الاخبار

سيلا الفصيح.. رضيعة فلسطينية قتلها البرد القارس بخيام غزة

الطفلة سيلا الفصيح عمرها 12 يوماً، توقف قلبها بسبب البرد الشديد في خيام النازحين جنوب قطاع غزة.

“من لم يمت بالقصف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد”… هذه هي الصورة في قطاع غزة والتي تجسدت في حالة الطفلة الفلسطينية سيلا الفصيح التي لم يبلغ عمرها الأسبوعين، وتوفيت بسبب البرد الشديد في خيمة النزوح جنوب القطاع بعد أن نجت بأعجوبة على مدار تسعة أشهر، من ماكينة الحرب الإسرائيلية.

وعلى مدار أشهر الحرب الماضية، قُتل عشرات الأجنة في بطون أمهاتهم من جراء القصف الإسرائيلي واقتحام الاحتلال للمستشفيات، واحترق آخرون بنيران الصواريخ داخل خيامهم ومنازلهم، لكن الطفلة سيلا كان البرد هو قاتلها.

وفي صباح اليوم الأربعاء، أفاقت أم سيلا لترضع طفلتها، لكنها فوجئت بالطفلة الصغيرة وقد فارقت الحياة.

وبدأت القصة عندما لم تجد الأم مكاناً تلجأ إليه برفقة مولودتها الجديدة سيلا لإكمال أيامها الأولى بعيداً عن برد الخيام في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما اضطرها إلى العيش في خيمتها الموجودة على شاطئ البحر.

ولم تمتلك أم ريان ملابس ثقيلة لمولودتها؛ لعدم توافرها في أسواق قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.

ونتيجة لكل هذه الظروف لم يتحمل جسد الطفلة الضعيف صاحبة الـ12 يوماً، البرد القارس، خاصةً أن الخيمة قريبة من البحر؛ ما أدى إلى توقف قلبها عن النبض، لتصل إلى المستشفى جثة هامدة.

ويقول والد الطفلة أبو ريان الفصيح: “أعيش في خيمة  بمواصي خان يونس منذ أكثر من 7 أشهر، ووُلدت سيلا قبل أيام، ولا يوجد أي مكان نذهب بها إليه إلا الخيمة، وعاشت طفلتي مع أمها في ظروف قاسية وعلى رمل البحر”.

وبصوت مرتجف يضيف أبو ريان، وهو يحمل طفلته الميتة بيده، لـ”الخليج أونلاين”: “الليلة الماضية كانت باردة جداً، وحرصت على إغلاق الخيمة بالكامل؛ في محاولة لتدفئتها وعدم دخول الهواء، ونمنا جميعاً، ولكن عند الفجر استيقظت على صراخ زوجتي وهي تقول: البنت لا تتحرك!”.

سارع والد سيلا إلى حمل طفلته إلى مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس عند ساعات الفجر، وهو يبعد عن مكان نزوحه 4 كيلومترات، ووصل إلى المستشفى مشياً على قدميه؛ لعدم وجود أي وسيلة نقل، ولصعوبة وصول الإسعاف إليه؛ خوفاً من الاستهداف الإسرائيلي.

وصلت سيلا جثة هادمة إلى المستشفى، ولم يستطع الأطباء تقديم شيء لها.

وفي مشرحة مستشفى “ناصر” وُضعت الطفلة للتكفين تمهيداً لدفنها، وكان جسدها متخشباً، واللون الأزرق يسيطر على قدميها ووجهها، وهو ما يعكس معاناتها من البرد القارس لساعات طويلة.

مدير مستشفى التحرير للنساء والأطفال، الطبيب أحمد الفرا، أجرى فحوصات للطفلة سيلا، وقال: “يؤكد الفحص الأول للطفلة أنها توفيت نتيجة انخفاض درجة الحرارة في جسدها”.

ويضيف الطبيب “الفرا” لـ”الخليج أونلاين”: “الطفلة سيلا ليست الأولى التي تصل إلى مجمع ناصر الطبي وهي بحالة وفاة نتيجة انخفاض درجة الحرارة في جسدها، ووصل قبلها أيضاً أطفال متوفون بسبب البرود وغياب التدفئة”.

وتعد سيلا الطفلةَ الثانية التي يعلَن عن وفاتها نتيجة البرودة خلال أسبوع واحد في قطاع غزة، حيث استشهدت أيضاً، بداية الأسبوع الحالي، الرضيعة عائشة القصاص بالظروف نفسها في منطقة المواصي.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، ما أسفر عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، في ظل دمار شامل ومجاعة خانقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى