رفض شعبي فلسطيني واسع لخطة ترامب بشأن تهجير سكان غزة
الفلسطينيون أكدوا أنهم صابرون وثابتون على أرضهم حتى حق العودة
أبدى عدد من سكان قطاع غزة رفضهم الكامل لمقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن تهجيرهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة لهم.
واعتبر الفلسطينيون هذه الخطة استمراراً لسياسات التهجير القسري التي تمارسها “إسرائيل” بدعم أمريكي، بهدف تفريغ غزة من سكانها وإعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة وفق المصالح الإسرائيلية.
ولقى اقتراح ترامب الذي كرره ثلاث مرات، رفضاً قاطعاً من الفلسطينيين الذين اعتبروا أن هدفه تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.
وكان ترامب دعا في تصريحات لصحفيين، إلى نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعاً بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع”، جراء إبادة إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهراً بدعم أمريكي.
رئيس مكتب شؤون اللاجئين في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، شدد على رفض الفلسطينيين لاقتراح ترامب بشكل قاطع، وعدم قبولهم مناقشته.
ويقول الغول لـ”الخليج أونلاين”: “رسالتنا واضحة وهي لا للتهجير أو توطين اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين خارج فلسطين، وسنبقى متمسكون في أرضنا حتى حق العودة إلى بلداتنا وقرانا التي هجرنا منها”.
يوضح الغول أن سكان قطاع غزة صابرون وثابتون على أرضهم حتى حق العودة، ومتمسكين بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وقرار 302، الذي نص على تأسيسها، وقرار 194، الذي ينص على تسهيل عودة اللاجئين إلى وطنهم وإعادة توطينهم وإعادة تأهيلهم اقتصادياً واجتماعياً، ودفع التعويض.
ويشير إلى أن الوضع في قطاع غزة بعد حرب الإبادة صعب جداً، ورغم ذلك سيبقى السكان متمسكون في أرضهم ولن يقبلوا التهجير أو الخروج منها إلى أي مكان في العالم.
بدوره، يؤكد الناشط المجتمعي إبراهيم مطر، أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عانى من حرب الإبادة على مدار سنة وثلاثة أشهر، ورغم ذلك لن يستجيب لأي مقترحات من ترامب أو غيره تطالبهم بالخروج من أماكن وجودهم.
يقول مطر في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “سيقبل الفلسطينيون فقط العودة إلى بلداتهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948، وإعادة بناء منازلهم، وحرث حقوقهم، وليس الخروج من بلدهم إلى الشتات والتهجير مرة أخرى”.
وأضاف أن سكان قطاع غزة يعانون من أوضاع كارثية في هذه الأوقات خاصة بعد الحرب، ولكن ذلك لن يكون عاملاً مشجعاً لهم للهجرة أو ترك القطاع، أو الاستجابة لمقترحات ترامب المشبوهة”.
ويعتبر أن مقترح ترامب “جريمة ترقى إلى مستوى التطهير العرقي، كونها تدعو إلى نكبة جديدة للفلسطينيين، وإخراجهم من أرضهم التي يموتون كل يوم من أجلها”.
ويلفت إلى أن “الفلسطينيين، قيادة وشعباً، لن يسمحوا بتمرير أي مخطط يهدف إلى تفريغ غزة من سكانها، ويرون أن الحل الوحيد المقبول هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بحقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة”.
وذكر أنهم رغم الظروف القاسية التي يعيشها سكان القطاع بسبب الحصار والحرب، “إلا أن خيار الصمود والمقاومة لا يزال حاضراً في وجدان الفلسطينيين، الذين يرفضون أي محاولات لاقتلاعهم من أرضهم”.
كذلك، يؤكد الناشط في شؤون اللاجئين، يحيى أبو رشيد، أن هناك رفض شعبي واسع وسياسي رسمي أيضاً، ضد التهجير القسري لسكان غزة.
ويقول أبو رشيد في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “فكرة تهجير الفلسطينيين أمر غير قابل للتنفيذ؛ نظراً للإجماع الفلسطيني على مواجهته، والدعم العربي والدولي الرافض لمثل هذه الخطط، مما يجعل من المستحيل تمريرها دون مواجهة عواقب وخيمة على المستويين الإقليمي والدولي”.
كما يوضح أن خطة التهجير “هي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حق العودة للاجئين، الذي يعتبر أحد المبادئ الأساسية للقضية الفلسطينية”.
رفض فصائلي وعربي
فصائلياً، أصدرت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بيانات تدين فيها هذه الخطة، وتؤكد أن أي محاولة لفرض التهجير ستواجه بمقاومة شرسة، ولن يسمح بتمريرها تحت أي ظرف، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه في البقاء على أرضه، ولن يرضخ للضغوط السياسية أو العسكرية.
لم يقتصر الرفض على الداخل الفلسطيني، بل امتد إلى المستوى العربي، حيث عبرت دول ومؤسسات عربية وإسلامية عن رفضها دعوة ترامب إلى تهجير فلسطينيين من قطاع غزة باتجاه مصر والأردن، ودعت إلى دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.