تهجير سكان شمال غزة.. تنفيذ إسرائيلي خطير لـ”خطة الجنرالات”
تتضمن “خطة الجنرالات”، ترحيل جميع سكان المنطقة الشمالية الذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف شخص.
بعد أكثر من 17 يوماً من الهجوم الإسرائيلي على جباليا شمال غزة، وارتكاب الاحتلال مجازر مروعة بحق المدنيين، اتضح الهدف من العملية العسكرية وهو تهجير السكان إلى جنوب القطاع تنفيذاً لما يعرف بـ”خطة الجنرالات”.
استشهد في جباليا منذ بداية الهجوم عليها 500 مواطن بينهم نساء وأطفال وفقاً لبيانات رسمية فلسطينية، إضافة إلى إصابة المئات بجروح خطيرة نقلوا على إثرها إلى مستشفيات تعاني نقصاً حاداً بالمستلزمات الطبية.
واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي أشكالاً مختلفة من الضغط على جباليا منها العسكري عبر قصف منازل المدنيين فوق رؤوسهم وتجريفها أيضاً وهو بداخلها، إضافة إلى منعه دخول أي أنواع من الطعام والشراب، وحصار المستشفيات الحكومية هناك وتهديد طواقمها.
بعد أيام من القتل والحصار المشدد على جباليا، أجبر جيش الاحتلال مئات السكان إلى الخروج من منازلهم والاصطفاف في طوابير طويلة وأمرهم بالتوجه إلى مدينة غزة ومناطق جنوب القطاع أيضاً.
مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة الدكتور حسام أبو صفية، أكد أن المستشفى تلقى أعداداً كبيرة من الشهداء وسط نقص حاد في الطواقم والمستلزمات الطبية.
وفي حديثه لـ”الخليج أونلاين” قال أبو صفية: “الكثير من المصابين يواجهون خطر الموت جرّاء العجز عن علاجهم، إضافة إلى أن محيط المستشفى يتعرض لقصف وإطلاق نار مباشر”.
ويبين أبو صفية أن هناك عشرات المفقودين تحت الأنقاض، ولا يستطيع أحد إخراجهم بسبب قلة الإمكانيات والمستهدفات المستمرة، إضافة إلى أن جيش الاحتلال استهدف خزانات المياه وشبكة الكهرباء في المستشفى.
يضيف أبو صفية: “وصلنا لمرحلة المفاضلة في التعامل مع الحالات والكثير من الإصابات فارقت الحياة لعدم القدرة على التعامل معها”.
تطهير عرقي
رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، صلاح عبد العاطي، أكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي صعد من حرب الإبادة والتطهير العرقي والتدمير الممنهج لمخيم جباليا وعمليات التجويع والتهجير لسكان شمال قطاع غزة.
وقال عبد العاطي في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: “أكثر من 200 ألف مواطن يواجهون خطر الموت إما بالقصف الإسرائيلي أو الجوع و العطش في ظل الحصار الخانق والمترافق الذي فرضته إسرائيل مع توسيع الهجوم الحربي على شمال غزة، مع إجراءات بالغة الوحشية تمثلت بمنع إدخال الطعام والدواء والمياه والوقود اللازم للمستشفيات لاستمرار عملها.
ويوضح عبد العاطي، أن “الاحتلال ارتكب عشرات المجازر بحق العائلات التي قصف بيوتها فوق رؤوس من فيها في منطقة الفالوجا ومحيط دوار أنصار وتل الزعتر وباقي مناطق الشمال، ويستمر في نسف واستهداف الاحياء السكنية فيها ومسحها عن الخارطة”.
وذكر عبد العاطي أن المستشفيات في شمال القطاع باتت عاجزة عن التعامل مع الأعداد الكبيرة للمصابين والمرضي ومهددة بالتوقف التام جراء عدم توفر الوقود والمستلزمات الطبية، عدا عن وفاة العشرات من المواطنين المحاصرين جراء المجاعة والعطش والأمراض.
وأشار إلى أن “الاحتلال يواصل طلبات الإخلاء للمرضى والجرحى والأطقم الطبية تمهيداً لاستهداف المستشفيات، ما يعني وقف كل الخدمات الصحية، وهو ما يهدد حياة المئات”.
وتطرق إلى “استهداف مخبز الشلفوح وهو المخبز الوحيد العامل في شمال غزة، وتدمير ما تبقى من آبار مياه ومرافق خدماتية، بما يجعل شمال القطاع منطقة محروقة وغير صالحة للحياة”.
وحذر من “خطورة الجرائم والمجازر البشعة المرتكبة وتواصلها بحق المدنيين لإفراغ شمال غزة من السكان، وخطورة الأوضاع الإنسانية الكارثية، وتداعيات قطع الاتصالات والإنترنت ومنع الأطقم الطبية والدّفاع المدني من الوصول للمصابين وانهيار الخدمات الصحية”.
خطة الجنرالات
يأتي الهجوم الإسرائيلي الجديد على مخيم جباليا ضمن خطة عسكرية طرحها كبار ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال، وتروج إعلامياً للضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتطبيقها، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى للعدوان على غزة.
وتتضمن “خطة الجنرالات” التي صاغها كبار ضباط الاحتياط بقيادة اللواء احتياط غيورا آيلاند (الرئيس السابق للمجلس الأمني)، ترحيل جميع سكان المنطقة الشمالية الذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف شخص، وفقاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
كما تتضمن الخطة تحويل المنطقة الواقعة شمالي محور نتسريم، الذي يفصل جنوبي قطاع غزة عن شماله، إلى منطقة عسكرية مغلقة.
ويفرض جيش الاحتلال على شمال القطاع حصاراً عسكرياً كاملاً، بزعم أنه سيجعل المقاتلين الفلسطينيين أمام الاستسلام أو الموت.