رينارد عاد.. فهل يعيد “الأخضر” لطريق مونديال 2026؟
سبق أن قاد منتخب السعودية لتحقيق انتصارات تاريخية أبرزها فوزهم على الأرجنتين في كأس العالم 2022
تحتل عودة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد إلى قيادة المنتخب السعودي مجددًا موقعًا مهمًا في محاولات المنتخب للتأهل إلى كأس العالم 2026، خصوصًا بعد أداء متذبذب تحت قيادة المدرب السابق روبرتو مانشيني.
ووقع رينارد، الذي سبق أن قاد منتخب السعودية لتحقيق انتصارات تاريخية أبرزها فوزهم على الأرجنتين في كأس العالم 2022، عقدًا جديدًا يمتد حتى عام 2025 مع خيار التمديد لكأس آسيا 2027.
وجاء قرار إعادته في وقت حساس بعد إنهاء الاتحاد السعودي عقد مانشيني بسبب تراجع الأداء والنتائج، التي شملت تعادلات وخسارات قد تعرقل تأهل المنتخب للمونديال.
عودة رينارد
التحديات التي تواجه رينارد في رحلته الثانية مع “الأخضر” ليست سهلة، إذ تعثر المنتخب تحت قيادة مانشيني في التصفيات بتعادله مع إندونيسيا وفوزه بصعوبة على الصين، بالإضافة إلى خسارة أمام اليابان وتعادل مع البحرين، ما يجعل الفوز في المباريات القادمة أمرًا بالغ الأهمية لاستعادة آمال التأهل.
كما تسعى السعودية إلى تحقيق استقرار فني قد يكون كافيًا لإعادة هيكلة الفريق وتحفيز اللاعبين تحت قيادة رينارد، الذي يُعرف بقدرته على تحفيز الفرق وإحداث نقلة نوعية في أدائها، وقد ظهر ذلك بوضوح في تجربته الأولى مع المنتخب.
وتولى رينارد مهامه ابتداءً من (27 أكتوبر 2024)، في الوقت الذي يستعد النادي الأخضر لخوض مواجهتين، في شهر نوفمبر المقبل، أمام منتخبي أستراليا وإندونيسيا ضمن منافسات الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
ويوم (24 أكتوبر)، أعلن الاتحاد السعودي عن التوصل إلى اتفاق مشترك مع المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، يتضمن انتهاء العلاقة التعاقدين بين الطرفين بعد النتائج المخيبة خلال مشوار السعودية في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026.
وسبق لرينارد قيادة المنتخب السعودي في الفترة بين يوليو 2019 ومارس 2023، وكان الإنجاز الأبرز في فترته الأولى التأهل لكأس العالم 2022، والفوز على الأرجنتين 2-1 في دور المجموعات.
لكن المدرب الفرنسي قرر الرحيل عن “الأخضر” من أجل تدريب منتخب فرنسا للسيدات، واستقال بعد الإخفاق في دورة الألعاب الأولمبية 2024.
ضبط الإيقاع
وجاءت إقالة مانشيني الذي كانت الآمال عليه كبيرة حينما تولى قيادة الأخضر في آغسطس 2023، نتيجة الانتقادات الحادة التي طالت طريقة اللعب التي لا تتناسب مع عناصر المنتخب السعودي، إضافة إلى عناده المستمر في بعض القرارات.
كما ازداد الوضع سوءًا بعد الخروج الصادم من ثمن نهائي كأس آسيا على يد كوريا الجنوبية، قبل أن تصل الأمور لذروتها بتحقيق 5 نقاط فقط في أول 4 جولات من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.
كما تشير تقارير صحفية إلى أن ولاية مانشيني شهدت عشوائية واضحة في طريقة اللعب وإشراك بعض اللاعبين في مراكز غريبة، وهو ما أدى لغياب التنظيم الدفاعي والهجومي.
ومن المنتظر أن يلعب رينارد بطريقة هجومية على عكس مانشيني الدفاعية، وذلك لأن المنتخب السعودي يمتلك العناصر القادرة على ذلك والتي لم يستغلها المدرب الإيطالي السابق.
ويتوقع أن يعتمد رينارد في تشكيلته المرتقبة لـ”الأخضر” على النجوم الذي ضبط بفضلهم إيقاع المنتخب مثل محمد كنو وفراس البريكان وسالم الدوسري.
لكن الدوسري يحتاج لدعم رينارد في الفترة المقبلة، خصوصًا بعدما تعرض لانتقادات قاسية بسبب إهدار ركلة جزاء حاسمة أمام البحرين، في التصفيات المونديالية.
وكان سلمان الفرج أحد أبرز الأسماء التي أبعدها مانشيني عن قائمة المنتخب قبيل انطلاق كأس أمم آسيا 2023، وهناك أصوات تطالب بإعادته خصوصاً أن رينارد أشاد به في أكثر من مناسبة خلال ولايته الأولى.
مهمة صعبة
وبعد تجاوز مواجهتي أستراليا وإندونيسيا الشهر المقبل سوف تتوقف تصفيات مونديال 2026 حتى مارس المقبل، وحتى ذلك الحين سوف يكون المدرب للفرنسي مطالباً بالظفر ببطولة كأس الخليج المقرر إقامتها في الكويت بين 21 ديسمبر وحتى 3 يناير المقبلين.
وفي أول تصريح له بعد عودته لم ينكر أو يقلل رينارد من صعوبة المهمة التي تنتظره، إلا أنه أكد “جاهزيته لفترته الثانية”.
وشدد في تصريحه لصحيفة “الرياضية” المحلية قائلاً: “أريد أن أخوض هذا التحدي مع الجميع لاعبين وإدارة وجماهير، وأرغب في التأهل إلى المونديال من أجل السعوديين”.
كما ثمن رينارد لياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي للعبة ومجلس إدارته والجمهور السعودي ثقتهم به وإعادته لقيادة “الأخضر”.
الناقد الرياضي السعودي محمد الشيخ أبدى تفائلاً كبيراً من عودة رينارد معتبراً أنها “ستعيد المنتخب السعودي إلى مكانته الطبيعية”.
وكتب الشيخ عبر حسابه بمنصة “إكس”: “مع عودة رينارد أصبح من المحتم عودة الأخضر الذي أطاح بالأرجنتين في المباراة التاريخية في مونديال قطر، والذي تم تفكيكه على يد سيئ الذكر مانشيني”.
لكن النجم السعودي واللاعب السابق محمد نور انتقد عودته قائلاً في تصريحات عبر برنامج دورينا غير، مساء الأحد: “لماذا عاد؟ ألم يكن هو من طلب الرحيل؟ أعتقد أنها عودة غير موفقة، لأنه لو بنفس المبدأ لماذا لم يعد الهولندي بيرت فان مارفيك لقيادة الأخضر؟”.
وتابع: “مارفيك هو من قاد المنتخب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا”.
وفي مقال له في صحيفة “إيلاف” السعودية يقيم الناقد السعودي مقبل بن جديع فترة مانشيني مشيراً إلى أنه “مدرب كبير ونجح في محطات متنوعة مع مانشستر سيتي ومع إنترميلان ومع المنتخب الإيطالي، لكنه لم يوفق مع منتخبنا لأنه حاول أن يطبق نظرياته ونظامه على منتخبنا متجاهلاً ثقافة مجتمعنا ونوعية لاعبي منتخبنا، لذلك لم ينجح فكان قرار الانفصال موفقاً وجاء في الوقت المناسب”.
وعن التعاقد مع رينارد فقد رأى أنه “قرار مناسب لأن المدرب يعرف المنتخب جيداً وتعرّف على ثقافة اللاعبين وكيفية التعامل معهم وإخراج كل ما في جعبتهم من مستويات”.
وأشار إلى أنه يرفض مقولة أن “عودته إهانة للمنتخب السعودي بحجة أنه سبق أن تركه” مضيفاً أن “المنطق يذهب إلى المصلحة أين تكون ومن ثم الاتجاه إليها ومصلحة المنتخب حالياً هي عودة رينارد”.