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى