قطر: جهود الوساطة مستمرة وسط تفاقم للكارثة بغزة

آل ثاني: أحد أطراف الصراع يسعى لاتفاق شامل بينما يتمسك الطرف الآخر باتفاق جزئي
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن مفاوضات الأسابيع الماضية بين حماس وإسرائيل فشلت في إحراز أي تقدم بسبب الهوة الكبيرة بين الجانبين، مؤكداً أن بلاده تواصل وساطتها بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة رغم تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة واستمرار معاناة المدنيين في القطاع.
وخلال كلمته في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة، أشار الوزير القطري إلى أن أحد أطراف الصراع يسعى لاتفاق شامل بينما يتمسك الطرف الآخر باتفاق جزئي.
وأوضح أن الوساطة القطرية تستند إلى قناعة راسخة بأن المفاوضات هي الطريق الوحيد للحل، رغم ما وصفه بـ”الألاعيب السياسية الإسرائيلية” التي تسببت مراراً في تخريب المساعي التفاوضية على مدار عام ونصف.
وأعرب الوزير عن خيبة أمله من استمرار التصعيد الإسرائيلي عقب الإفراج عن الرهينة عيدان ألكسندر، قائلاً إن بلاده توقعت أن تمثل الخطوة انفراجة إنسانية، لكن الرد جاء “بقصف عنيف” أدى إلى سقوط مئات الضحايا.
وأضاف أن قطاع غزة يشهد حالياً “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، مشدداً على ضرورة التوصل إلى اتفاق يحرر الرهائن ويخفف المعاناة اليومية للفلسطينيين.
وأكد الوزير أن السلوك العدواني “غير المسؤول” لإسرائيل يقوض فرص السلام، محذراً من أن استمرار العمليات العسكرية في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا “لم يعد يحتمل”، في ظل استنزاف المنطقة لعقود بفعل الحروب والحروب بالوكالة.
وفي جانب العلاقات الدولية، أشار رئيس الوزراء القطري إلى وجود “زخم إيجابي” في الحوار بين واشنطن وطهران، موضحاً أن الإدارة الأمريكية تعتبر الشرق الأوسط ودول الخليج أولوية في سياساتها، وأن العلاقة بين الدوحة وواشنطن مؤسسية و”ظلت قوية على مدى كل الإدارات”.
كما لفت إلى أن قرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا “يُعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ونتطلع إلى خطوات مماثلة تُسهم في دعم استقرار المنطقة”.
وختم الوزير كلمته بالتأكيد على التزام قطر بسياسة الوساطة النزيهة والعمل مع شركائها لوقف الحرب، والإفراج عن الرهائن، وإنهاء مأساة سكان غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 174 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلاً عن مئات آلاف النازحين.