الاخبار

من الطاقة إلى التعليم.. قطر وبلجيكا تفتحان آفاقاً اقتصادية جديدة

– كان الهدف الرئيسي من لقاء الأعمال القطري البلجيكي تعزيز التعاون التجاري واستكشاف فرص استثمارية مشتركة.

– أبرز القطاعات التي ركز عليها الاجتماع:

  • الصحة.
  • التعليم.
  • تكنولوجيا المعلومات.
  • الطاقة.

تواصل دولة قطر تعزيز حضورها الاستثماري على الساحة الدولية عبر بناء شراكات اقتصادية قوية مع دول أوروبا، حيث تُمثل مملكة بلجيكا واحدة من أبرز الشركاء في هذا المسار.

ويأتي هذا التوجه في إطار الاستراتيجية القطرية لتنويع الاقتصاد، وتوسيع قنوات التعاون مع الدول التي تجمعها معها مصالح اقتصادية مشتركة، مستفيدةً من بيئة أعمال تنافسية وفرص استثمارية متنامية في مختلف القطاعات الحيوية.

انطلاقة مثمرة

في سياق متّصل، احتضنت غرفة قطر لقاء الأعمال القطري البلجيكي، بحضور وفدين رسميين من الجانبين، في 27 أبريل الماضي، حيث ترأس الجانب القطري الدكتور خالد بن كليفيخ الهاجري، عضو مجلس إدارة غرفة قطر، فيما قادت السيدة إيزابيل غريبا، الرئيس التنفيذي لوكالة ريادة الأعمال “هاب براسلز”، الوفد البلجيكي.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية، أن اللقاء جرى بمشاركة عضو مجلس إدارة غرفة قطر المهندس علي بن عبد اللطيف المسند، وسفير بلجيكا لدى الدوحة، ويليام أسلبرن، إلى جانب عدد من رجال الأعمال القطريين وأعضاء الوفد البلجيكي.

ولفت السفير أسلبرن إلى أن الوفد التجاري البلجيكي يعد الأكبر الذي يزور قطر منذ عشر سنوات، ويضم حوالي 44 شركة تمثل قطاعات متنوعة، معرباً عن تطلعه لتوسيع آفاق التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.

ركز الاجتماع على استعراض واقع العلاقات التجارية القائمة والفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، مع تسليط الضوء على قطاعات متعددة شملت الصحة والتعليم، تكنولوجيا المعلومات، الاستشارات القانونية، الطيران، تصنيع الزجاج والمعادن، التجارة والتجزئة، المباني الذكية، والاستشارات البيئية.

كما تناول اللقاء بحث إمكانيات إقامة مشروعات مشتركة وتحالفات بين الشركات القطرية والبلجيكية، بما يدعم تطوير المبادرات الاستثمارية ويسهم في بناء شراكات اقتصادية مستدامة.

وخلال اللقاء، قدمت وكالة ترويج الاستثمار في قطر عرضاً تناول المناخ الاستثماري والفرص المتوفرة في الدولة، فيما استعرض الجانب البلجيكي عروضاً تعريفية تناولت فرص الاستثمار في بلجيكا.

شراكة واعدة

ويؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد ذكر الله أن التعاون بين قطر وبلجيكا يتعدى الجانب الاقتصادي ليشمل التعاون السياسي، نظراً لموقع بلجيكا كمقر للاتحاد الأوروبي وثقلها في اتخاذ القرارات داخل الاتحاد الذي لا يزال مؤثراً في القرارات العالمية.

ويشير في حديثه مع “الخليج اونلاين” إلى وجود علاقات اقتصادية قائمة بين البلدين، مع إمكانية تطويرها في ظل توجه قطر نحو رؤية جديدة بشأن الاستثمارات الأجنبية.

ويوضح ذكر الله أن حجم التبادل التجاري بين قطر وبلجيكا سجل أرقاماً جيدة، حيث تسيطر عليه بشكل كبير صادرات الغاز القطري إلى بلجيكا التي تعتبر المورد الرئيسي لمحطة الغاز المسال في زيبورج البلجيكية، والتي تعد بوابة رئيسية لتوزيع الغاز إلى شمال أوروبا.

ويضيف الخبير الاقتصادي أن بلجيكا كانت من أوائل الدول التي وقعت اتفاقيات للغاز الطبيعي المسال مع قطر في عامي 2000 و2006.

ويرى ذكر الله أن هناك آفاقاً واسعة للشراكة بين القطاع الخاص القطري والبلجيكي في العديد من المشروعات بخلاف الغاز الطبيعي، مع إمكانية التعاون في مجالات تجارية وتكنولوجية وصناعات يمكن توطينها في قطر خلال الفترة القادمة.

1

فرص متبادلة

برزت خلال اللقاء العديد من الفرص الواعدة التي تسعى الشركات من الجانبين إلى استثمارها وقد شكل اللقاء الأخير منصة مهمة لاستعراض إمكانات الشراكة والتوسع في مجالات حيوية ومتعددة.

واستعرض الهاجري طبيعة العلاقات التجارية بين قطر وبلجيكا، مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2024 بلغ نحو 4.6 مليار ريال قطري (نحو 1.3 مليار دولار).

وأوضح أن السوق القطري يضم عدداً من الشركات البلجيكية العاملة في مجالات متنوعة، سواء باستثمارات بلجيكية خالصة أو بشراكات قطرية بلجيكية، كما أشار إلى الاستثمارات القطرية الناجحة في بلجيكا، لاسيما في قطاع الطاقة.

وتطرق الهاجري إلى التعاون في قطاع الغاز الطبيعي، مبيناً أن بلجيكا كانت أول دولة أوروبية توقع اتفاقية لاستيراد الغاز المسال من قطر في 2006، منوهاً إلى أن هذه العلاقات تفتح المجال أمام المزيد من فرص التعاون في قطاعات حيوية.

وأكد الهاجري دعم غرفة قطر لإنشاء شراكات وتحالفات تجارية بين الشركات القطرية والبلجيكية سواء داخل قطر أو في بلجيكا، مستعرضاً ما توفره قطر من بيئة استثمارية جاذبة وبنية تحتية متطورة، بما يشجع على دخول الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التعاون المشترك.

من جانبها، أكدت إيزابيل غريبا، بأن الوفد البلجيكي يضم شركات تتطلع إلى توسيع علاقاتها مع نظيراتها القطرية، مشيرة إلى أن الزيارة تمثل فرصة مهمة لتعزيز التعاون وتأسيس شراكات في مجالات متنوعة.

كما أوضح المسند أن قطاعات الأعمال القطرية مهتمة بالتعاون مع الشركات البلجيكية، خاصة في القطاعات الاستراتيجية التي تواكب أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، مثل الصناعة والتكنولوجيا واللوجستيات والطاقة.

ورغم عدم وجود احصائيات حديثة حول عدد الشركات البلجيكية العاملة في قطر، لكن بيانات غرفة تجارة قطر لعام 2018 أكّدت تسجيل أكثر 13 شركة قطرية بلجيكية مشتركة، وما يزيد عن 12 شركة بلجيكية بنسبة 100% تعمل في السوق القطري في مجالات متنوعة برأسمال اجمالي يزيد على 170 مليون دولار.

علاقات متنامية

تعمل دولة قطر على تعزيز علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي، ومنها بلجيكا، حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ السبعينيات، وشهدت تطوراً لافتاً منذ عام 2004 في مجالات التنمية والتعاون.

وأشارت صحيفة الشرق القطرية في مارس 2024، إلى أن الزيارات الرسمية والاتفاقيات الثنائية دعمت توثيق العلاقات، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية، مما ساهم في نمو التبادلات التجارية بين البلدين.

كما توسع التعاون ليشمل قطاعات التكنولوجيا والهندسة والخدمات، حيث استخدمت قطر السعة الكاملة لمحطة زيبروج حتى عام 2044 بموجب اتفاقية مع شركة “فلوكسيس”.

وساهمت الشركات البلجيكية في عدد من مشروعات البنية التحتية الكبرى في قطر، بما في ذلك تجهيز ميناء الدوحة لاستقبال سفن الرحلات البحرية، والمشاركة في بناء عدد من المعالم والملاعب المهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى