الاخبار

ما مصير الحرب في غزة بعد اغتيال السنوار؟

من وجهة نظر نتنياهو فإن الحرب يجب أن تنتهي بانتصار إسرائيلي، أو أن يفهم الخصوم أن “إسرائيل” التي حاولتم هزيمتها في 7 أكتوبر استعادت قوتها وقادرة على الرد عليكم وهزيمتكم.

مع إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي اغتيال زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار وتأكيد الحركة استشهاده، تكون الحرب في غزة دخلت في مرحلة جديدة و”حساسة إلى حد كبير”.

ولا يعتبر السنوار اسماً عادياً في الحركة على صعيدها السياسي والعسكري، إذ بعد حادثة اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران أمسك بجميع الخيوط على مستوى التفاوض والقيادة العسكرية على الأرض.

ويطرح اغتيال السنوار “العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر” تساؤلات عدة حول تأثير رحيله على مجريات الحرب في غزة وفرص إبرام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين، فضلاً عن فرص توقف الحرب.

تداعيات بالغة

بعد مرور عامٍ كامل على معركة طوفان الأقصى وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، (17 أكتوبر 2024) اغتيال السنوار في عملية عسكرية برفح.

وقال نتنياهو في خطاب مصور، إنه “تم القضاء على السنوار لكننا لم ننته من المهمة، نحن مطالبون بإعادة جميع المختطفين”، مضيفاً: “الحرب لم تنته بقتل السنوار، ومن يلقى سلاحه ويعيد رهائننا، سنسمح له بالخروج من غزة والعيش”.

وأضاف: “سنواصل بكامل القوة حتى إعادة الرهائن”، مشيراً إلى أنه “أصبح واضحاً للجميع لماذا لم نوقف الحرب حتى الآن”، مؤكداً: “حماس لن تحكم غزة بعد الآن”.

بدوره أعلن خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، (18 أكتوبر) رسمياً استشهاد السنوار، فيما أكدت كتائب “القسام” أن جذوة المقاومة لن تخمد باغتيال قادتها.

وتشير تقارير أمريكية إلى أن اغتيال السنوار بالفعل سيكون له تداعيات بالغة الأهمية على الحرب باعتباره “أكبر تغيير محتمل في قواعد اللعبة بالحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل وحماس”.

ومع توقف مفاوضات وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى لعدة أشهر، قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن كبار المسؤولين في الإدارة ظلوا متمسكين بالأمل في إمكانية التخلص من السنوار في يوم من الأيام، معتقدين أن ذلك “قد يفتح أبواباً لم يكن من الممكن أن تكون مفتوحة”.

كما ينظر المسؤولون الأمريكيون إلى أن “مقتل السنوار هو الحدث الذي تحتاج إليه إسرائيل بشدة حتى تتمكن من إعلان انتهاء حربها في غزة”.

وإلى جانب ذلك تقول “سي إن إن” إن مقتل السنوار “قد يؤدي إلى تسريع التدخلات الدولية والإقليمية لتهدئة الأوضاع، أو في المقابل تصعيد العمليات الانتقامية من جانب حماس، وقد يدفع المجتمع الدولي إلى محاولة التوسط بشكل أكبر لإيقاف التصعيد، في ظل فقدان حماس لأحد أبرز رموزها”.

استمرار الحرب

ويأتي اغتيال السنوار مع مواصلة العدوان العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وبدء تنفيذ خطة عسكرية طرحها كبار ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال.

وتتضمن “خطة الجنرالات” التي صاغها اللواء احتياط غيورا آيلاند (الرئيس السابق للمجلس الأمني):

  • ترحيل جميع سكان المنطقة الشمالية الذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف شخص، وفقاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

  • تحويل المنطقة الواقعة شمالي محور نتسريم، الذي يفصل جنوبي قطاع غزة عن شماليه، إلى منطقة عسكرية مغلقة.

  • يفرض جيش الاحتلال على شمال القطاع حصاراً عسكرياً كاملاً، بزعم أن حصاراً كهذا سيجعل المقاتلين الفلسطينيين أمام الاستسلام أو الموت.

وفي السادس من أكتوبر الجاري، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان شمالي قطاع غزة بإخلاء منازلهم، معلناً بدء عملية عسكرية في بلدة ومخيم جباليا (شمال) بذريعة “منع حركة “حماس” من استعادة قوتها في المنطقة”.

يؤكد الباحث في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر، أن نتنياهو “حسم أمره في مسألة الحرب، فهو كان ولا يزال يريد استمرار الحرب”، مشيراً إلى عدم وجود أي تغيير بعد استشهاد السنوار مضيفاً لـ”الخليج أونلاين”:

  • نتنياهو كان دائماً يضع الشروط ويعطل أي محاولة لوقف الحرب، كما حدث في صفقة الأسرى التي لم يكن في خلده أن تكون سبباً في وقف إطلاق النار.

  • نتنياهو يريد أن يبقى ملف الأسرى عالقاً، من أجل استمرار وقود لهذه الحرب وأن يستخدم الأسرى كغطاء لهذه الحرب.

  • نتنياهو كان يعيق ملف الأسرى مشيراً إلى أنه كان من الممكن أن تستمرصفقة تبادل الأسرى التي أبرمت في نوفمبر الماضي، للإفراج عن المزيد منهم بدون أثمان كبيرة لكن نتنياهو لم يكن يشأ يريد الوصول لوقف إطلاق النار.

  • نتنياهو وجد طريقه إلى الحرب لاعتباراته السياسية ومنها أيدلوجية مرتبطة بنتائج 7 أكتوبر، والتي أثرت على المخيلة الاجتماعية والسياسية الإسرائيلية ونظرة الإسرائيليين أنفسهم كيف كنا وأصبحنا بعد “طوفان الأقصى”.

  • من وجهة نظر نتنياهو فإن الحرب يجب أن تنتهي بانتصار إسرائيلي، أو أن يفهم الخصوم أن “إسرائيل” التي حاولتم هزيمتها في 7 أكتوبر استعادت قوتها وقادرة على الرد عليكم وهزيمتكم.

ويشارك الكاتب والمحلل السياسي جهاد أبو العيس، أبو عامر، في أن نتنياهو هو المشكلة، مضيفاً لـ”الخليج أونلاين”:

  • لن يتغير شيء استراتيجي سيستمر الاحتلال بإجرامه معتقداً أنه أطاح برأس المقاومة بالتالي ستضعف.

  • المقاومة لا تتحرك برأس واحد في غزة فأسلوب حركات التحرر أنها لا تعتمد على الزعيم الأوحد.

  • المقاومة تتحرك وفق أذرع وعقد ومجموعات، وتعلمت كيف تتحرك ضمن خطط فقدان التواصل مع القيادة.

  • ما يحدث هو العودة لرتابة الوضع قبل استشهاد السنوار، وسنعود للكمائن والتوغل ولن يتغير شيء جذري على واقع الحرب، انتظاراً لنزول نتنياهو عن الشجرة والقبول بتسوية لإنهاء الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى