ضمن أكبر 25 عالمياً.. “إيدج” الإماراتية منافس بارز في التصنيع العسكري

المجموعة حققت إيرادات تصل إلى نحو 5 مليارات دولار سنوياً أكثر من 20% منها من عمليات التصدير
اتجهت الإمارات خلال السنوات الأخيرة لتعزيز وضع إنتاج وتجارة السلاح، لتصبح مدخلاً تنموياً أساسياً، وتعزز الجهود الحكومية لإصلاح الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل فيه.
واعتمدت أبوظبي في هذا الإطار على مسارين، أولهما توطيد علاقتها بشركات السلاح العالمية، سواء بالاستثمار في هذه الشركات، أو إعادة هيكلة القطاع الدفاعي الإماراتي وتشكيل شركات إنتاج أسلحة ومن أبرزها “إيدج” للأسلحة الدفاعية التي تأسست عام 2019.
وعلى الرغم من الإنجازات التي حققتها الإمارات في جانب التصنيع العسكري، فإنها لا تزال محدودة إذا ما قورنت بالأهداف التي تسعى إليها، فهي لا تهدف إلى استبدال الشركات الغربية الكبرى، وإنما تسعى لتطوير مهارات محددة، تتيح للشركات المحلية دخول السوق العالمية للسلع المتخصصة، وخصوصاً عبر شركتها “إيدج”.
أرقام كبيرة
بالتزامن مع نمو مستمر لـ “إيدج” وتوسيع نطاق عملياتها عالمياً، يقول حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة قوله، إن عملياتها تنتشر في 91 دولة حول العالم في ظل العمل على تعزيز معدلات التعاون مع القارة الأفريقية، تليها أمريكا اللاتينية وآسيا.
وتنقل وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، عن المرر قوله إن “إيدج” استثمرت بشكل متواصل على مدى السنوات الخمس الماضية، ونجحت في تنويع منتجاتها والدخول في مجال توريد الأنظمة، وأعلنت بدء تنفيذ عددٍ من صفقات التصدير، مع تحقيق إيرادات تصل إلى نحو 5 مليارات دولار سنوياً أكثر من 20% منها من عمليات التصدير.
وخلال زيارته لمعرض الدفاع الدولي “آيدكس” بالعاصمة أبوظبي (18 فبراير 2025)، والذي تستعرض فيه أكثر من 1500 شركة من 65 دولة أحدث منتجاتها، علق نائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد قائلاً: “فخرنا كبير بمشاركة شركاتنا الوطنية للصناعات العسكرية والدفاعية أحدث أنظمتها ضمن المعرض”.
وتحدث بن راشد عن إطلاق “إيدج” أكثر من 46 نظاماً جديداً خلال المعرض، مشيراً إلى أن الشركة تضم أكثر من 14 ألف موظف وتنتشر عملياتها في 91 دولة حول العالم وتصنف ضمن أكبر 25 شركة عسكرية عالمياً.
“إيدج” ومشاركة كبيرة
خلال مشاركتها للمرة الثالثة في معرض (آيدكس 2025) ومعرض الدفاع البحري (نافدكس 2025)، أعلنت “إيدج” عن تطورات مهمة، بما يضم شراكات استراتيجية ومشاريع مشتركة مع شركات عالمية رائدة في القطاع، إلى جانب مجموعة واسعة من الحلول الجديدة والتطورات عبر محفظتها ككل.
وتضمنت أبرز المنتجات المعروضة أنظمة مستقلة منها المروحية دون طيار “HT-100” ، والطائرة القتالية دون طيار للمراقبة المنخفضة “ﺟﻨﻴﺔ”، والمروحية دون طيار “قرموشة”، التي تعد أول طائرة دون طيار مصممة ومنتجة محلياً في الإمارات.
كما تشمل الذخائر المتطورة مجموعة “الطارق” التي أثبتت كفاءتها ميدانياً، والصاروخ المضاد للسفن متعدد الاستخدامات “MANSUP-ER”، ونظام “سكاي نايت” لصواريخ الدفاع الجوي من الطبقة القريبة القابلة للنشر السريع.
أما في المجال البري، فعرضت “إيدج” المركبات البرية غير المأهولة من طراز “ثيميس”، والجيل الثاني من مركبات الدوريات الخفيفة متعددة المهام “عجبان”، ومركبة المشاة القتالية النموذجية “ربدان”، والجيل الثاني من ناقلة الأفراد المدرعة “حفيت “6×6.
وفي المجال البحري، تتضمن أبرز المنتجات البحرية سفينة الدوريات من فئة “فلج 3″، البالغ طولها 60 متراً والأولى من نوعها، وسفينة “ربدان”، أول سفينة للدوريات البحرية مصممة ومطورة ومصنعة بالكامل في الإمارات.
وانضم إلى معروضاتها أيضاً عدد من المنتجات المتقدمة في مجال البصريات الكهربائية وأنظمة الرادار والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا المتطورة.
شركة مهمة
يؤكد الخبير والمحلل الأمني والسياسي العميد مخلد حازم، أنه مع التطور في نظام الأسلحة خاصة الدفاع الجوي والمنظومات الصاروخية والأمن السيبراني، فإن وجود هذه المجموعة الإماراتية أعطى لها أهميتها خصوصاً في مجال “الجيل الخامس في تكنولوجيا المعلومات”.
وأشار في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن هذه المجموعة “هي من الشركات الرائدة في مجال التصنيع العسكري والمنظومات، ولها باع طويل في إنتاج منظومات متخصصة ومهمة تخدم القوات المسلحة في جميع دول المنطقة والعالم”.
ويرى أن الإمارات “تخطو خطواتها بشكل سريع وبريادة عالية لمواكبة التطور الفعال والعملي”، مضيفاً: “الحروب الهجينة في العالم حالياً هي حروب المعلومات وتشتيتها وتحتاج إلى أنظمة مضادة وسيبرانية لمحاربة هكذا نوع من الحروب مثل ما تنتجه هذه الشركة”.
ويعتقد أن المجموعة الإماراتية “ستكون في الفترة القادمة من ضمن الشركات العالمية المهمة التي تدخل في مجال الصناعات العسكرية ومنظوماتها وأهمها الأمن السيبراني والدفاع الجوي التي تعد الرائدة والمتقدمة في استقطاب جميع الدول التي تحتاج إلى حماية سيادتها بهذه المنظومات المتطورة”.
“إيدج” وتطورها
يعود ميلاد “إيدج” الفعلي إلى أكثر من عقد، حيث حلت المجموعة محل شركة الإمارات للصناعات العسكرية (إيدك)، التي تأسست بعد أن قامت أبوظبي بهيكلة القطاع الدفاعي في عام 2014 عبر دمج 16 شركة صغيرة بشركتها الأكبر “إيدك”
وحينها استحوذت “إيدك” على مجموعة من هذه الشركات، وظلت تستعرض خدماتها المبتكرة لسنوات، حتى صدر قرار ضمن خطة استراتيجية للإمارات بتطوير الصناعات الدفاعية للوصول على مستوى من الاكتفاء الذاتي في قطاعي الدفاع والأمن وتحويلها إلى “إيدج” عام 2019.
ففي نوفمبر من 2019 شهد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال توليه منصب ولي عهد أبوظبي، إطلاق مجموعة التكنولوجيا المتقدمة في قطاع الدفاع، وبعد مرور عام على إطلاقها أصبحت معروفة اختصاراً بـ”إيدج”.
وخلال إطلاقها، قالت “إيدج” إنها تضم أكثر من 25 شركة مملوكة للدولة أو خاصة في قطاع الدفاع، تقوم بالتصنيع وتقديم الخدمات والتدريب وبناء القدرات في القطاع الدفاعي وغيره من المجالات.
بمجال المنصات والأنظمة، تتخصص شركات (نمر، وإيرث، والطيف، والجسور، وأداسي، وأبوظبي لسفن البناء) في تصنيع الآليات العسكرية الخفيفة والمتوسطة ذات العجلات، والآليات المدرعة المقاتلة البرمائية، وبناء السفن وصيانتها وتصليحها وتحويلها، واستخدام الأصول العسكرية البرية، وإدارة المشاريع لقطاعي الدفاع والأمن.
أما في مجال الصواريخ والأسلحة، تبرز شركات (رماية، ولهب، وهالكن، وكراكال، وإيه بي تي، والطارق) في تطوير الأسلحة الخفيفة، وأسلحة المشاة، والمدفعية، وذخائر الطائرات، وتصنيع أنظمة الصواريخ الموجهة بدقة، وتصميم الأسلحة الخفيفة من عيار 9 ملم وحتى 12.7 ملم، وتحويل الأسلحة الجوية غير الموجهة إلى ذخائر مركزة عالية الدقة وطويلة المدى، وغير ذلك.