قلب الاقتصاد السعودي.. نظرة على الفرص الاستثمارية في جدة
ما عدد الفرص الاستثمارية المطروحة في جدة؟
أكثر من 100 فرصة استثمارية.
كيف تسهم الاستثمارات الأجنبية في جدة؟
تعزز الاقتصاد وتدعم التنمية في القطاعات اللوجستية والصناعية.
تُعَدّ مدينة جدة من أبرز المراكز الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، حيث تتميز بموقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، مما يجعلها بوابة رئيسية للحرمين الشريفين ومركزاً حيوياً للتجارة والسياحة.
كما تشهد جدة نهضة شاملة في جميع القطاعات الاقتصادية، من خلال تبني مشاريع تنموية طموحة تهدف إلى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتعزيز التنوع الاقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة.
فرص استثمارية
توفر مدينة جدة، بموقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة، بيئة مواتية لاحتضان مشاريع استثمارية مبتكرة تغطي مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية.
وأتاحت “عروس البحر الأحمر” العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة، والتي تشمل الصناعات الغذائية، والخدمات اللوجستية، والسياحة، والتكنولوجيا، حيث قدّمت الجهات المعنية الكثير من الحوافز لدعم المستثمرين، كما تسعى إلى تجاوز التحديات لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفرص بما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة للمدينة.
وفي إطار ذلك، التقى الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء، الدكتور هشام بن سعد الجضعي، في مقر الغرفة التجارية بجدة، في 13 يناير الجاري، عدداً من مسؤولي وممثلي شركات الأغذية والأدوية والأجهزة والمنتجات الطبية في المنطقة الغربية.
وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون المشترك، وبحث سبل تمكين الاستثمار، والفرص الاستثمارية في المجالات التي تقع ضمن نطاق إشراف “الغذاء والدواء”، والاستماع إلى الملاحظات والتحديات التي تواجه القطاع الخاص لتطوير خدمات الهيئة للمستفيدين، والإسهام في تعزيز الجودة، تعظيماً للشراكة الفعّالة بين الهيئة والقطاع الخاص.
;lh طرحت أمانة جدة في أغسطس الماضي، نحو 14 فرصة استثمارية متفرقة في أنحاء المدينة تنوعت ما بين رياضية وترفيهية وتجارية وتعليمية واستثمارية، فضلاً عن مواقع مخصصة للوحات الدعائية والإعلانية.
وأعلنت أمانة جدة في يوليو الماضي عن طرح 11 فرصة استثمارية جديدة خلال 2024، تتضمن مشاريع متنوعة تشمل إقامة فندق، مستشفى، مركز تجاري، وملاعب رياضية، وفق ما صرحت به الأمانة لصحيفة “الاقتصادية”.
كما أشارت الأمانة إلى أن عدد النشاطات التجارية المرخصة على طريق كورنيش جدة يبلغ 624 نشاطاً، تشمل فنادق، شقق فندقية، ومنتجعات، ومدن ملاهي، ومحال تجارية متنوعة، ومطاعم، وأنشطة طبية وتعليمية، ومحطات وقود، مما يعكس التنوع والازدهار الاقتصادي في المنطقة.
وبالنسبة إلى الفرص الاستثمارية المطروحة، بلغ عددها في الربع الأول من عام 2024 خمس فرص، في حين وصل العدد الإجمالي للفرص التي طرحت خلال عام 2023 إلى 43 فرصة، شملت إنشاء مراكز تجارية، محطات وقود، ومستودعات.
ومن أبرز الاستثمارات المطروحة عام 2024 في جدة، انشاء مدينة ثلجية متعددة الاستخدامات على مساحة تزيد عن 125 ألف متر مربع في حي قباء شمال جدة، تضم دور سينما ومحالاً تجارية.
كما جرى طرح تشييد مرسى بحري ومطاعم في حي المروج بجوار مدينة البحيرات بمساحة تزيد عن 270 ألف متر مربع، وكذلك بناء مجمع تجاري رياضي في حي الواحة بمساحة نحو 35 ألف متر مربع، ومجمع تجاري في حي السامر بمساحة 32 ألف متر مربع، وفندق فئة خمس نجوم على طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز بحي الأندلس.
وفيما يتعلق بالمشاريع التطويرية، أكدت الأمانة وجود عدد من المشاريع المعتمدة لتحسين التقاطعات المرورية، إنشاء الحدائق، وتطوير البنية التحتية من سفلتة، وأرصفة، وإنارة، مع إعلان تفاصيلها عند إطلاقها.
موقع استراتيجي
ويعتقد الأكاديمي والخبير الاقتصادي أحمد صدام، أن الموقع الجغرافي لمدينة جدة يجعلها منطقة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية.
ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن جدة تشهد مشروعات تنموية ضخمة، مثل مشروع “جدة داون تاون” ومطار الملك عبدالعزيز الجديد، إضافة إلى وجود موانئ متقدمة وطرق سريعة تعد دعامات مهمة للاستثمار.
ويلفت صدام إلى المزايا المقدمة للمستثمرين في جدة والمملكة بشكل عام، مثل الإعفاءات الضريبية وتسهيل الإجراءات.
ويبين أن المشاريع الكبرى مثل الموانئ والمناطق الصناعية في جدة تسهم في تعزيز القدرة التنافسية من خلال تقليل تكاليف الانتاج المباشر للشركات المستثمرة وتقليل تكاليف النقل بفضل تسهيلات النقل المتطور.
ويرى صدام أن ذلك يتيح للشركات المستثمرة تعزيز قدرتها التنافسية بسبب قدرتها على الانتاج بتكاليف اقل وبالتالي إمكانيتها ببيع منتجاتها بأسعار تنافسية بالمقارنة مع مثيلاتها من الشركات في الدول الاخرى.
ويردف: الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية مثل الموانئ، الطرق، والاتصالات تعزز من جاهزية المدينة لاستقبال المشاريع الاقتصادية، كما أن هناك نمواً كبيراً للسياحة في جدة يشجع على إقامة العديد من المشاريع الاستثمارية.
أكبر استثمار عالمي
وحققت جدة تطورات لافتة في بيئة الأعمال خلال السنوات الأخيرة، مع التركيز على تسهيل الإجراءات الاستثمارية وتحفيز رأس المال الأجنبي للدخول في قطاعات متعددة.
وفي إطار ذلك، دشنت شركة ميرسك الدنماركية العملاقة للنقل في أغسطس الماضي، أكبر استثمار لوجستي للشركة عالمياً، بميناء جدة الإسلامي، بقيمة استثمارية تبلغ 1.3 مليار ريال (346.5 مليون دولار).
ونقلت صحيفة الاقتصادية السعودية عن وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي صالح الجاسر، تأكيده أن المنطقة اللوجستية تعزز إيرادات وأنشطة الميناء، وتستخدم أحدث التقنيات العالمية لدعم وصول الصادرات السعودية إلى الأسواق العالمية.
من جهته قال عمر حريري رئيس الهيئة العامة للموانئ السعودية لـ”الاقتصادية”: إن الشراكة السعودية مع شركة ميرسك، لبناء أكبر مدينة لوجستية في ميناء جدة، دليل على أهمية الميناء في المنطقة.
وأضاف خلال التدشين أن الموانئ السعودية شهدت توقيع إنشاء 18 منطقة لوجستية 10 في جدة و7 في الدمام ومنطقة واحدة في ينبع، باستثمارات تزيد عن 10 مليارات ريال (2.7 مليار دولار) ومساحات تفوق 6 مليون متر مربع.
استثمارات صناعية واعدة
,تواصل مدينة جدة ترسيخ مكانتها كمركز اقتصادي حيوي في المملكة، من خلال مشاريع استثمارية كبرى تهدف إلى تعزيز الصناعات وتطوير البنية التحتية.
وقّعت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن” وشركة “أوسارا للتطوير العقاري” إحدى شركات الاستثمار العُمانية اتفاقية استثمارية لإنشاء 52 مصنعاً جاهزاً في المدينة الصناعية الثانية بجدة.
ويُعد المشروع الذي أعلن عنه في 10 نوفمبر الماضي، هو الأول من نوعه الذي يطوره القطاعُ الخاص الخليجي للمشاركة في إنشاء المصانع الجاهزة وتطويرها في المدن الصناعية، وفق أهداف “مدن” بتطوير وتنمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وذكرت صحيفة “سبق” السعودية، أن “مدن” أنهت خلال عام 2024 عدداً من المشاريع التطويرية الجديدة تضمنت إنشاء 20 مصنعاً بمساحة 450 متراً مربعاً للمصنع الواحد، و12 مصنعاً بمساحة 900 متر مربع للمصنع الواحد في واحة مدن بجدة، وإنشاء 24 مصنعاً بمساحة 225 مترا مربعاً للمصنع الواحد في المدينة الصناعية الأولى بجدة.
وكشف المطور الرئيسي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فهد السيف، في أكتوبر الماضي، أن المدينة حققت نمواً ملحوظاً وغير مسبوق بحجم استثمارات بلغ 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار) وذلك خلال لقائه مع نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير سعود بن مشعل في مقر الإمارة بجدة.
وبحسب بوابة الاستثمار في المدن السعودية “فرص”، فإن مدينة جدة لديها حالياً أكثر من 100 فرصة استثمارية جديدة متاحة في مختلف المجالات، إضافة إلى 78 موقع تأجير مؤقت.