الاخبار

كيف نجحت الإمارات وتركيا في تعزيز تعاونهما الاقتصادي؟

ما جديد التبادل التجاري بين الإمارات وتركيا؟

إعلان نائب وزير التجارة التركي أن بلاده تطمح لرفع التبادل التجاري مع الإمارات إلى 40 مليار دولار.

هل من الممكن أن يتحقق هذا الرقم خلال المرحلة الحالية؟

في ظل النمو المستمر في العلاقات الاقتصادية، واتفاقية الشراكة الشاملة ومذكرات التفاهم من المتوقع الوصول لهذا الرقم خلال سنوات قليلة.

تمضي الإمارات وتركيا بخطى واثقة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والشراكة، ما يجعل البلدان من أكثر دول المنطقة ترابطاً اقتصاديا، وأكثرهما استفادة من مقومات البلدين في مختلف المجالات.

مؤخراً تحدث مسؤول تركي عن طموح يراود أنقرة للوصول إلى 40 مليار دولار تبادل تجاري على المدى المتوسط، وذلك بعد أن بلغ خلال العام الماضي 2023، قرابة 20 مليار دولار.

مسعى يحظى بدعم القيادتين الإماراتية والتركية، وذلك بعد توقيت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في مارس 2023، ودخولها حيز التنفيذ في أغسطس الماضي، فكيف نجحت أبوظبي وأنقرة في تعزيز التعاون الاقتصادي في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العالم؟

طموح كبير لرفع التجارة

وفقاً لنائب وزير التجارة التركي، مصطفى توزجو، فإن بلاده تطمح لرفع التجارة الخارجية مع الإمارات إلى 40 مليار دولار على المدى المتوسط.

وأكد توزجو الخميس الماضي، في كلمة ألقاها، خلال افتتاح منتدى ولقاء تواصلي نظمته “غرفة دبي الدولية” في إسطنبول، بالتعاون مع “اتحاد الغرب والبورصات” التركي، وعدد من المؤسسات والكيانات الاقتصادية التركية، وصول التبادل التجاري بين البلدين إلى 20 مليار دولار، مؤكداً أنه قدر يرتفع قريباً إلى 25 مليار دولار.

ويرى علي كوبوز نائب رئيس “اتحاد الغرب والبورصات” التركي، أن تركيا والإمارات قادرتان على تنفيذ مشاريع ناجحة في البلدين ودول أخرى في أفريقيا وآسيا الوسطى.

وتحدث عن 6 مليارات دولار حجم الاستثمارات الإماراتية في تركيا، بينما بلغت قيمة الاستثمارات التركية بالإمارات قرابة ملياري دولار، وأنجزت الشركات التركية قرابة 145 مشروعاً ناجحاً في الإمارات بقيمة 13.2 مليار دولار، حسب كوبوز.

اتفاقيات جديدة

وعلى هامش المنتدى الذي عُقد الخميس الماضي، بالتنسيق بين “غرفة دبي الدولية” وعدد من الهيئات والمؤسسات التركية، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية بين “غرفة تجارة إسطنبول” و”غرفة دبي الدولية”.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاتفاقية إلى تحقيق تقارب أكبر بين عالمي الأعمال في إسطنبول ودبي، ومن شأنها أن تزيد من حجم الاستثمارات بين البلدين.

ويأتي هذا التوجه لرفع التجارة البينية وحجم التعاون الاقتصادي والصناعي، بعد عام من دخول اتفاقية الشراكة الشاملة بين الإمارات وتركيا حيز التنفيذ، بعد التوقيع عليها يوم (3 مارس 2023).

جانب من لقاء الأعمال الإماراتي التركي في دبي

وسبق أن قال وزير الدولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات ثاني الزيودي، أن هذه الاتفاقية من شأنها أن تسهم في مضاعفة التجارة الخارجية غير النفطية إلى 1.09 ترليون دولار.

ونصت الاتفاقية على إلغاء أو خفض الرسوم الجمركية بنسبة 93% من مكونات التجارة البينية غير النفطية لمضاعفتها إلى 40 مليار دولار، كما أنها تشكل فتحاً مهماً في تنمية الصادرات والاستثمار المتبادل بين الجانبين.

كما تهدف اتفاقية الشراكة الشاملة إلى زيادة الصادرات الإماراتية إلى تركيا بنسبة 21.7%، وزيادة تدفقات الاستثمار في القطاعات الرئيسية مثل الخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية والأمن الغذائي والطاقة المتجددة، بحسب تقرير لوكالة “وام” (19 يوليو 2023).

شراكة كبرى

وتركيا ضمن أكبر 10 شركاء اقتصاديين للإمارات، بحصة تبلغ 3% من التجارة الخارجية غير النفطية الإماراتية.

وفي (يوليو 2023)، شهد الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والإماراتي محمد بن زايد، توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين بقيمة 50.07 مليار دولار، تشمل مجالات الطاقة والتجارة والصناعة والنقل والطاقة النووية والتقنيات الناشئة وغيرها من المشاريع.

وفي (أغسطس 2024)، كشف مصدران مطلعان لوكالة “رويترز”، عن محادثات تجريها الإمارات مع تركيا لإنشاء مشروع مشترك لتشغيل ميناء إزمير التركي الواقع على بحر إيجة، عبر شركة موانئ أبوظبي.

وسبق أن أبدت الإمارات اهتماماً بشراء حصة لتشغيل ميناء إزمير في صفقة محتملة قدرت حينها بـ500 مليون دولار، إلا أن الصفقة تأخرت بسبب تغير ظروف المنافسة في المنطقة.

كما وقع الجانبان، خلال يوليو 2023، سلسلة صفقات بأكثر من 50 مليار دولار، علماً بأن التبادل التجاري بين البلدين بلغ وفق إحصائيات نفس العام، قرابة 10 مليارات دولار، في الوقت الذي يستهدف فيه البلدان رفعه إلى 25 مليار دولار، خلال السنوات الخمس القادمة.

مشاريع واعدة

وبالرغم من حالة التوتر السياسي التي شابت علاقة الإمارات بتركيا، خلال السنوات الماضية، إلا أن الجانبان احتفظا بحالة من الاستقرار الاقتصادي والتجاري.

ويرى الكاتب الصحفي التركي فراس رضوان أوغلو، أن الإمارات دخلت السوق التركية كشريك قوي جداً، لافتاً إلى أن لديها بنك في تركيا ومشاريع كبرى خصوصاً في قطاع الموانئ.

وأشار في تصريحات لموقع “الخليج أونلاين”، أن هناك مشاريع كبرى قد تستحوذ عليها الإمارات في تركيا خلال الفترة المقبلة بينها حصص في مينائي مرسين وإزمير وبعض المدن الساحلية التركية.

ونوّه رضوان أوغلو إلى أن السوق الإماراتية مهمة بالنسبة لتركيا، كما أن التبادل التجاري بين الجانبين كبير ويشهد نمواً مستمراً.

وفيما يتعلق برفع حجم التبادل التجاري إلى 40 مليار دولار، يرى رضوان أوغلو أن الأمر ممكن لكن ليس في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن الحرب القائمة في غزة وأيضاً في لبنان، تلقي بظلالها على التجارة البينية بين البلدين، مؤكداً أن الأمور يمكن أن تتغير بعد توقف الحرب.

وفيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، قال الكاتب التركي، إن تركيا “بحاجة للمزيد من الشراكات الاقتصادية، بسبب المشاكل الاقتصادية الكبيرة ونقص السيولة النقدية التي تعانيها، بينما دول الخليج لديها القدرة الاقتصادية اللازمة لتعزيز اقتصاد تركيا، وخصوصاً قطر والسعودية والإمارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى