حراك جديد في الوساطة.. اتفاق لبنان يمنح الأمل لإنهاء حرب غزة
ما موقف “إسرائيل؟
أظهر رئيس حكومة الاحتلال عدم وجود أي نية لديه للوصول لاتفاق لإطلاق النار في غزة
ما موقف “حماس”؟
أبدت استعدادها للتعاون مع أي جهود لوقف العدوان
بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” اللبناني و”إسرائيل” حيز التنفيذ، تتجه الأنظار إلى قطاع غزة الذي يعيش تحت الحرب ومجازر الإبادة الجماعية منذ أكثر من عام.
وتزايدت الدعوات والجهود القطرية والدولية من أجل الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة، وإبرام صفقة تبادل، خاصة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، وحاجة السكان إلى وقف للقتال، والتقاط الأنفاس، ومداوة جرحاهم، وخروجهم من خيام النزوح.
يعول الوسطاء على إمكانية البناء على الاتفاق في لبنان والعمل على تحقيق وقف إطلاق النار في القطاع خلال الفترة القادمة، خاصة مع ارتفاع تكلفة الحرب البشرية والاقتصادية في غزة، وإمكانية تمددها لمناطق إقليمية أخرى.
الجهود القطرية
برزت الجهود القطرية الجديدة من خلال اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والمستجدات في لبنان.
وشهد اللقاء الذي جرى الأربعاء 27 نوفمبر الجاري، استعراض الجهود المشتركة الرامية لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية دون شروط إلى القطاع، وفق البيان.
كما أكد ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، أن الوساطة خيار سياسي استراتيجي لبلاده على المستويين الإقليمي والدولي.
وأعرب الأنصاري – وفق بيان للخارجية القطرية – الأربعاء، عن ترحيب بلاده باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وأملها في أن يفضي إلى اتفاق مماثل لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.
إلى جانب اللقاء القطري المصري، برزت جهود دولية جديدة من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، من خلال مبادرة أمريكية جديدة.
جاء الحديث الأمريكي على لسان، الرئيس جو بايدن، الذي قال إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل إلى اتفاق في غزة، وحث “إسرائيل” و”حماس” على اغتنام الفرصة.
وقال في تصريح له الثلاثاء 23 نوفمبر الجاري: إن “الولايات المتحدة وتركيا ومصر وقطر ستسعى مجدداً لوقف إطلاق النار في غزة”.
كذلك، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، طرح مبادلة من أجل التوصل لاتفاق بمشاركة فاعلين إقليميين رئيسيين؛ هم تركيا وقطر ومصر.
وقال سوليفان لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، الأربعاء 27 نوفمبر الجاري: “نركز اهتمامنا الآن لمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق في غزة”.
وأشار إلى أن الرئيس بايدن “اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وجوب بذل جهود جديدة للتوصل إلى صفقة في غزة”.
وأوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى أن “هذه بداية فرصة لشرق أوسط أكثر استقراراً حيث يتم ضمان أمن إسرائيل ومصالح أمريكا”.
مبادرة مصرية
إلى جانب الطرح الأمريكي القطري، أظهر تقرير أن مصر ستطرح مقترحاً يشمل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين شهر وشهرين، يتم خلاله إطلاق سراح الأسرى تدريجياً مع إعطاء الأولوية لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
كما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن مسؤولين مصريين أجروا اتصالات مع فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لمعرفة مدى إمكانية تدخل الأخير لإقناع تل أبيب بالتنازل عن بعض مطالبها، مثل إنشاء منطقة عازلة بين “إسرائيل” وغزة.
وذكرت الصحيفة أن مصر أبلغت “حماس” أن نتنياهو يرفض بشكل قاطع انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع.
ترحيب فلسطيني وتعنت إسرائيلي
حركة “حماس”، أبدت استعدادها للتعاون مع أي جهود لوقف العدوان على غزة، مشددة على ضرورة تحقيق شروطها في إطار اتفاق شامل يشمل تبادل الأسرى؛ فيما يبقى الوضع في القطاع بعيداً عن الحل في الوقت الراهن رغم تصاعد الضغوط الدولية على “إسرائيل” لإنهاء العمليات العسكرية وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وقالت “حماس” في بيان لها: “نعرب عن التزامنا بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة، ومعنيون بوقف العدوان على شعبنا، ضمن المحددات التي توافقنا عليها وطنياً؛ وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة”.
إسرائيلياً، أظهر رئيس حكومة الاحتلال عدم وجود أي نية لديه للوصول لاتفاق لإطلاق النار في غزة، حيث أكد أن وقف إطلاق النار في لبنان سيزيد الضغط على “حماس” في القطاع.
وقال نتنياهو: “سنطبق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وسنعيد بناء الشمال ونستمر حتى النصر، واتفاق وقف النار في لبنان يهدف إلى فصل ساحات القتال وعزل حماس”.
وخلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت)، الثلاثاء (26 نوفمبر)، اعتبر رئيسا “الشاباك”، رونين بار، و”الموساد”، دافيد برنياع، أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قد يؤثر على مفاوضات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة.
فرص ضئيلة
يرى الباحث والكاتب السياسي، محمود حلمي، أن إمكانية حدوث انفراجة في المفاوضات بين “حماس” و”إسرائيل” بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ضئيلة بسبب اتساع الفجوات بين الطرفين، وعدم وجود رغبة بتقديم تنازلات من أجل الوصول إلى اتفاق.
يقول حلمي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان شجع الوسطاء وبعض الدول للتحرك من أجل إمكانية الوصول إلى اتفاق آخر في قطاع غزة ينهي الحرب المستمرة فيه، ولكن ذلك يحتاج إلى مرونة عالية من الطرفين”.
وأوضح أن الظروف السياسية والميدانية في لبنان ساعدت الوصول إلى اتفاق سريع، بخلاف غزة التي يوجد بها الكثير من المعيقات والملفات التي تحتاج إلى فترات طويلة من أجل مناقشتها، خاصة ملف الأسرى الإسرائيليين، ووجود جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، ومعبر رفح البري، والمساعدات، وإعادة الإعمار.
يتوقع حلمي أن يبدأ الوسطاء جولة جديدة من المفاوضات عبر طرح مبادرات وأفكار جديدة، ولكن دون حدوث اختراق في المهمة؛ لوجود رغبة لدى قيادة الحكومة الإسرائيلية بانتظار تنصيب ترامب، ومعرفة موقفه الواضح من استمرار الحرب على قطاع غزة.
ويستبعد الباحث والكاتب السياسي أن توافق “إسرائيل” على هدنة مؤقتة نتيجة للجهود القطرية والدولية القائمة حالياً؛ “لأسباب كثيرة أبرزها رغبة الجيش الاستمرار في القتال وإحداث أكبر قدر ممكن من الدمار في القطاع، ومواصلة قتل المدنيين”.