شملت إيطاليا وألمانيا.. جولة أمير قطر تعزز شراكات الدوحة السياسية
ما هي الدول الأوروبية التي شملتها الزيارة؟
إيطاليا وألمانيا.
ما أبرز الملفات التي حملتها الزيارة؟
تعزيز الشراكات والتعاون، وخفض التصعيد في المنطقة.
تشكل الشراكات الاقتصادية ركيزة أساسية للعلاقات بين قطر والدول الأوروبية، وتمتلك الدوحة استثمارات ضخمة في مختلف القطاعات في أوروبا، بما في ذلك العقارات، الطاقة، والصناعات التكنولوجية.
وتكتسب الزيارات المتبادلة لقادة الدول أهمية استراتيجية تعكس قوة علاقاتهم الثنائية والتوجهات الإقليمية والدولية، وتعزز هذه العلاقات وتطورها بما يخدم الاقتصاد القطري والأوروبي على حد سواء.
وفي هذا السياق، تأتي جولة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أوروبا كجزء من الدبلوماسية القطرية النشطة التي تسعى لتعزيز التعاون والشراكات على مختلف الأصعدة.
جولة أوروبية
شملت الجولة الرسمية التي بدأها الأمير في 20 أكتوبر الجاري، في أوروبا، كلاً من إيطاليا وألمانيا، حيث ناقش فيهما سبل تعزيز التعاون المشترك بين قطر وهاتين الدولتين، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
الجولة جاءت بعد أن ترأس الشيخ تميم وفد بلاده في القمة الأولى بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي التي عُقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل، في 16 أكتوبر الجاري.
وتلعب قطر دوراً نشطاً في حل القضايا الإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بالأزمات في الشرق الأوسط، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي في فلسطين، وغيرها من الملفات، وهو ما يجعلها طرفاً في أي مشاورات تتعلق بذلك.
وتسهم مناقشة تلك القضايا مع الشركاء الأوروبيين في تعزيز التنسيق السياسي بين الطرفين، بما يخدم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
أهمية ودلالات
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة “سكاريا” التركية محمد سليمان الزواوي، إن زيارات أمير قطر لإيطاليا وألمانيا مهمة للغاية، لوجود مصالح مشتركة بين الدول الثلاثة، وكذلك وجود ملاءة مالية واقتصادية كبرى للدوحة، نظراً للمشروعات المشتركة والاستثمارات القطرية.
وفي حديثه مع “الخليج أونلاين” يؤكد الزواوي بأن قطر لديها قدرة على الضغط على الحكومتين الإيطالية والألمانية، للتحرك فيما يتعلق بخفض التصعيد في المنطقة.
ويعتقد أن “ملف توترات المنطقة أحد أهم أولويات زيارة الأمير القطري، لمحاولة احتواء التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، ووقف القتال وعدم توجيه إسرائيل ضربة لإيران، وتصعيد المواجهة في المنطقة التي ستؤثر على كافة الدول الإقليمية”.
وبيّن الزواوي أن الزيارة تأتي من دولة لديها قدرة على التأثير في الدول الأوروبية، إذ أن هذه الزيارات سيكون لها أثر في إبداء قضية عادلة للشعب الفلسطيني، ولإيصال صوت الدول الخليجية إلى أوروبا بأن أي تصعيد بين “إسرائيل” وإيران ستتضرر منه دول المنطقة.
ولفت إلى أن “خفض التصعيد هو مصلحة عامة ومشتركة لقطر وللدول العربية ولصالح الشعب الفلسطيني الذي أنهك خلال أكثر من عام من حرب الإبادة والتدمير والمجازر التي يتعرض لها”.
ويرى الزواوي أن “مساعي أمير قطر مهمة جداً، لما يملكه من ثقل وتأثير في الساحة الدولية”، معرباً عن أمله في أن يكون للزيارة دور في خفض التصعيد في المنطقة.
وأشارت صحيفة “الشرق” القطرية في 20 أكتوبر الجاري، إلى أن أهمية زيارة أمير قطر إلى إيطاليا وألمانيا تكمن في توقيتها والحاجة الملحة إلى تعزيز التفاهمات والتوافقات حول التحديات العالمية الراهنة.
كما أن اختيار هاتين الدولتين يعود إلى مكانتهما البارزة ضمن الاتحاد الأوروبي، حيث تمتلكان ثقلاً سياسياً واقتصادياً كبيراً، فيما تبرز الرغبة الأوروبية في تعزيز شراكات استراتيجية مع دولة قطر، نظراً لدورها الحيوي في ضمان أمن الطاقة على المستوى العالمي، إلى جانب مساهماتها المهمة في حفظ الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وقالت الصحيفة إن نتائج “هذه الزيارة وما شهدته من تبادل لعدد من مذكرات التفاهم والتعاون بين حكومتي البلدين، تبشر بعهد جديد من التعاون الاستراتيجي في كل المجالات وفي مقدمتها تعزيز التعاون في الاقتصاد والاستثمار والطاقة والدفاع، فضلاً عن تقوية التنسيق فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخصوصاً دفع وتكثيف الجهود لخفض التصعيد في الشرق الأوسط والتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان”.
تعزيز الشراكات
وتتمتع قطر بعلاقات متينة مع العديد من الدول الأوروبية في مجالات الاقتصاد، الطاقة، والرياضة، بالإضافة إلى قضايا الأمن والسلام في المنطقة والعالم، حيث قام الأمير بجولة رسمية شملت السويد، والنرويج، وفنلندا في سبتمبر الماضي.
ويشكل التحرك الدبلوماسي الجديد، استجابة لتطورات إقليمية ودولية متعددة، وهو ما يعزز مكانة قطر كلاعب رئيسي على الساحة الدولية.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية بأن أمير البلاد، أكد خلال زيارته لإيطاليا أنه بحث مع رئيسها سيرجيو ماتاريلا، ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، سبل تعزيز الشراكات الثنائية في مختلف المجالات.
وقال الأمير القطري، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”: “أجريت مباحثات موسعة اليوم في مدينة روما مع كل من رئيس إيطاليا سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وناقشنا خلالها تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، والسبل الكفيلة بزيادة التعاون الثنائي إلى المستوى المنشود عبر تطوير شراكاتنا في مختلف المجالات، وذلك انطلاقاً من رغبتنا المشتركة وبما يحقق تطلعات وطموحات البلدين والشعبين الصديقين”.
وفي 22 أكتوبر الجاري، أجرى الشيخ تميم والمستشار الألماني أولاف شولتس، محادثات رسمية في قصر ميزابيرغ بولاية براندنبورغ الألمانية، وتناولت تطورات التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقاً لبيان صادر عن الديوان الأميري القطري، استعرض الجانبان خلال الجلسة العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، مع التركيز على التعاون في مجالات الاستثمار والاقتصاد والتجارة.
كما تطرقت المناقشات إلى آخر المستجدات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الوضع في قطاع غزة، الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولبنان.
وشدد الطرفان على أهمية تكثيف الجهود لخفض التصعيد في الشرق الأوسط والوصول إلى وقف إطلاق النار.
وعقب انتهاء زيارته لألمانيا، نشر أمير قطر عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” قائلاً: “ناقشت مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، اليوم، ومع المستشار أولاف شولتس، تطلعاتنا المشتركة لتوطيد تعاوننا الثنائي، وتوسيع نطاقه في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، التي نحرص معاً على تنميتها باستمرار من خلال جهودنا المشتركة وشراكاتنا الاستراتيجية واستثماراتنا المتبادلة على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف، بما يتماشى مع مصالح بلدينا ويحقق الازدهار والرخاء للشعبين الصديقين”.