قطر.. بطولات عالمية مستمرة عززت مكانتها كوجهة لمحبي الرياضة
– كم عدد الأحداث الرياضية التي استضافتها قطر؟
منذ العام 2005 استضافت دولة قطر أكثر من 176 فعالية رياضية
– ما هي أبرز الأحداث الرياضية التي ستستضيفها قطر؟
خلال شهر نوفمبر الجاري تستضيف قطر مباراة كلاسيكو الأساطير برشلونة وريال مدريد، وسباق الفورمولا1، وفي ديسمبر بطولة كأس القارات للأندية.
ستكون قطر على موعدٍ مع احتضان فعاليات رياضية كبرى خلال الأسابيع المقبلة، ما سيجعلها محط أنظار الكثير من محبي الرياضات والبطولات المختلفة والاستمتاع بأحداثها المشوقة والكثيرة والتي تستمر لفترة زمنية قصيرة.
وسيتوجه عشاق ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين إلى قطر، حيث تستضيف في الـ28 من نوفمبر الجاري، مباراة كلاسيكو الأساطير بين فريقي كرة القدم، إضافة إلى استضافت حلبة لوسيل الدولية سباق الفورمولا1، فيما تقام حالياً البطولة الآسيوية السابعة والعشرين للأندية أبطال الدوري للرجال لكرة اليد.
أما في ديسمبر القادم، فسيكون عشاق كرة القدم أيضاً على موعد مع بطولة كأس القارات للأندية 2024، التي ستستضيف الدوحة المباريات الثلاث الأخيرة منها بنظامها الجديد، والتي ستقام أيام 11 و14 و18 ديسمبر المقبل.
ومنذ عام 2005 استضافت قطر أكثر من 176 حدثاً رياضياً رفيع المستوى، من ضمنها 101 حدثاً إقليمياً و76 حدثاً دولياً، منها 50 فعالية جماعية إقليمية (مقابل 31 فعالية فردية) و63 فعالية جماعية دولية (مقابل 32 فعالية فردية).
قدرات كبيرة
ولعل استضافة قطر لهذه الأحداث الرياضية العالمية، يأتي تأكيداً لقدرتها على تنظيم واستضافة البطولات والفعاليات الكبرى مع وجود بنية تحتية متطورة تتفوق فيها على العديد من الدول، ما عزز مكانتها كوجهة رياضية عالمية، وأبرز مدى التزامها بتطوير القطاع الرياضي والترفيهي.
ويقول الدكتور سنيد المري، مدير إدارة الشؤون الرياضية بجامعة قطر، إن دول العالم تركز على ثلاث ركائز في اهتماماتها “الصحة والتعليم والاقتصاد”، إلا أن “دولة قطر أضافت ركيزة رابعة هي الرياضة”.
ويشير في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن قطر استثمرت في الرياضة سواء على صعيد الاستثمار الخارجي أو على مستوى استضافة الأحداث الرياضية أو على مستوى الاكاديميات الرياضية إضافة إلى الإعلام الرياضي.
وتبنت قطر نهجاً واضحاً في المجال الرياضي وفقاً لما يراه المري، ويؤكد أن استضافتها للأحداث الرياضية الكبرى “نقلة نوعية وكان لها الأثر الأكبر على المجتمع والبنى التحتية؛ ما انعكس بشكل إيجابي على كافة المجالات في الدولة”.
ويستطرد بالقول: “الرياضة استطاعت أن تضيف الكثير لقطر منها تطوير البنى التحتية والملاعب العالمية والسمعة الطيبة التي باتت تتمتع بها الدولة على الساحة الرياضية العالمية”، موضحاً أن النسخة المتميزة من كأس العالم 2022 كانت على قدر عال من الابتكار والإبداع ما جعلها استثنائية على جميع الأصعدة وساهم بترك أُثر ملموس على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي.
الزوار والسياح
وحول السياحية الرياضة يشير المري إلى أن النجاح في هذا المجال يحتاج إلى مقومات منها الإعلام المتميز الذي يمكن من خلاله الترويج للدولة والقطاعات المتميزة فيها والمرافق، وتوفر الخدمات الجيدة من الفنادق وبنى تحتية متطورة، لافتاً إلى أن قطر “تبنت نهجاً واضحاً في هذا المجال من خلال تشييد الملاعب العالمية بأشكال جذابة مما يزيد من قدرة قطر على جذب السياح الرياضيين”.
وأوضح أن استضافة الأحداث الرياضية الكبرى “له دور كبير في جذب واستقطاب الزوار والسياح الراغبين في مشاهدة هذه الفعاليات العالمية”، مبيناً أنه من الممكن أيضاً الاستفادة من المنشآت الرياضية التي شهدت أحداثاً مميزة خلال تنظيم كأس العالم عبر إتاحة الفرصة للجماهير لزيارتها.
وختم حديثه بالقول: “قطر لديها أنشطة رياضية شعبية خاصة تستقطب أيضاً المشاركين ببطولة (صملة) وغيرها من البطولات الشعبية والمحلية إضافة إلى العالمية، ما يجعلها وجهة سياحية لمحبي الرياضة”.
تفوق كبير
فيما يشير الصحفي والمحلل الرياضي عبد المجيد الجزار إلى أن استضافة قطر للأحداث الرياضية العالمية تؤكد “تفوقها في مجال التنظيم الرياضي واستضافة الفعاليات في أفضل الظروف والأجواء التي توفر البيئة المثالية للمشاركين، لتكون فرصة للجماهير لعيش تجربة فريدة والاستمتاع بالفعاليات الرياضية”.
ورأى أن استمرار تنظيم الفعاليات وفق استراتيجية محددة وهادفة “يؤكد ثقة الاتحادات الدولية والقارية في قدرة قطر على إنجاح أي بطولة بناء على ما تملكه من إمكانيات وقدرات ضخمة في التنظيم المتميز”.
ويضيف في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن الاهتمام القطري بالرياضة “يندرج في إطار الإيمان بالرياضة كقوة ناعمة تساهم في خلق التواصل بين الشعوب وتوحيدها وهو ما تجلى بوضوح خلال فترة كأس العالم 2022، حيث كانت مناطق المشجعين تحتشد بالآلاف من الأفراد من جنسيات وأعراق وديانات مختلفة في بيئة آمنة جداً وسلام”.
وجهة رياضية
وأوضح الجزار أن استضافة قطر للعديد من الفعاليات والتظاهرات الرياضية جعل منها وجهة رياضية مفضلة على الصعيد العالمي، مضيفاً: “باتت تلقب بعاصمة الرياضة العالمية لأنه لا يكاد أن تمر سنة دون أن تستضيف فيها على الأقل حدثاً رياضياً ذات طبيعة عالمية أو قارية”.
وبحسب رأيه، فإنه “من المؤكد تعتبر الرياضة عاملاً إيجابياً ومساعداً لخدمة السياحة وتعزيزها في دولة قطر والترويج لها، حيث إن الأحداث الرياضية العالمية والقارية خصوصاً تجلب المشجعين من أجل مساندة وتشجيع منتخباتهم”.
وتطرق الجزار إلى الآثار التي تستفيد منها الدول المستضيفة للأحداث الرياضية ومنها المالية قائلاً: “كل زائر يأتي لتتبع ومشاهدة بطولة رياضية أو حدث رياضي يحتاج أولاً لوسيلة نقل من بلده إلى قطر، كما يحتاجون إلى مكان للإقامة، فضلاً عن الأكل والتنقل وزيارة المعالم والتعرف على ثقافة وتقاليد البلد كل هذا سيساهم في تنشيط عجلة قطاع الخدمات والفنادق والمطاعم ووسائل النقل العامة”.
وينوه بتجربة كأس العالم 2022 التي بلغ خلالها عدد الزوار إلى قطر أكثر من مليون زائر؛ مما انعكس بشكل إيجابي على عدة قطاعات، حيث ارتفعت نسبة إشغال الفنادق والمطاعم والنقل وباقي المرافق الأخرى المرتبطة بها.
الترويج السياحي
بدروه أكد رجل الأعمال حسن الحكيم أن الرياضة أصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع القطري بعد السمعة الطيبة التي باتت تتمتع بها قطر مجال الرياضة حتى أصبحت أحد أبرز المدن الرياضية بمنطقة الشرق الأوسط.
ويؤكد لـ”الخليج أونلاين”، أن قطر “نجحت خلال السنوات الماضية في تنظيم العديد من البطولات والفعاليات العالمية وهو ما تعكسه الزيادة في عدد البطولات التي تستضيفها من عام إلى آخر”.
وأضاف الحكيم: “استضافة الأحداث الرياضية العالمية له الدور الأساس في الترويج السياحي لقطر لا سيما محبي الرياضة”، معتبراً أن البنية التحتية التي جرى بناؤها خلال كأس العالم وما توفره من سهولة في التنقل والأمان العالي “يعطي أفضلية للدولة باستقطاب الزوار ودعم السياحة الرياضية”.
أرقام بارزة
وأعلنت هيئة “قطر للسياحة” أن الدولة حققت رقماً قياسياً جديداً في إجمالي عدد الزوار حتى نهاية أكتوبر 2024، إذ وصل إلى 4 ملايين، ما يعادل إجمالي العدد الذي تم تسجيله خلال العام 2023 بأكمله.
ويمثل إجمالي عدد الزوار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي زيادة بنسبة 26% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
وتواصل دول مجلس التعاون الخليجي تصدر قائمة الدول المساهمة في تدفق الزوار إلى قطر، حيث شكلت نسبة 41.8% من الإجمالي، بينما يشكّل الزوار من الأسواق الدولية نسبة 58.2% المتبقية.
وتشمل أكبر 10 أسواق مصدرة للزوار، المملكة العربية السعودية والهند والمملكة المتحدة والبحرين والولايات المتحدة والكويت وسلطنة عمان وألمانيا والإمارات والصين.