الاخبار

قتلته “إسرائيل” حرقاً.. “شعبان الدلو” الذي كان يريد أن يصبح طبيباً

الفلسطيني محمد الدلو: قتلوا شقيقي شعبان حرقاً وهو حي أمام أعين الكاميرات ولم يستطيع أحد الوصول إليه وإنقاذه

تناقل العالم مشهد استشهاد شاب فلسطيني حرقاً داخل خيمة نزوحه في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، إثر استهدافها بصاروخ إسرائيلي.

بعد استخراج جثة الشاب من داخل الخيمة وهو متفحم بالكامل، تعرفت عائلته عليه واتضح أنه الشاب الجامعي شعبان الدلو، الذي استشهد إلى جانب والدته، وأصيب والده وشقيقته بحروق من الدرجة الثالثة.

وراء الشاب الدلو قصة مؤلمة، تتلخص في أنه كان يحلم بدراسة الطب ولكن ظروف قطاع غزة منعته من تحقيق حلمه، حتى استشهاده حرقاً داخل خيمة نزوحه، بعد غارة إسرائيلية أنهت كل أحلامه.

سبق وظهر شعبان في مقطع فيديو له عبر حسابه في موقع “فيسبوك” وقال فيه: “أنا أعتني بعائلتي، بما أني الأكبر سناً، لدي أختان وأخوان، ووالداي، نعيش ظروفاً صعبة للغاية، نعاني أموراً مختلفة منها التشرد والغذاء المحدود والنقص الحاد في الأدوية”.

يقول محمد الدلو شقيق شعبان: “قتلوا شقيقي شعبان حرقاً وهو حي أمام أعين الكاميرات ولم يستطع أحد الوصول إليها وإنقاذه، وتركوا لنا مشهداً صعباً لا يمكن لأي إنسان لديه أخلاق أن ينساه”.

يضيف الدلو في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “كنا نائمين داخل خيمة نزوحنا في مستشفى شهداء الأقصى، وفجأة وقع انفجار ثم اشتعلت النيران بعشرات الخيام الموجودة في ساحة المستشفى، وكانت شديدة بحيث لا يستطيع أحد الهروب منها بسهولة”.

ويوضح أن العالم شاهد شقيقه وهو يحترق ولكنه لا يعرف هويته وأحلامه وطبيعته كشاب يحلم في أن يكون طبيباً يخدم شعبه، ويحكي أيضاً للعالم عما تعرض له الفلسطيني خلال الحرب المدمرة التي لا يزال يتعرض له.

ويعد شعبان الحافظ للقرآن الكريم، وفق شقيقه، “شهيد جديد للظلم والقهر الذي يتعرض له الفلسطيني في قطاع غزة من احتلال مجرم ومتوحش لم يجد أحد يوقفه عن ارتكاب الجرائم والمجازر بحق المدنيين”.

شعبان حسب محمد كان مميزاً في دراسته، وشاب يافع لم يكن يضر أحد أو يعتدي على أحد، وكان يحب الخير للجميع، “ولكن الاحتلال الإسرائيلي قتله بطريقة بشعة وغير إنسانية”.

داخل قسم العناية المركزة بمجمع ناصر الطبي، تمكن مراسل “الخليج أونلاين” من مقابلة شقيقته فرح التي خرجت بحروق خطيرة من داخل الخيمة حين كانت بجانب شقيقها شعبان الذي مات حرقاً.

بصعوبة بالغة في الحديث استرجعت فرح بعض من الكابوس الذي حدث لعائلتها داخل خيمة النزوح في دير البلح، وقالت: “ما شعرت بشيء إلا بالنيران تلتهم جسدي، وشاهدت أمي تحرق وتموت أمامي وكذلك شعبان”.

تضيف فرح (13 عاماً): “جاء شباب إلى الخيمة ووضعوا علي جسدي بطانية من القماش وكانت النيران مشتعلة في أنحاء مختلفة من جسمي، ولكن نجحوا في إخراجي قبل أن تقضي علي النار كما حدث مع شعبان شقيق ووالدتي”.

وصلت فرح إلى قسم الاستقبال في مستشفى شهداء الأقصى الذي يبعد أمتاراً قليلة عن خيمة نزوح عائلة الدلو، ولكنها كانت مصابة بحروق خطيرة، ما دفع الأطباء إلى نقلها إلى قسم الحروق التابع لمنظمة “أطباء بلا حدود” في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن استهداف الاحتلال المباشر لساحة المستشفى تسبب بنشوب حريق كبير في خيام النازحين ومرافق المستشفى، واستشهاد 4 وإصابة أكثر من 40 بينهم حالاتهم خطيرة، ومعظمهم أطفال ونساء.

ولا تزال الطواقم الطبية تحاول علاج فرح وإنقاذ حياتها والتخفيف من آثار الحروق المنتشرة بسجدها في ظل نقص بالأدوية والإمكانية الطبية.

وحول ما حدث أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف للمرة السابعة توالياً خياماً للنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى، في محرقة جديدة سقط فيها شهداء ومصابون.

وأوضح أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي سبق أن نفذت جرائم قصف خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى؛ في 10 يناير، و3 مارس، و22 يوليو، و4 أغسطس، و5 و27 سبتمبر، و14 أكتوبر 2024.

ودان المكتب بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال لهذه المحرقة الجديدة، محملاً الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عنها وعن الجرائم المُمنهجة بحق المدنيين والنازحين في غزة.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف هذه المحرقة التي تأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى