الاخبار

جهود الإمارات في مكافحة “الأمراض المهملة”.. 35 عاماً من الإنجاز

متى بدأت جهود الإمارات في مكافحة الأمراض المهملة؟

عام 1990.

ما هدف اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة؟

تعزيز الوعي العالمي وإبراز إمكانية استئصال هذه الأمراض.

لعبت دولة الإمارات دوراً محورياً في الجهود العالمية لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، على مدار 35 عاماً، من خلال مبادرات متعددة وشراكات مع مؤسسات صحية عالمية.

وقدّمت الإمارات على مدى العقود الماضية، برامج وقائية وعلاجية ساهمت في تحسين حياة ملايين الأشخاص حول العالم بالتعاون مع المنظمات العالمية.

وتشمل الأمراض المدارية المهملة أكثر 20 مرضاً، أبرزها العمى النهري والجذام وداء الفيلاريات اللمفي، ومرض دودة غينيا، وداء الكلب، وتصيب أكثر من 1.7 مليار شخص، %35 منهم يعيشون في أفريقيا.

جهود إماراتية متواصلة

بدأت جهود الإمارات منذ عام 1990، عندما تبرعت بمبلغ 5.77 ملايين دولار لمركز “كارتر” لدعم استئصال مرض “دودة غينيا”، ومنذ ذلك الحين، استمرت الدولة في تقديم المساعدات المالية والفنية لبرامج مكافحة الأمراض المدارية المهملة.

وتشارك الإمارات بفعاليات إحياء “اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة”، في 30 يناير من كل عام، بعد أن تم اعتماده بفضل جهودها الدبلوماسية بالتعاون مع شركائها.

وقد تم الإعلان عن هذا اليوم لأول مرة في منتدى “بلوغ الميل الأخير” عام 2019 في أبوظبي، واعترفت به منظمة الصحة العالمية رسمياً عام 2021.

وشهد عام 2017، محطة مهمة من محطات هذه الجهود من خلال إنشاء صندوق “بلوغ الميل الأخير” لدعم مساعي مكافحة الأمراض المدارية المهملة.

وخلال مؤتمر الأطراف “COP28” في ديسمبر 2023، تم الإعلان عن زيادة حجم الصندوق من 100 مليون دولار إلى 500 مليون دولار، ما وسّع نطاق دعمه ليشمل 39 دولة في أفريقيا واليمن.

ويهدف “اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة” إلى تعزيز الوعي العالمي حول هذه الأمراض، والتأكيد على إمكانية استئصالها من خلال الشراكات والاستثمارات المستدامة، خصوصاً مع وجود أكثر من مليار شخص يعانون من هذه الأمراض.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية، عن الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “غلايد”، سايمون بلاند، تأكيده بأن الأمراض المدارية المهملة تؤثر على أكثر من مليار شخص حول العالم، مشدداً على أهمية التنسيق العالمي للقضاء عليها وتسريع جهود مكافحتها.

وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة فريدة الحوسني، نائب الرئيس التنفيذي لـ”غلايد”، أن المعهد، الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، يعمل على تعزيز الإرث الإماراتي في المبادرات الصحية العالمية.

وأضافت الحوسني أن القضاء على هذه الأمراض مسؤولية جماعية تتماشى مع مبادرة “عام المجتمع” التي أعلنتها الإمارات لعام 2025.

وقد وضعت منظمة الصحة العالمية خطة تهدف إلى خفض عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج ضد الأمراض المدارية المهملة بنسبة 90% بحلول عام 2030، وتحقيق القضاء على مرض مداري واحد على الأقل في 100 دولة.

وتشمل الأمراض المدارية المهملة 21 مرضاً، تتسبب في تحديات صحية خطيرة، مثل الإعاقات والتشوهات، وقد تؤدي إلى العمى في بعض الحالات، مما يهدد الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمصابين.

1

شراكات عالمية

ويقول الصيدلاني والإعلامي الطبي أيمن خسرف، إن الإمارات تحولت من دعم المبادرات المحلية الطبية إلى دعم المبادرات الدولية، عبر التعلم والتكنولوجيا وتقديم الدعم المادي والفني واللوجستي للدول التي تعاني من هذه الأمراض، وهي بذلك تنفذ استراتيجية منظمة الصحة العالمية.

ويضيف لـ”الخليج أونلاين” أن الإمارات تعتمد على استراتيجية استثمار طويل الأمد، حيث تعتمد على بناء أنظمة صحية مستدامة بدل الحلول المؤقتة، وكذلك الشراكة مع دول مثل منظمة الصحة العالمية.

وأوضح خسرف أن الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة، ساهم بكفاءة في الإنجازات الطبية في الإمارات، فضلاً عن التوعية والتعليم، حيث أولت الإمارات المجتمع المحلي والدولي حول الأمراض المهملة وطرق الوقاية منها.

ويتابع: “الإمارات تترجم أولوية الصحة العالمية من خلال دعمها المالي والفني للبرامج الدولية، والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات العالمية، فضلاً عن توقيع الاتفاقيات مع المنظمات الدولية، وكذلك تمويل المشاريع البحثية وتوصيل الأدوية واللقاحات للمناطق الأكثر احتياجاً”.

ولفت إلى أن الإمارات تحرص على تحقيق التوازن بين الأولويات المحلية والاحتياجات العالمية؛ فعلى الصعيد المحلي تعمل على تحسين البنى التحتية الصحية ووصول الخدمات الطبية لجميع المواطنين والمقيمين.

ويشير خسرف إلى أن “الإمارات تشارك في المبادرات العالمية بشكل فعال، مما يعكس التزامها بدورها كشريك فاعل لتحقيق أهداف منظمة الصحة العالمية، فاستراتيجية الدولة تعتمد على الرؤية الشاملة والاستثمار في الابتكار، مما يجعلها نموذجاً يُحتذى به في مكافحة الأمراض المهملة”.

مخاطر الأمراض المهملة

تخلف الأمراض المدارية المهملة تأثيرات مدمرة، خاصة على النساء والفتيات اللواتي يتحملن أعباءً إضافية بسبب الأنشطة اليومية مثل غسل الملابس في الأنهار، مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة.

ويشير موقع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إلى أن المصابات بهذه الأمراض يفقدن فرص التعليم والعمل، مما يفاقم العزلة والوصمة الاجتماعية، وحتى غير المصابات يجدن أنفسهن مجبرات على ترك الدراسة أو العمل لرعاية أفراد الأسرة المصابين، مما يؤثر على حياتهن ومستقبلهن.

وتؤكد الإمارات أن توسيع برامج مكافحة هذه الأمراض يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحسين حياة الملايين حول العالم.

ورغم خطورة هذه الأمراض، إلا أنها لا تحظى باهتمام كبير، كونها تؤثر بشكل أساسي على الفئات الأكثر فقراً، ولذلك يركز “إعلان كيجالي” بشأن الأمراض المدارية الـمُهمَلة، على وضع الفئات الأكثر ضعفاً، خاصة النساء والفتيات، في قلب استراتيجيات مكافحة هذه الأمراض.

ولا تقتصر تداعيات هذه الأمراض على الجوانب الصحية فقط، بل تؤثر كذلك على الاقتصادات المحلية، وتتسبب في خسائر مالية ضخمة بسبب تكاليف العلاج وفقدان الإنتاجية، ويتطلب القضاء عليها استثمارات طويلة الأجل، لكن الموارد المحدودة والأولويات المتنافسة تعرقل الجهود المبذولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى