الاخبار

“سعوديبيديا”.. نافذة موثوقة يطل عبرها العالم على السعودية

– “سعوديبيديا”؛ موسوعة رقمية تنشر كل ما يخص الشأن السعودي.

– الموسوعة أطلقتها وزارة الإعلام  في فبراير 2024؛ لتمثل مرجعية وطنية ومصدراً للتوثيق.

في ضوء توجه السعودية للحفاظ على تراثها وتاريخ الجزيرة العربية، تواصل الموسوعة السعودية الرقمية “سعوديبيديا”، التأكيد على أنها ستكون الجهة الموثوقة للباحثين عن المعلومة الدقيقة عن المملكة.

أحدث ما جاء في هذا الشأن كان ورقة علمية قدّمها رئيس تحرير “سعوديبيديا” حامد الشهري، يوم الجمعة (2 مايو الجاري)، في الدورة الرابعة لمجموعة خبراء الأمم المتحدة للأسماء الجغرافية (UNGEGN) في نيويورك.

وأشار الشهري في كلمته إلى أن “سعوديبيديا” تهدف إلى نشر المعلومات عن المملكة بأسلوب موسوعي وبخمس لغات، مع إطلاق نسختين جديدتين بالروسية والألمانية خلال 2025، بحسب وكالة “واس”.

ووفق الورقة العلمية، تركز الموسوعة على توثيق الأسماء الجغرافية وربطها بهويتها الثقافية والتاريخية، من خلال قسم خاص بالجغرافيا يشمل المدن، والقرى، والمواقع الأثرية والمعالم الطبيعية، ويعتمد على خرائط تفاعلية ومصادر رسمية.

واستعرضت الورقة ستة محاور، تشمل:

  • توحيد كتابة الأسماء الجغرافية.

  • إبراز الأبعاد الثقافية المرتبطة بتلك المسميات.

  • نشر المسميات الجغرافية بلغات عالمية لتعزيز الوصول الدولي للجماهير.

  • ضمان التحديث المستمر والمواءمة الدقيقة.

  • توخي معايير تحسين الظهور في محركات البحث.

  • تقديم حلول عملية لتوحيد كتابة الأسماء الجغرافية وإنشاء قاعدة بيانات شاملة ومتكاملة.

ولفت الشهري إلى أن “سعوديبيديا” تُسهم في حفظ الهوية المكانية للمملكة، من خلال تحليل الأسماء الجغرافية وشرح أصولها بالتعاون مع الجهات المختصة، في خطوة تعزز الوعي بالموروث المكاني والتنوع الحضاري.

ورداً على استفسار من عضوة بالوفد البريطاني بشأن رومنة الأسماء الجغرافية، أكد الشهري أن الموسوعة تعتمد آليات دقيقة وخبراء مختصين لضمان الاتساق والموثوقية في نقل الأسماء إلى الأبجدية اللاتينية.

ما هي سعوديبيديا؟

“سعوديبيديا”، وتوصف بـ”الموسوعة السعودية”؛ هي موسوعة رقمية، تنشر كل ما يخص الشأن السعودي، عبر مصادرها الرسمية والمحلية الموثوقة.

الموسوعة أطلقتها وزارة الإعلام  في فبراير 2024؛ لتمثل مرجعية وطنية، ومصدراً للتوثيق، عبر محتواها المكتوب والمرئي والمسموع، وهو محتوى يخضع للتحديث والتعديل. 

وعند إطلاقها قال وزير الإعلام سلمان الدوسري: “نضع اليوم أولى لبنات الموسوعة السعودية (سعوديبيديا)، لنحث الخُطى نحو مرتكزات رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبناء مجتمع حيويّ معتز بتاريخه وتراثه الممتد، وجذوره القوية الرّاسخة، وهويته الثقافية الفريدة”.

وأشار إلى أن سعوديبيديا ستنافس لكي تكون “مصدر الرواية السعودية الأول للعالم، عن قيادة وشعب وتاريخ وجغرافيا وثقافة المملكة، من خلال منصة بلغات عدّة تبدأ بالعربية”.

وبوصفها مشروع موسوعة إنترنت، تمثل “سعوديبيديا” في تسميتها امتداداً لموسوعات عالمية على الإنترنت، حيث يحمل اسمها شقّين، الكلمة الأولى سعودي، والكلمة الثانية هي بيديا من كلمة Encyclopedia التي تعني بالعربية: موسوعة.

وبحسب ما تذكر على موقعها الإلكتروني، يرتكز محتوى سعوديبيديا على مراجع حكومية مثل: دارة الملك عبدالعزيز، وكالة الأنباء السعودية، الكتب، البحوث والدراسات المحكّمة، المواقع الإلكترونية الرسمية للجهات الحكومية، النشرات والتقارير الرسمية المنشورة.

إلى جانب المقالات، تقدم الموسوعة، وسائط تثري المحتوى؛ مثل: الصور والرسومات والخرائط ومقاطع الفيديو والمقاطع الموسيقية والصوتية المسجلة وتصاميم الإنفوجرافيك.

الأمن المعلوماتي

في مقال بصحيفة “الرياض” عنوانه “الأمن القومي المعرفي والمعلوماتي في موسوعة سعوديبيديا”، أكد الكاتب السعودي خالد بن علي المطرفي أنَّ “التضليل المعلوماتي المستدام” يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه الدول.

وأوضح أن هذا التضليل يستهدف تشويه تاريخ الدول ومواقفها وإنجازاتها، وصولاً إلى تشكيك الجمهور الرسمي وغير الرسمي في شخصياتها وطنية كانت أم مؤسساتية، مشيراً في هذا الصدد إلى محدودية الاعتماد على منصات عامة كـ”ويكيبيديا”، التي تعاني أحياناً من ضبابية مصادرها وإمكانية التلاعب في محتواها.

وأوضح المطرفي أن “سعوديبيديا” تمثل نقطة تحوّل حاسمة؛ إذ أثبتت المنصة منذ تأسيسها قدرتها على بناء منظومة معلوماتية رصينة، تستند إلى مصادر رسمية وموثوقة، لتصبح بذلك مرجعاً أولياً يعتمد عليه الباحثون ووسائل الإعلام والدارسون، ومن يرغب في الاطلاع على المملكة من نافذتها الأصيلة.

وأشار إلى أن التوسع في اعتماد نشر الموسوعة بلغات أخرى يعزيز نشر المعلومة الموثوقة بنمط موسوعي متقن، يساهم في ضمان أمن المملكة المعلوماتي على المديين القريب والبعيد. 

مرجع شامل

بدوره أكد الكاتب والأكاديمي السعودي د. عبد العزيز اليوسف، أن المنصة تمثل مرجعاً شاملاً يسعى إلى التوثيق الكامل للمنجز الوطني في المملكة.

وقال اليوسف في مقال بصحيفة “الرياض” بعنوان “سعوديبيديا.. صندوق المعرفة الوطنية” إن الموسوعة تسعى لتقديم قراءة وافية للحراك التنموي والثقافي في المملكة، من خلال أرشفة إنتاج المؤسسات الوطنية والشخصيات الفاعلة من كتّاب وفنانين ومبدعين، بما يعكس هوية المملكة ويُظهر صورتها الحضارية للعالم.

وأضاف أن هذا التوثيق يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي والثقافي، من خلال تسليط الضوء على النجاحات الوطنية في مجالات الفكر والعلم والعمل.

وأشار إلى أهمية تطوير الموسوعة لتضم بوابات أرشيفية وموسوعات رقمية متخصصة في مختلف القطاعات، قادرة على استيعاب التحولات المتسارعة في المشهد المعرفي والإعلامي.

ودعا اليوسف إلى تبنّي استراتيجيات تسويقية وترويجية مبتكرة لضمان حضور الموسوعة في وعي الجمهور، عبر وسائل الإعلانات الرقمية، ودعم المؤثرين، والتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والعلمية.

ويرى أهمية كبيرة في أن تهتم الموسوعة في تصميم مبادرات موجهة لجيل الشباب؛ لتعزيز انخراطهم في استهلاك المعرفة والبحث عن المعلومات من مصادر موثوقة كـ”سعوديبيديا”. 

صورة السعودية الحقيقية

وفي مقال بصحيفة “الجزيرة” المحلية، عنوانه “سعوديبيديا طريقك إلى السعودية”، يتساءل الكاتب السعودي سهم بن ضاوي الدعجاني متى تتحول موسوعة “سعوديبيديا” إلى مرجع أصيل للمعرفة الموسوعية تستند إليه المنصات الإعلامية والعلمية حول العالم، بجميع اللغات، في تقديم محتواها عن الشأن السعودي.

ويرى الدعجاني أن تحقيق هذا الطموح مرهون بمدى قدرة الموسوعة على إبداع حضورها المتجدد والفعال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما عبر حساباتها الرسمية؛ لتصل إلى جمهور أوسع يشمل ملايين الشباب حول العالم المتعددة الاهتمامات والانتماءات.

ويلفت إلى أن الفرصة التاريخية أمام “سعوديبيديا” تكمن في أن تصبح جسراً بين المنجز الوطني والحضور الإعلامي المؤثر، تنقل من خلاله صورة “الإنسان السعودي” بملامحه المعاصرة، وإنجازاته الحضارية، وتحوّلات بلاده اللافتة في السياسة والاقتصاد والمجتمع والرياضة.

حينها فقط، كما يقول، سيعانق “النجاح المعرفي” طموح “الرؤية الإعلامية”، ليرى العالم السعودية الجديدة كما يرويها أبناؤها، بأصواتهم وعدساتهم وكتاباتهم. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى