الاخبار

عام من الصمود.. ما دلالات قصف “القسام” لتل أبيب في ذكرى “الطوفان”؟

إحصائية إسرائيلية بعد عام من الحرب في غزة: 

  • بلغ عدد قتلى الجنود الإسرائيليين 727، منهم 380 في 7 أكتوبر، و346 في القتال داخل غزة.

  • بلغ عدد الجنود المصابين 4576، منهم 2299 في غزة، وتوفي 56 جندياً نتيجة لحوادث خلال العمليات لم يحددها الجيش.

  • إطلاق أكثر من 26 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة على “إسرائيل” من جبهات متعددة.

كل الإشارات تذهب إلى أنه بعد عام من العدوان على غزة كسبت “إسرائيل” المعارك لكنها خسرت الحرب أمام صمود بطولي للمقاومة الفلسطينية، التي كان لهجماتها أثر كبير في تكبد الإسرائيليين خسائر ثقيلة.

عام على الحرب انقضى، لم يَفُت المقاومة الفلسطينية أن تُذَكّر الإسرائيليين بأفزع ليلة عاشوها، يوم السابع من أكتوبر 2023، ليعيدوا الكرة صباح السابع من أكتوبر 2024 بصواريخ قصفت تل أبيب، جددت الرعب في قلوب المحتلين، حيث أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- قصف تل أبيب برشقة من الصواريخ.

وبينت القسام، في بيان، أن القصف يأتي “ضمن معركة الاستنزاف المستمرة، ورداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين وتهجير أبناء شعبنا”.

جبهة الاحتلال الداخلية قالت إن صفارات إنذار دوت في تل أبيب الكبرى ووسط “إسرائيل”، فيما أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المنطقة استهدفت بصواريخ أطلقت من قطاع غزة.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى سقوط شظايا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب بعد اعتراض القبة الحديدية لعدد من الصواريخ، فيما قال الإسعاف الإسرائيلي إن الصواريخ تسببت في إصابة أشخاص بجروح.

الرشقة الصاروخية على تل أبيب أدت إلى توقف هبوط الطائرات مؤقتاً في مطار بن غوريون، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية التي أكدت رفع حالة التأهب القصوى مع توقع مزيد من الصواريخ من غزة، لافتة إلى أن الجيش فشل مرة أخرى في إحباط هجوم صاروخي كان يتوقعه من غزة.

هجوم “طوفان الأقصى” 

12 شهراً مرت على حرب سيذكرها التاريخ بأنها أروع وأبشع ما سطرتها صفحاته، حيث استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعلى ما تملك من قوة لضرب شعب أعزل محاصر، لم تسلم من قصفها حتى المشافي والمدارس ورياض الأطفال ومخيمات النازحين، ليكون الأطفال الأكثر عدداً بين الشهداء والمصابين.

وفي استعراض لليوم البطولي للمقاومة الفلسطينية المتجسد في هجوم “طوفان الأقصى” يمكن الخروج بالنتائج التالية:

  • المقاومة الفلسطينية تسببت في انهيار منظومة الدفاع الإسرائيلية خلال “طوفان الأقصى” الذي نفذ براً وبحراً وجواً.

  • فاجأ الهجوم ونتائجه الكبيرة العالم كله وليس فقط الإسرائيليين، خاصة بامتلاك الجيش الإسرائيلي أفضل وأحدث التقنيات العسكرية وأجهزة الرصد والأسلحة في العالم.

  • لشدة قوة الهجوم وصفه وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن بأنه الأسوأ منذ حرب 6 أكتوبر 1973؛ لأن عدد القتلى الإسرائيليين المرتفع في غضون ساعات تفوق -بالنسبة والتناسب- حصيلة حرب الـ 73. 

  • منذ ذلك اليوم شن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة واجهت فيها المقاومة الفلسطينية أحد أقوى جيوش العالم.

تكيف المقاومة

يؤكد المحلل السياسي علي بغدادي أن طوفان الأقصى “أعاد تشكيل المنطقة”، بعد أن كان نتنياهو وحكومته قد بدأ بتنفيذ مخطط لإنهاء القضية الفلسطينية.

ويرى أن طوفان الأقصى “جاء لقلب الطاولة على الجميع، حيث كانت ضربة 7 أكتوبر مخادعة للجميع، وستتناقلها الأجيال عن عظمة الخطة التي نفذتها حركة حماس”.

ورغم ما تعيشه غزة منذ ذلك اليوم، يؤكد بغدادي لـ”الخليج أونلاين”، أن “الصمود الحالي في غزة هو أشد قوة وإعجازاً، وأن استمرارية المقاومة دليل على تحقيق الانتصار؛ لأن الضعيف عندما يصمد ويستمر في المقاومة يعني أنه انتصر”.

وأضاف: “هذا الضعيف يواجه إسرائيل، ومن خلفها أقوى قوة في العالم وهي أمريكا، ومع ذلك استطاع عدة شباب من أبناء المخيمات الفلسطينية أن يمرغوا أنف إسرائيل وأمريكا”.

ويلفت إلى أن طوفان الأقصى “له استراتيجيات عظيمة، فالكيان الصهيوني تقلص مساحة وسكاناً، فمساحة غلاف غزة وشمال فلسطين أصبحت شبه خالية، أما من ناحية السكان فقد توقفت الهجرة إلى المناطق المحتلة، وزادت الهجرة العكسية”.

كما أن السردية التي ظهرت بها “إسرائيل من أنها جاءت من رحم المعاناة، وأنها تعرضت لإبادة انتهت أمام العالم، وأصبحت هي المجرمة وانقلبت الرواية عليها”، حسب قوله.

وداخلياً يرى أن “زيادة الشرخ داخل العلمانيين والمتدينين واضحة، وإن كانت هناك محاولة لإظهار أن نتنياهو قوي وقادر على الاستمرار، لكن الشرخ يظهر استمرار ذلك النخر داخل الكيان بسبب استمرار الحرب”.

وفي المقابل يرى أن “إسرائيل” فاجأت الجميع، موضحاً: “فاجأتنا بأننا كنا نعتقد أن الكيان غير قادر على الاستمرار في حرب طويلة، وغير قادر على تحمل التكلفة البشرية، لكن خلال عام ثبت العكس”.

ويرجع سبب ذلك إلى “قوة الضربة، حيث اعتبر الاحتلال أن ضربة طوفان الأقصى هي وجودية، جعلت قادته يشعرون بالقلق على مستقبلهم، ومن ثم فإن كل شيء يهون مقابل الأمن المستقبلي وفق ما يحدث حالياً”.

وبحسب المقاومة -وفق بغدادي- “تكيفت مع ذلك، ومستمرة في مواجهة المحتل، وتغير أساليبها حتى الآن”.

وأضاف: “المقاومة لم تكسر خلال عام من الضرب والاقتحامات وامتلاك الأقمار الصناعية وأدوات التجسس، وقد رأينا كيف أن الصواريخ تضرب العمق الإسرائيلي حتى الأمس”.

أرقام الحرب

ليس من جديد القول إن الحرب التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة بعيدة عن التكافؤ، بوجود جيش متطور على المستوى العالمي، يواجه مقاومة بأسلحة بسيطة ومتفجرات مصنعة محلياً، داخل مدينة محاصرة منذ سنوات.

تذكر صحيفة “وول ستريت جورنال” في هذا الصدد أن “إسرائيل” تواجه حالياً احتمال خسارة هذه الحرب مع فقدان القتال زخمه، وعدم وجود خطة متماسكة لما بعد الصراع.

وأوضحت أنه “رغم إعلان إسرائيل تحقيق نجاحات ضد حماس، لكن في السر يشعر العديد من الضباط والجنود العاديين بالقلق إزاء احتمالات تبديد نجاحاتهم التكتيكية ضد حماس بسبب التردد السياسي”.

 ويمكن معرفة نتائج الحرب بالأرقام لعام كامل من خلال إحصائية كشف عنها الجيش الإسرائيلي، الاثنين 7 أكتوبر الجاري، جاء فيها:

  • قصف أكثر من 40 ألف هدف فلسطيني في غزة، واكتشف 4700 فتحة نفق، ودمر ألف موقع لإطلاق الصواريخ. 

  • بلغ عدد قتلى الجنود الإسرائيليين 727 منذ السابع من أكتوبر 2023، منهم 380 في 7 أكتوبر، و346 في القتال داخل غزة.

  • بلغ عدد الجنود المصابين 4576، منهم 2299 في غزة، وتوفي 56 جندياً نتيجة لحوادث خلال العمليات لم يحددها الجيش.

  • اعتقال أكثر من 5250 فلسطينياً، بينهم أكثر من 2050 من المنتمين إلى “حماس”.

  • قتل نحو 690 من المسلحين أو ممن اشتبكوا مع القوات أو نفذوا هجمات في الضفة.

  • منذ بداية الحرب أطلق أكثر من 26 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة على “إسرائيل” من جبهات متعددة.

  • حتى 2 أكتوبر 2024، أطلق نحو “إسرائيل” نحو:   

        – 13200 عملية إطلاق من غزة.

        – 12400 من لبنان.

        – 400 عملية إطلاق من إيران.

        – 180 عملية إطلاق من اليمن.

        – 60 عملية إطلاق من سوريا.

  • الكلفة المباشرة لتمويل الحرب في غزة حتى أغسطس بلغت 100 مليار شيقل (26.3 مليار دولار).

  •  قدر بنك “إسرائيل” ارتفاع إجمالي التكلفة إلى 250 مليار شيكل بحلول نهاية 2025، وفق وكالة “رويترز”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى