الاخبار

نهضة سينمائية.. السعودية وجهة جديدة لصناعة الأفلام العالمية

 أعلن المستشار تركي آل الشيخ، انتهاء تصوير فيلم “The Seven Dogs”، الذي يعد الأضخم إنتاجياً في تاريخ السينما العربية. 

كشف آل الشيخ أيضاً عن خمسة مشاريع سينمائية جديدة بمواصفات عالمية سيتم إنتاجها قريباً في أستوديوهات الحصن.

تعيش السعودية تحولاً تاريخياً في مجال صناعة الأفلام، حيث شهدت خلال السنوات الأخيرة نمواً غير مسبوق، جعلها مركزاً جاذباً لإنتاج وتصوير الأفلام العربية والعالمية.

الجهود الحكومية عززت هذه النهضة السينمائية عبر إنشاء مراكز تصوير واستوديوهات عالمية، وتقديم حوافز سخية للمُنتجين المحليين والدوليين. 

كان من بين أبرز الخطط التي تصب في النهضة السينمائية السعودية، هو تطبيق برنامج حوافز مالية لاسترداد ما يصل إلى 40% من نفقات إنتاج الأفلام التي تُصوَّر في المملكة، بهدف جعل السعودية وجهة عالمية لإنتاج الأفلام.

واشترطت الهيئة السعودية للأفلام، تعاون الشركات مع الكفاءات المحلية وتسليط الضوء على المعالم الجغرافية والثقافية في السعودية للحصول على الحوافز.

أضخم إنتاج

في أحدث تطور أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، انتهاء تصوير فيلم “The Seven Dogs”، الذي يعد الأضخم إنتاجياً في تاريخ السينما العربية.

ولفت إلى أن الفلم شارك فيه النجوم كريم عبد العزيز وأحمد عز وناصر القصبي وعدد من نجوم العالم العربي والعالميين، وتم التصوير بالكامل في أستوديوهات الحصن “Big Time” بالرياض.

وأوضح آل الشيخ عبر منصة “إكس” أن الفيلم شهد مشاركة القوات السعودية الخاصة، وتضمن تدريب 75 شاباً وشابة سعوديين في مجال الإنتاج السينمائي، بالإضافة إلى مشاركة إجمالي 175 سعودياً في الطاقم الفني والإنتاجي.

وكشف آل الشيخ أيضاً عن خمسة مشاريع سينمائية جديدة بمواصفات عالمية سيتم إنتاجها قريباً في أستوديوهات الحصن، وتشمل:

  • فيلم “خالد بن الوليد” (معركة اليرموك) بمشاركة نجوم عالميين.

  • فيلم عالمي عن الجيش السعودي بدعم وزارة الدفاع.

  • فيلم عالمي حول مكافحة المخدرات بالتعاون مع وزارة الداخلية.

  • فيلم “البوليفارد” للمخرج السعودي محمد الملا.

  • فيلم الرعب “قصر الضباب” بمشاركة نجوم محليين وعالميين. 

وجهة إنتاج عالمية

تسعى السعودية لجعل محافظة العُلا وجهة عالمية بارزة في صناعة السينما، من خلال إنشاء مجمع استوديوهات متطور يمتد على مساحة 30 ألف متر مربع.

يتضمن المجمع استوديوهين للتسجيل الصوتي مجهزين بأحدث التقنيات العالمية، بالإضافة إلى مبانٍ مخصصة لدعم الإنتاج، والمؤثرات البصرية، والإدارة، ومخازن التموين.

ويقع المجمع على بُعد 12 كيلومتراً فقط من مواقع التصوير الطبيعية الخلابة في العُلا، ما يسهم في جذب مزيد من الإنتاجات السينمائية المحلية والعالمية.

وجرى افتتاح منتجع خاص بطاقة 300 وحدة فندقية مجهز لخدمة محترفي صناعة السينما وطواقم العمل.

وأنتجت السعودية خلال السنوات القليلة الماضية أفلاماً محلية وعربية وعالمية مهمة أبرزها:  

فيلم أكشن وإثارة من بطولة جيرارد بتلر وترافيس فيميل. 

فلم دولي جمع طواقم من فرنسا وإيطاليا وكندا وأمريكا والشرق الأوسط.

ملحمة تاريخية من إخراج روبرت وايت، وتعد أكبر إنتاج هوليوودي في المملكة.

فلم أمريكي من بطولة توم هولاند وإخراج الأخوين روسو.

أول فيلم سعودي روائي طويل يُصوّر بالكامل في مدينة العلا.

فلم سعودي طويل، يروي قصة واقعية عن الأبوة والعلاقات الإنسانية في بيئة صحراوية.

فلم قصير تم تصويره في العلا، ويحكي بطريقة سردية صامتة عن رحلة آدم وحواء في مستقبل خيالي.

مركز لصناعة السينما

يتأكد للجميع أن السعودية أصبحت مركزاً مهماً لصناعة الأفلام السينمائية، لما توفره من دعم وإمكانية كبيرة تضمن نجاح إنتاج أعظم الأفلام، وهذا ما يؤكده مختصون، ومن بين أبر ما قيل في ذلك:

  • الكاتب لوكاس شو: الحوافز السخية من الحكومة السعودية جذبت العديد من المنتجين العالميين. الأزمة المالية في هوليوود وارتفاع تكلفة التمويل دفعت المنتجين للبحث عن أسواق جديدة، والسعودية أصبحت وجهتهم المفضلة.
  • المنتج الهوليوودي كريستيان ميركوري: الرياض شبيهة بمدينة لوس أنجلوس، والشعب السعودي ودود ومتعاون وعلى صناع الأفلام في هوليوود إلى الاستفادة من المناظر الطبيعية الساحرة في المملكة.
  • النجم الهندي شاروخان، أعرب عن امتنانه لوزارة الثقافة السعودية بعد تجربته تصوير فيلم “Dunki” في المملكة، مثمناً جمال المواقع والتسهيلات المقدمة وحسن الضيافة. 
  • مجلة “فارايتي” الأمريكية: السعودية تشهد منذ عام 2017 تطوراً كبيراً في صناعة السينما، مما جعلها السوق الأسرع نمواً في الشرق الأوسط، والأكثر ربحية في غرب آسيا من حيث إيرادات شباك التذاكر.

نضوج في الرؤية 

يقول المخرج السينمائي سويلم سويلم، في حديث لـ”الخليج أونلاين” إن ما تشهده السعودية اليوم في مجال السينما يُعد تحولاً حقيقياً يستحق التقدير.

يشير سويلم إلى تطور “المشهد السينمائي السعودي خلال السنوات القليلة الماضية”، مؤكداً أن “هناك مشروعاً جاداً يُبنى من القاعدة إلى القمة”.

ويلفت إلى أن هذا الدعم لا يشمل فقط التمويل أو الرغبة بـ”تعظيم القوة الناعمة” بل يشمل بنية تحتية فعلية، تضم استوديوهات بمواصفات عالية، وحوافز سخية، وكفاءات شابة يتم تدريبها وتأهيلها للمستقبل. 

وتعليقاً على إعلان السعودية عن مشاريع سينمائية ضخمة، مثل فيلم “The Seven Dogs”، والأفلام القادمة عن خالد بن الوليد، والجيش السعودي، ومكافحة المخدرات، يرى سويلم أن “هذا النوع من المشاريع يعكس نضوجاً في الرؤية”.

ويضيف: “عندما تختار المملكة أن تحكي قصصاً من تاريخها، أو تسلط الضوء على قضايا مجتمعية، بلغة سينمائية حديثة، فهي لا تصنع فقط أفلاماً، بل تطرح نفسها بأنها صاحبة محتوى قادر على المنافسة وهذه خطوة مهمة لأي دولة تطمح لتكون مركزاً سينمائياً إقليمياً أو عالمياً”.

ويؤكد سويلم أن السعودية قادرة على إنتاج أفلام بطابع عالمي، مضيفاً “إذا استمر هذا الزخم، ورافقه تركيز على كتابة النصوص واحتضان التجارب الجريئة، فأنا على يقين أننا سنرى قريباً أفلاماً سعودية تُعرض في كان وبرلين وفينيسيا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى