هناك خشية من انهيار منازل ومباني ينزح فيها مواطنون هي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب القصف الإسرائيلي
“الخيمة غرقت ومياه الأمطار دخلت علينا أنا وأطفالي والبرد دخل أجسادنا”، بهذه الكلمات وصف النازح محمد شقورة حالهم في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
يقول شقورة في حديث لـ”الخليج أونلاين”: “قمنا بوضع الأغطية فوق الخيمة قبل هطول الأمطار ظناً منا أنها ستمنع دخول المياه للخيمة”.
غرقت خيمة شقورة وآلاف خيام النازحين نتيجة هطول كميات من الأمطار على قطاع غزة الذي يعيش عدواناً إسرائيلياً منذ السابع من أكتوبر 2023.
لم يجد سكان الخيام مكاناً يحميهم من مياه الأمطار بسبب ضعف خيامهم التي مضى على إنشائها أكثر من عام بأدوات بسيطة كالنايلون والبلاستيك.
النازح أيمن القطاوي أغرقت الأمطار خيمته المهترئة ووصلت المياه إلى ملابسهم القليلة وأغطية أطفاله الأربعة وزوجته.
يقول القطاري لـ “الخليج أونلاين”: “هذه الحرب أتعبتنا، أخذت كل شيء منا، ونعيش الآن أياماً وأوقاتاً قاسية بسبب وصول الأمطار والعيش في الخيام “.
زاد هطول الأمطار من معاناة القطاوي وعائلته التي تعيش منذ أكثر من عام في الخيام التي تفتقد للخدمات والعيش الآدمي.
أضرار جسيمة
الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، أكد تعرض الخيام التي تؤوى آلاف النازحين في مناطق عديدة إلى أضرار جسيمة بعد أن تدفقت مياه الأمطار بداخلها، ما أدى إلى إتلاف أمتعتهم وأفرشتهم.
وقال بصل في حديثه لـ “الخليج أونلاين”: “تركزت الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين في كل من: مخيم إيواء ملعب اليرموك، ومتنزه بلدية غزة ومنطقة مخيم الشاطئ، والخيام المقامة في بعض المدارس، وكذلك في وسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء بالقرارة ومنطقة وادي السلقا ومحيط بركة حي الأمل وحرم جامعة الأقصى ومنطقة الشاكوش بمواصي رفح ومنطقة البركة وساكل البحر في دير البلح”.
ووجه بصل تساؤلات للعالم الإنساني وللمنظمات الدولية بأن “خيام النازحين تعرضت لأضرار صباح اليوم بمجرد سقوط أمطار محدودة وخفيفة؛ فكيف الحال لو شهدت هذه الخيام أمطار غزيرة ومتواصلة؟”، وأوضح أن القطاع أمام مشهد إنساني كارثي إذا استمر النازحون في المخيمات على هذا الحال لاسيما في ظل تلف كثير من خيامهم وعدم صلاحها للإيواء.
وحذر من أن النازحين أمام مخاطر كبيرة حال تعرضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي بفعل تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق القطاع، والخشية أيضاً من انهيار منازل ومباني ينزح فيها مواطنون هي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط بسبب تعرضها للقصف.
وناشد المجتمع الدولي الإنساني والأمم المتحدة بأن تتداعى لإنقاذ حياة النازحين الفلسطينيين في المخيمات بقطاع غزة “قبل فوات الأوان”، وأن تساعدهم وتمدهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الشتاء.
